تأملني لثوانٍ عدة قبل أن يوجه حادقتيه لأمي... أقصد زوجته
"أنتظرك مساءا في مقر عملي"
ما هذا البرود؟
لا أدري كيف و لما أشعر أن الأمور لن تجري كما يجب ، ينتابني حدسَ خوفٍ مُريب..
"كم هي جميلة إبنتك لارا"
حضر صوت الخادمة من بعيد و كأنها تريد تلطيف الأجواء
"الجمال عندكم موهبة.."
كان مارفي المُتحدث ، رميت غُبار الدهشة عني و أرسلت بعض الإبتسامات المصطنعة
تقدم السيد الغريب وقلص المسافة لحدٍ مُرهق حط ذراعه على كتفي و جذبني إليه
"لتكون إبنتي فتاة مطيعة، و إن أردتِ شيئً لا تترددي بالطلب، إتفقنا...صغيرتي!؟"
قرب ثغره من أذناي و همس آخر كلمة بشكلٍ غامض ، الأجواء تُربكني و أعجزتني عن التصرف بشكل لابِق
"شكرًا لك سيد جيون..."
"جونغوك"
أردف بآخر كلمة و ربت على راسي بطريقة عفوية ثم أقدم متوجها نحو الباب ، أظنه ذاهبًا إلى العمل...عاد الجميع لعمله و أنا رافقتُ مارفي في جولة حول المنزل، حقا أنه جميل لحد يُتعب العيون، كل رُكن منه يروقني..
وفي أحد الأروقة شد نظري باب يشع منه نور أخاذ.. يبدو و أنها حديقة خلفية أو مخرج آخر للمنزل..
"ما الذي يوجد وراء ذاك الباب؟"
ألفتُ إنتباهه بيدي المصوبة نحو مبتغاي
"هاه ذاك الباب.."
أعاقني الفضول عند رؤيتي له و هو يُحدق بلباب مبتسمًا بتشنج و كأن أفكار بحجم الكون تتقاتل بحلبة عقله
"أُعذريني قد شردت...وراء ذاك الباب حديقة بسيطة مخصصة لأبي ممنوع لأيٍ كان دلوفها ،أعلم انه من غير اللائق رفض ما تُريدين رؤيته لكن حقيقة أن أبي جاد في اوامره لحدٍ مخيف تمنعني عن ذلك"
وفي ختام كلماته أرسل ضحكة خافتة مِلئها إحراج
"لا بأس ، هذا طبيعي جدًا و بدوري لستُ فضولية إلى ذلك الحد"
كان الباب شبه مفتوح لذا لمحت بعض النور المُخضر الصادر من ورائه ، يبدو أن الأجواء هناك فاتنة..
أردت تغيير الموضوع بسرعة كي ينسى الموقف المحرج الذي وضعته فيه
"كيف هي الأمور مع دراستك؟"
يبدو أن الجولة إنتهت فقد أصبحنا نسير في نفس الإتجاه السابق المؤدي لغرفة الضيوف الفخمة..
"حسنًا، كي أكون صريح ، الدراسة تجعلني منهمك مؤخرًا و كأن الإرادة إضمحلت نهائيًا"
همهمت بلإيماء لجعله يُكمل
"حقيقة أنني أعمل من أجل شيئ لا أريده تُفقدني الشغف ، كوني أدرس لإرضاء غاية أبي تتعبني"
بذكره سيرة أبيه خفق قلبي ولا أدري لما
"فهو مُصر أن ألتحق بكلية الحقوق لأغدو بمكانة إجتماعية مرموقة ، لكن هذا يعكس مُرادي"
ربتُ على كتفه لأجعله يسترخي فقد بدا حزين و الموضوع يُرهقه حتمًا
"ما الذي تود فعله تحديدًا؟"
لمعت عيناه و أخذ وضعية تدل على تحمسه
"أريد أن أتبع مسار الغناء ، أي أن أعمل وراء شيئٍ أهواه و أُجيده"
أزعجني الأمر حقا ، لا أدري لما يتدخل الأباء في تحديد مستقبل أبنائهم ، ما الفائدة من أن يصبح محامي و هو ليس سعيد بذلك؟
"إذا فأخي الجميل مُغني بارع"
إحمرت وجنتاه، يبدو لطيف!
"لا أرغب بتباهي لكن حقًا امتلك صوتًا ذهبيا و فكرة إمتلاك مُعجبين يقدرون ما أجيده و تحفيزهِم لي كي أغدو أفضل تروقني"
قاد بنا الحديث إلى حديقة المنزل الأمامية ، أخذنا الكراسي المركونة أمام المسبح مقعدا لتناول أطراف الحديث
"هل يمكِنك إطلاعي على موهبتك و تسميعي مقطع من اغنية تُحبها؟"
ضحك بخفوت وأسترسل بتلعثم
"أرى أن الإحراج يكسوني ، لا أظن أنني قادر على الغناء حالًا لكنني أعدك بذلك في المرة القادمة"
إحترمت رغبته برُقي
"لم أسمعك تغني من قبل لكني واثقة انك تُجيد ذلك و بشدة ، و رؤيتك تُحارب و تنال عقابًا نفسيًا من أجل أحلامك تُذهلني و تُشعرني بالفخر ، أعلن رسميًا أنني أحد أكبر مُعجبيك جيون مارفي و أنني أُشجعك ل التمسك بما يُسعدك"
أردفت كلماتي بحماس و الإبتسامة تعلو وجهي..
تبادلنا مواضيع عدة و أهمها كان نوع الموسيقى المفضل لكلانا. وفي وقت العشاء تجمع جميعنا على مائدة واحدة كان السيد جيون يتراس الطاولة و الهدوء يعم المكان ، لما تبدو الأجواء رسمية هكذا؟
"طبق السمك المحشي يعود إلي، ما رأيكم؟"
كسرت أمي جدار الصمت ليلتفت الجميع إليها
"لديك حِس طباخ ماهر آنسة لارا، أنت الأفضل"
كان رد مارفي بطريقة حماسية كالمعتاد، لديه طاقة إيجابية تُريب الشك ، لما يبدو سعيد بزواج والده ، الم يمقتنا؟
"ما رأيك أبي في ما أعدته زوجتك؟"
أطال الصمت و كان يخوض تحدي في التواصل البصري مع إبنه ، غريب!
"لا أحب المأكولات البحرية"
حمحمت امي بخيبة أمل واضحة
"سأحرص على إعداد طبق تُحبه في المرة القادمة ، لم أدري أنك لا تُحب السمك"
مدت كفها لتتموضع فوق يده
"إن كُنت تُريد أُكلة معينة أخبرني حسنًا؟"
وجه أنظارًا لي يُصعب فهمها
"لا يهم"
قالها بخفوت و أزاح يده ثم إستقام بجذعه مُغادرًا المكان و انظاره لا تزال مُسلطة علي ، لما هو غامض هكذا؟
بعد أن إختفى عن الأنظار ، راقبت أمي من بعيد ويبدو انها ليست بخير، أراهن أن ردة فعله الباردة أزعجتها ، يروقني ذلك حقًا رؤيتها تتألم بسبب قراراتها الأنانية يُعجبني!
YOU ARE READING
AFTER OO:OO
Lãng mạnوَ بَعدَ مُنتَصفْ الليّلْ لِنغْرق فِي ملاَذِ الْخَطِيئة إِبْنَتِي...! وَ خُدِر قَلبِي فَنُسجَ خَيْطَ الحُبِ مَع زَوجَ أُمِي....!