الأرجوحة
حقا هيا بحاجة للقليل من الهدوء شهد تلك الفتاة المميزة ، كعادتها تقضي كثيرا في أداء واجباتها المنزلية والتزاماتها تجاه جدتها.. جميلة..
فهي بالكاد تجد وقتا للاهتمام بدراستها
حتى ميلادها 17 لم تحتفل به فلا وقت لديها . فهي البنت الثانية في عائله مكونه اربع أبناء. اصغرهم كان منير الذي يبلغ من العمر شهرين .
في الساعة العاشرة مساءا جلست كي تحظر نفسها لامتحان الغد في مادة الكيمياء
رن هاتفها الخلوي .حملت الهاتف فإذا بها جدتها
أجابت شهد على جدتها .. نعم جدتي
الجدة جميلة لم أجد الدواء في الدرج الذي بجوار السرير أين هو
أجابت شهد : موعد دواءك كان في الثامنة مساءا ، لقد أعطيتك الدواء بعد ماإنتهيت من وجبة العشاء مباشرتا..
ثار غضب الجدة.. أين العلاج.. لم أجده في الدرج
ارتبكت شهد وشعرت بالقلق والخوف على الجدة..
الجدة تعاني من أمراض مزمنة بالإضافة إلى أنها حديثا اصيبت بالزهايمر
نزلت بسرعه لبيت الجدة تاركتا خلفها الكتب والدفاتر على الطاولة
الجدة تسكن في الطابق السفلي لمنزل العائلة
دخلت شهد على جدتها
جدتي هل أنت بخير... فأجابتها الجدة جميلة
أنا بخير يا "سعاد" تعالي ونامي بجواري..
سعاد هيا عمة شهد المتوفاة في حادث سير مع زوجها وأبناءها
ومنذ ذلك الوقت والجدة جميلة عقلها لم يحتمل المصاب..
ضمت شهد جدتها اخذت بيدها واستلقيتا على الفراش.
كانت شهد تخفي دموعها حرقتا على فراق عمتها والحال الذي وصلت إليه جدتها
فهي كانت رمزا للعطاء ومثالا للمرأة الناجحة المتفانية وخاصتا بعد وفات زوجها فقد قامت برعاية أولادها
والد شهد كان يدعى عبدالرحمن وهو الأكبر سنا من العمة سعاد رحمها الله
ظلت شهد بجوار جدتها وتحاكيها على أمور قد مضت التي يخال لها أن شهد هي العمة "سعاد"
سمعت شهد صوت الباب يفتح أحدهم قد اتى ؛ فإذا به الأب عبدالرحمن كالعادة يعود متأخرا للمنزل .
دخل ليطمئن على والدته فوجد شهد لازالت بجوارها وحين ذاك كانت الساعة ١٢ .
فغضب منها على الرغم من أنها كانت تقوم بواجب هو أحق به.
هو بالكاد يسأل امه هل تناولت الطعام ويطمئن انها نامت .. هو لم يكن يجد وقتا لرعايتها كما يقول ويبرر وأنه جدا مشغول.
أنت تقرأ
الأرجوحة
Short Storyلطالما في أول مراحل نضجنا ننصدم بواقع وطبيعة من هم الأقرب إلينا، حين تكون ملاكك الحارس ليست بملاك، والأب متخاذل تضيع قيمة كبار السن ومكانتهم، ونتخلى عن وجودهم..