🌻🌼السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌼🌻
كنتُ أنا وأخواتي ننام جائعين أغلبَ أيام طفولتنا ، كانتْ أمي تكذب علينا قوموا بعدِّ النجوم كلها وسيكون لدينا الخبز الكثير من الخبز ، كنّا في كل مرةِِ نتعب من العدّ وننام ، هكذا بقيت رؤوسنا مرفوعة حتى ونحن نتضّور جوعاً .
ماتت أختي الصغيرة وعيونها ثابتهٌ في السماء ، لقد أخبرتني أمي أنها أكملت العدّ .
أعطونا الكثير من الخبز يومَ جنازتها أكلنا حتى شبعنا ونمنا ، لكن أختي لم تعد أبداً إلى البيت كنت أفتقدها كل يوم لنعلب سويةََ
أمي أخبريهم أن يرجعوا أختي وليأخذوا خبزهم سأقوم أنا بالعدّ مكانها وليأخذوني أنا.
لكنهم رفضوا و لم تعد أختي ...
لم تعد وأنا لازلت أخطأ العد لليوم ...
واحد ...
إثنان...
أختي...
أربعه ...
أبكي وأنام ..
اعلم ان التسول اصبح كثير جدا واحيانا من يتسول لا يكون محتاج لكن لا كذب في الجوع
من طلب رغيف خبز فاعطيه اشتري له اعظم عند الله من بناء مسجد يقول الله عز وجل ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا
صدق الله العظيم🌻صلوا على النبي🌻
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
قال ابن جرير الطبري رحمه الله : كنت في مكة في موسم الحج ، فرأيت رجلًا من خرسان ينادي ويقول :
( يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي ، فقدت كيساً فيه ألف دينار ، فمن رده إليَّ جزاه اللّه خيراً وأعتقه من النار وله الأجر والثواب يوم الحساب )فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له :
يا خرساني ، بلدنا حالتها شديدة ، وأيام الحج معدودة ، ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة ، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ، لو رد المال إليك ، تمنحه شيئًا يسيرًا ، ومالًا حلالًا ؟!قال الخرساني : فما مقداره ؟ وكم يريد ؟
قال الشيخ الكبير : يريد العُشر، مائة دينار، عُشر الألف.فلم يرضَ الخرساني
وقال: لا أفعل ، ولكنى أفوض أمره إلى اللّه ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل !!قال ابن جرير الطبري :
فوقع في نفسي أن ذلك الشيخ الكبير رجل فقير ، وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير !
فتبعته حتى عاد إلى منزله ، فكان كما ظننت ، سمعته ينادى على امرأته ويقول : يا لبابة ؟
فقالت له : لبيك أبا غياث
قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئاً ، فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ؟ فأبى ، وفوض أمره إلى اللّه !!
ماذا أفعل يا لبابة ؟
لا بد لي من رده ، إني أخاف ربيفقالت له زوجته :
يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ 50 سنة ، ولك 4 بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعى ، واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ، أو يقضي اللّه دينك .فقال لها : يا لبابة ، أآكل حراماً بعد ما بلغت من العمر الكبر ؟ وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقري ؟ وأستوجب غضب الجبار وأنا قريب من قبري ؟!
لا واللّه لا أفعل .يقول ابن جرير الطبري :
فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته !!!!فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار ، سمعت صاحب الدنانير ينادي كما بالأمس ..
فقام إليه ذلك الشيخ الكبير ، وقال : يا خرساني ، قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا واللّه قليلة الزرع والضرع ، فجُد على من وجد المال بشيء حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت
فإن وقع مالك في يد رجل يخاف اللّه عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ، يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة ؟!
فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند اللّه ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل !!!!!ثم كان اليوم التالي فنادى صاحب الدنانير ذلك النداء بعينه
فقام إليه الشيخ الكبير فقال له :
يا خرساني، قلت لك أول أمس امنح من وجده 100 دينار فأبيت ، ثم 10 فأبيت ، فهلا منحت من وجده ديناراً واحداً يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ، فيسقي الناس ويكتسب ويطعم أولاده ويحتسب ؟'
قال الخرساني : لا أفعل ، ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه ، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل !!!!فجذبه الشيخ الكبير ، وقال له : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال.
يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال: خذ مالك ، وأسأل اللّه أن يعفو عني ، ويرزقني من فضله.
فأخذها الخرساني وأراد الخروج ، فلما بلغ باب الدار ، قال :
يا شيخ ، مات أبي رحمه الله وترك لي ثلاثة آلاف دينار ، وقال لي :
أخرج ثُلثها ففرّقه على أحق الناس عندك ..
فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق
وواللّه ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى هاهُنا رجلًا أولى بها منك ، فخذه بارك اللّه لك فيه ، وجزاك خيراً على أمانتك وصبرك على فقرك !!
ثم ذهب وترك المالفقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول :
( رحم اللّه صاحب المال في قبره وبارك اللّه في ولده )يقول الله تعالى:
{ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ }والله الذي لا إله إلا هو ..
لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفت :
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا }العبرة :
أقول لكم ، والله وهذا إيماني :
إن زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً لله وتبقى بلا شيء ، وتبقى في مؤخرة الركب
وهل يضيعك الله عزّ وجل ، وينساك لأنك أطعته ؟!
سوف تجد شيئاً يسعدك طوال حياتك
أي شيء تدعه في سبيل الله لا بد من أن يعوضك الله خيراً منه في دينك ودنياك
( ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه )أتحب أن تكون عزيزاً ؟
أتحب أن تكون مكرماً ؟
أتحب أن تكون محترماً ؟
أتحب أن تكون مبجَّلا ؟
بالغ في طاعة الله
كلما أطعته كلما رفعك ، وكلما خالفت أمره كلما وضعك
إذا هان عليك هنت عليه ، وإذا عظَّمت شعائره عظَّمك.الدكتور_محمد_راتب_النابلسي