الفَصل الأول:حِدّة الشظّية

16 3 1
                                    

التبلد..
ما يصيب النفس بعد سحقها بأشنع السُبُل، تلجأ إلى حماية شظاياها تردم كل عاطفة أسفل الثرى، تبني جدرانًا فولاذية حولها تمنع أيًا كان من اقتحام حدودها، تمنع الحزن من لوي ذراعها، تمنع الشغف من زيارتها، تحرم السعادة من مداعبة أوتار قلبها، تقف بوجه كل شعور قد يراودها.

وأخيرًا..تسعى لحرق كل من تسبب بأذيتها بعد تشويههم مستعينة بحدة شظاياها.

•••

مشَت بروّية تطرق أرضية الغرفة بكعبها الأسود الذي صَدّى صوته يكسر سكون الغرفة المُظلمة تُمهل ضحيتها كل الوقت للجزع، شعرها الحالك المُسرّح على هيئة جديلة يتحرك مع مشيتها يداعب ظهرها النحيل بينما أناملها الناعمة تُقلّب خنجرًا فضيًا مزخرفًا ملطخ بالدماء، وراحت عيناها الواسعة تراقب من كان يجلس بمسافة باتت ضئيلة عنها، لا يظهرُ شيئًا على ملامحها الحادة سوى الفراغ و رغبةٌ عارمة في سفكِ دماء أحدهم.

"ڤيدالي كور،أيُّهما تُفضِّل؟"

ارتعد وجه الرجل المغطّى بالدماء في مكانه يدفع بظهره أكثر إلى الأريكة و كأنه يرجو منها أن تسحبه إلى داخلها لتخفيه عن أنظار من كانت تراقبه.

قبل دقيقتين فقط كان يجلس في مكتبه كالعادة يراجع بعض الصفقات المربحة يشرب كأسًا من النبيذ الأبيض إلى أن قاطعه صوت طرقات خافتة على الباب ليسمح بدخول الطارق، وللغرابة لم بفتح أحدٌ الباب لذا حرّك جسده متجهًا ناحيته حتى فتحه لتتطاير الدماء يشعر بانشراط خده الأيسر بآلة رفيعة حادة و ضربة قوية عند صدره افقدته توزانه بعد أن بدأ يشعر بالخدر يتسلل لأطرافه، ف راح يحاول الابتعاد عن الباب بصعوبة يجرُّ نفسه حتى وصل يسند بجسده الثقيل على الأريكة يراقب الباب المفتوح.

ومع عدم وضوح الرؤية بسبب الإنارة المنخفضة المنبعثة من الضوء عند سطح المكتب الخشبي، بدأ الخيال الأسود يدخُل إلى الغُرفة تزامنًا مع دخول الرُعب مُداعبًا بنعومة دواخل الرجل الأشيب يَسمَع صوت طرقات الكَعب مُحاولًا رؤية صاحبته التي ظَهَرت أمامه تَحمل قدرًا خطيرًا من الفتنة، فتنةٌ ساوت خطر ما تحمله ملامحها.

فَراشَةُ النّار|FIRE BUTTERFLY حيث تعيش القصص. اكتشف الآن