١

132 9 0
                                    


رواية:وسلاحه البكاء

قال الامام الحسين (عليه السلام)
الاستدراج من الله سبحانه لعبده إن يسبغ عليه النعم، ويسلبه الشكر.

اللهم صل على محمد وآل محمد.

•*¨*•.¸¸☆*・゚『❶』゚・*☆¸¸.•*¨*•

لاحت من بعيد "ثنيات الوداع"، والقافلة المحملة بكنوز كسرى تشق طريقها بجلال تحرسها خيول ودروع.
كانت الشمس قد بزغت كانها تستقبل العائدين؛ او لترى فتاة حملتها الاقدار من ارض النار كانت تمعن في الفرار ولكن دون جدوى.
اقترب صحابي اراد ان يحادثها... ان يقول لها كان سلمان يعيش في المدينة وكان رجلاً من أهل البيت،كان يعيش في ارضكم ولكنه جاء يبحث عن النور ففر من النار.
تمتم أسفا ً وود لو كان سلمان حاضراً،تمنى لو أنه قد تعلم منه لغة اهل تلك الديار.
هبت نسائم طيبة،فتذكر حادثة قديمة لن ينساها يوم وصل رسول السماء ارض طيبة فصدحت الفتيات يغنين للبدر الذي اشرق في سماء المدينة.
حانت منه التفاته فالفى بنت كسرى حزينة لكأن وجهها المضيء تغمره غيوم وغيوم.
تساءل في نفسه؛ترى ماذا سيكون مصيرها انها سبية على كل حال، هذا هو منطقي الحرب.
كان الموكب يقترب من المدينة. تمايلت سعفات النخيل وهبت نسائم طرية مشبعة برائحة الخضار.
تذكرت بنت آخر ملوك ساسان قصورها المنيفة،وتعجبت ان تكون هذه المدينة عاصمة الدولة التي لا تقهر! كيف هزم هؤلاء الحفاة العراة جيوش كسرى حتى لم يتركوا لـ(يزدجرد الثالث) مكانا في خراسان ولا في نيسابور ولا سرخس ولا طوس،وها هي الانباء تطير في الافاق عن عبورهم باب الابواب في بلاد الخزر،تآوهت بحزن:
-آه بيروز باد هرمز.
المسجد يكتظ بالناس، وقد اشرفت عذارىٰ المدينة يتطلعن الى ابنة الملوك الى جمال فارسي يختطف القلوب والابصار.
كانت الفتاة تدرك ما سيحل بها بعد قليل سوف تكون جارية في بيت طين من بيوت المدينة. تجمعت الدموع في عينيها كغيوم ممطرة،راحت تتصفح الوجوه المحدقة بها... التقت عيناها وجها افتر عن ابتسامة اراد ان يبدد عنها خوفا غامض فقال:
-چه نام دارى أي كنيزك؟
دهشت لهذا الرجل الذي يتحدث بلغتها.
اجابت باستحياء:
-شاه زنان.
اراد الرجل الذي يشبه الأسد ان يمنحها اسماً جديداً فقال:
-شهر بانو.
ابتسمت الفتاة وشكرت في اعماقها الرجل لهذه الهدية.
ما اجمله من لقب... سيدة المدينة.
سال الرجل وقد اراد ان يكتشف ما تعلمته من الزمان:
-هل حفظتي عن ابيك شيئا؟
أجابت بلوعة:
-كان يردد قبل مصرعه: اذا غلب الله على امر ذلت المطامع دونه؛واذا انقضت المدة كان الموت في الحيلة.
ابتسم الرجل الذي تنفجر الحكمة من جوانبه:
-ما احسن ما قال ابوك، تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير.
ساده الصمت ووقفت الفتاة تنتظر النهاية مستسلمة،ها هي الاقدار ترسم الطريق من قمم الجبال الشاهقة الى الهاوية! من المجد والملك الى السبي والعبودية. كانت على وشك ان تعرض في الاسواق بعد ان امر الخليفة بذلك.
وقبل ان تخطو باتجاه النهاية القت نظرة رجاء على الرجل لعله يشتريها.
فتفرجوا المعترضا رغم غضب الخليفة:
-لا يجوز بيع بنات الملوك.
تذكر الصحابة كلمات قالها النبي يوم وقعت سفانة ابنة حاتم في الاسر: ارحموا عزيز قوم ذل.
لقد نسيها الجميع وها هو اخو النبي يذكرهم بعد تطاول الايام.
-وما هو الحل اذا ؟! تساءل الخليفه حنقاً.
-اعرض عليها ان تختار رجلاً من المسلمين يتزوجها ويحسب مهرها من عطائه.
تصاعدت صيحات الاستحسان من زوايا المسجد، كانوا بشوق الى ملكة فارس، ترى من ستختار ، انها على كل حال تمثل امة كانت تحكم نصف العالم ذات يوم.
وراحت ابنته كسرى تبحث عن رجل تلوذ، به تتامل الوجوه تبحث عن الانسان... تبحث عمن يهبها رحمة الاب ودفء الام.
واستقرت عيناها على شاب اقنى الانف، كان عينيه نافذتان تطلان على عوالم تزخر بالنور والصفاء والحريه فاشارت اليه.
هتف بعضهم إعجاباً:
-ما احسن ما اختارت ،وهل هناك من هو اشرف من سبط محمد وابن سيد العرب.
قال سيد العرب لابنه وقد تذكر نبوءة سمعها من رسول السماء:
-ليلدن لك منها صبي هو خير اهل الارض.

وسلاحه البكاء "رواية"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن