بدأ كل شيء على قطار الأنفاق ذات يوم على ما أعتقد وجدت نفسي على كرسي في مقصورة فارغة أو ذلك بديهي فالساعة الآن تشير إلى الواحدة بعد منتصف ليل إمتد عملي اليوم إلى بضع ساعات إضافية وضعتني في موقف كهذا إن الوضع مخيف للهدوء اللذي عم المكان و صوت صرير العجلات على الحديد قبل كل محطة كنت أشاهد الشاشة و هي تعرض عناوين المحطة تلوى الأخرى منتظرة مقصدي لأخرج من هذا القطار ، إنها ليست أول مرة أركب القطار في وقت متأخر لكن هذه المرة ... هذه المرة فقط أشعر بأن هناك شيء خاطئ .... شيء يتسلل إلى أعماق أعصابي و يوترني أريد الخروج من هنا
إستمر الكلام و الوسوسة تحوم في خيالي حتى ...
توقف القطار في منتصف النفق و إنطفأت الأضواء . الآن وجدت نفسي في ظلام دامس تحت الارض أين الهدوء قاتل كأنني دخلت قبري و أنا واعية بدأت في الصراخ لكي يسمعني السائق على الأقل.
إستمريت في الدق على الأبواب الزجاجية و في النهاية إنتهرت .أغمضت عيني و إنكمشت على نفسي لأسمع خطوات واثقة ثقيلة تعلن عن أنها راجعة لرجل تتقدم لي بتثاقل لم اقدر على رفع رأسي من الأرض لحظات حتى كان بيني و بين حذائه الأسود بضع سنتيمترات إزدادت نبضات قلبي بشكل سمح بتوليد صدى لها في أنحاء المقصورة أو كان الصدى يتعالى في عقلي فقط .. فما المخيف أكثر من رجل في ظلام حيث لن يُسمع لي صوت .
إنكمشت أكثر و شددت على حقيبتي أكثر . و شعرت بأنفاسه تقترب مني بما أنه نزل لمستوايا رفعت رأسي لأجد وجهه أمام وجهي مباشرة لم ينطق بكلمة لم أقدر على ملاحظة ملامحه إلا أن عيونه لم تكن داكنة كان بها لمعان واضح . عم الصمت و تعالت الأنفاس و زاد نبضي مع هذه الأجواء ليس لخوفي من أفعاله المحتملة .
أبعدت عيني بذلك أكون قد قطعت التواصل البصري ليقول بصوت ليس بخشن مخيف لكن ليس بناعم أيضا
- لا تخافي دقائق و تعود الأنوار ... آسف على هذا الخلل .
- من .. من أنت ؟ هل أنت سائق ؟ اوه آسفة على الدق على الزجاج كان فعلا لا إراديا .
- اوه .... نعم .... نعم ، أنا سائق القطار .. على ما أعتقد . و لا تقلقي .
- على ما تعتقد؟
- لا ... لا شيء فقط لا تقلقي اجلسي مكانك و سيكون كل شيء على ما يرام ... و أيضا خاتمك وقع .
قال و هو يناولني خاتمي في يدي لاني لا أستطيع الرؤية .. لكن من المفروض ألا يرى هو أيضا .
شعرت به يقف و سمعت صدى خطواته تبتعد ثم باب المقصورة يفتح و يغلق . بعدها مباشرة رمشت الأضواء ليعود لي بصري. فتحت كمشت يدي إذ بخاتم إنه موجود لكن ... هذا ليس بخاتمي لأن خاصتي لا يزال في إصبعي .
انطلق القطار مجددا ثم بضع دقائق أعلن عن أن المحطة القادمة هي محطتي . على الأقل إنتهى كل شيء على خير و كان شعوري على حق .
توقف القطار و فتحت الأبواب حملت حقيبتي و تخطيت الفراغ إلى الجهة الأمان لأسمع نداءا من بداية القطار من حجرت القيادة حيث نزل رجل في نهاية الأربعينات بسترة صفراء فاقعة اللون تقدم إلي و هو يجري بصعوبة
-يا بنتي أعتذر على الخلل التقني الذي حدث في النفق لا أدري ما مصدره و لم يحدث ذلك من قبل ... أعتذر منك مجددا لابد أنك خفتي .
شعرت بوجهي يشحب و سألت بصوت متقطع : أ أنت سائق القطار ؟
- نعم أعتقد أن ذلك واضح من ملابسي ... ههه .
- نعم إنه واضح ... و لا تقلق لم يكن بالأمر الجلل ... هل نزل شخص آخر من القطار؟؟
- لا لا أعتقد ذلك سوى تلك السيدة .
قال مشيرا لإمرأة مع زوجها . شكرته و لحقت بهما سألتهم إذا ما قد أوقعت خاتمها فنفت ذلك مظهرتا أن خاتمها في إصبعها .
أكملت طريقي نحو خارج المحطة برأس مليء بالأفكار و الأسئلة أنا إنسان كثير الأسئلة بطبعي و فضوليه و لكن ما هذا ؟ قلت محدقة بخاتم فضي به جوهرة بنفسجية في المنتصفإسمريت بتقليبه بين أصابعي ثم رميته في الحقيبة لاني بالفعل أمام شقتي . فتحت الباب رميت الحقيبة في ركن الأريكة علقت سترتي و مفاتيحي و ارتميت عليها أنظر إلى السقف و أفكر في كل ما حدث من ذلك الرجل بحق ؟ لمن هذا الخاتم ؟ ماذا لو لم ينزل من القطار ؟ هل علي إعادة الخاتم ؟
أخذت الأفكار تتداخل في رأسي و تتعالى الأصوات من التفكير حتى غطت في النوم
(في الحلم )
فتحت عيوني في غرفة مكتب فخمة كنت على حافة الباب و كأني دخلت الآن وقفت و بقيت أنظر ذهول لكل تلك الديكورات و اللوحات المعلقة و المكتبة الضخمة التي كانت تمتد على طول الغرفة اللتي تقابل الباب بنافذة كبيرة .
جلست أتفحص كل إنش من الغرفة ببصري دون أن أبرح مكاني لأني لا أعلم لو لي الحق في الدخول أساسا. شعرت بالتوتر من الجو مجددا فإستدرت و ما إن مسكت مقبض الباب لفتت إنتباهي الجوهرة البنفسجية على إصبعي لما قد ألبس هذا الخاتم أيضا نزعته و وضعته في جيبي ما إن فتحت الباب إلا .....يتبع
أنت تقرأ
Dream
RomanceDream الأحلام هي أفكار لاشعورية , تصنعها عقولنا وفقا لرغباتنا الباطنية التي لا ندرك اننا بشكل أو بآخر بحاجة لها لكن أهذا دائما صحيح؟ كيف ستتعامل بطلتنا (صوفيا) مع أحلامها ذات الطابع الخاص ؟ هل سيتداخل واقعها مع الخيال؟