المقدمة

34 5 3
                                    

بعد الحرب العالمية التكنولوجية الثالثة التي خاضتها الأرض عام 2100 و التي استمرت حوالي عشر سنوات -و قد اندلعت بعد اكتفاء الدول العظمى من الحرب الباردة-

حصلت فيها إبادات شاملة لأقوام و أعراق و في الجانب الآخر صعدت أعراق ناجية إلى القمة؛و هنا أقصد هؤلاء الذين يمتلكون السلاح الفتاك "التكنولوجيا"؛

عندما تسمع كلمة "ابادة" يتبادر إلى ذهنك قنابل نووية و هيدروجينية و نيترونية لكن لا يا صديقي فهذه الأسلحة تم منعها تماما لتفادي الابادة العميقة

و الإبادة العميقة هنا تعني ابادة منطقة ما بحيث لا تصلح للعيش مرة اخري

،لكن و مع ذلك لا شيء يقف ضد عقل الانسان الفاسد فقد وجد عاجلا وسيلة أخرى للابادة فبعد أن تم حظر تلك الأسلحة

تم إصدار قرار أن الحرب يجب أن تكون بالجيوش البشرية لينفذوا مبدأ تكافؤ الفرص -حسب ظنهم- لكن هذا لم يمنع التكنولوجيا من اظهار جانبها المظلم ،فقد بدأت المعامل تتحول من تجارب على الأسلحة و القنابل الذرية إلى تجارب على البشر!

لينتجو من البشر قوة عظمى لا تقهرها الجيوش العادية،ما لبث أن تسرب الخبر من دولة إلى أخرى بسبب جواسيس مستعدين للتخلي عن حياتهم مقابل عدم احتكار دولة واحدة لهذا السلاح و هنا بادرت كل دولة في السباق بالحشد للتطوع في التجارب الغير معلوم نتائجها! و للعجب تجد أن العلماء كانوا متحمسين للفكرة متغاضين عن النتائج الاخلاقية لهذه التجارب متحمسين لفكرة أتت بها امرأة متوحشة تُدعى "ريبيكا"

على إثر ذلك توصلت الدول إلى تقنية لتحويل البشر إلى خارقين؛ليفقدوا بشريتهم و يتحولوا لأسلحة!

هل سيتوقف البشر هنا؟ بالتأكيد لا!

عندما لم يعد هناك متطوعون لهذه التجارب بدأت المعامل تختطف الأطفال الصغار من الملاجئ و دور الأيتام لتقوم بإجراء التجارب الشنيعة فهم ليسوا متطوعين بل مجبرين! و من تنجح تجربته و يخرج بسلام يتم اخفاؤه لحالات الطوارئ،أرى أنك اكتفيت ،لكنهم لم يكتفوا أو اكتفوا مؤقتا لأن مثل تلك الأعمال الاجرامية لا تبقى في الظلال كثيرا ،

فلنكف عن الثرثرة و ندخل في صلب الموضوع؛

بعد نهاية الحرب أو نهاية الكارثة أو ما سيسمى بـ"السقوط" و سبب تسميته بهذا الاسم هو سقوط معظم الدول العظمى و الدول النامية أيضا و هروب سكان الكوكب من دولة إلى أخرى سواء من الحرب أو الفقر أو المرض أو موتهم من نفس الأسباب

حتى اجتمع الناجون في قارة آسيا التي ما لبثت أن اتسعت بسبب الهجرة و صارت هي و اوروبا قارة واحدة من دون امتيازات بين الشعوب،

لكن هل يستطيع البشر العيش من دون امتيازات أو تقسيم طبقي؟بالطبع لا! أراك صديقي القارئ قد سئمت من كمية الـ"لا!" الموجودة هنا لكن ما باليد حيلة فهذا جزء من أي بشري ،يعشق الطبقية؛

ما لبثت أن تحولت آسيا إلى مملكة سُميت بمملكة "كارديا" و بحلول عام 2112 انقسمت إلى ثلاث دول أو امارات أو ولايات مع اختلاف المسمى لاختلاف الأعراق

انقسمت إلى *فاروي *فيتنا *رافالا

الآن أراك عزيزي القارئ لديك الكثير من التساؤلات و الأفكار غير المنظمة فدعني أنظمها لك.

في البداية تود أن تعرف ماذا حصل للبشر الخارقين و معاملهم و أنا بدوري سأخبرك أن منهم من قٌتل و منهم من هرب متخفيا وسط المهاجرين و اللاجئين إلى كارديا و منهم من تم تجميعه في المعامل الجديدة ؛

معاامل جديدة؟!

نعم بالتأكيد فمع هذه القوة الجبارة لا يمكن أن يتخلى عنها البشر لمجرد تدهور الكوكب و موت نصف سكانه و سقوط الدول و تشتت المجتمعات فقد تم انشاء معامل جديدة في كل ولاية

ففي فاروي تم انشاء معامل نوفا، و في فيتنا أنشأوا معامل كريج، و في رافالا انتهوا بمعامل ريجيس

و كلهم كانوا تحت يد مؤسس واحد "ريبيكيا" ،

تلك المرأة مازالت على قيد الحياة و هي المتحكم في آسيا أو كارديا و لكن إذا كانت هي المتحكم فلماذا المملكة منقسمة؟! حسناً سأخبرك بهذا السر

قامت ريبيكيا بتقسيم المملكة لترضي شعور البشر العرقي و تعطيهم فكرة انهم مازالو منفصلين و تبقى هي المتحكمة في النهاية.

أما بالنسبة للمعامل الجديدة فكان الأمر أسهل هذه الحقبة فالناس في حالة تشرد و فقر فإذا تطوعت مقابل بعض المال سيكون الأمر بالنسبة لك مربحا و فرصة لا تعوض فليس لك ما تخسره على أية حال،كما أنه كان هناك العديد من الأطفال اليتامى و المشردين أو من تخلى عنهم آباؤهم بسبب قلة الطعام لذا فحملة إنقاذ اطفال زائفة ستفي بغرض جمعهم.

الآن يجب أن أتركك لتفهم بنفسك و ترتبط التفاصيل في خاطرك؛سأتركك تعيش مع أطفال قرر القدر أن يختبر قدرتهم على الصمود؛

فإذا وُجد الخير وُجد الشر و تذكر يا صديقي العزيز أن

"المعركة بين الخير و الشر هي نفسها على مر العصور لكن الفرق هو الجنود المحاربة"

دمتم بخير

"Endless Happiness" سعادة لا نهاية لهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن