في ليالي الصيف البارِدَة خرجت تلك الشابَّة من مسكنها الجامعيّ لشراء بعض الأغراض الناقِصة،، وكان الشارع يتملكه الهُدوء والظَلام.
وفي طريقها الى المسكن، شعرت وكأنَّ هناك من يراقبها لكنها تجاهلت الشعور فورًا عندما تلقَّت إتصال من صديقتها روزي والتي تشاركها نفس السكن.
ليسا أجابت : أخبريني روزي؟ - ابتسمت -
روزي : اين انتِ؟ لقد تأخرتِ
ليسا : كدتُ أصل لا تقلقي
روزي : هيا أسرعي سيبدأون بمناداةِ أسمائنا
ليسا : حسنًا فهمت انا آتية - اغلقت الخط لتدخل مسكن الطلاب -
روزي استقبلتها امام الباب بلهفة : هل جلبتي الاغراض؟
ليسا ابتسمت : انتِ ألن تكفِّي عن تناولِ الطعام؟
روزي بادلتها الإبتسامة وهي تتناول الاغراض منها : وكيف لي هذا؟
ليسا : سوف تسمنين - اغلقت باب المسكن جيدًا -
روزي : لا، لا تقلقي أمارس التمارين الرياضية بشكل مستمر - جلست لتبدأ بتناول الوجبات الخفيفة -
ليسا ضحكت بسخرية :هل تمزحين؟ - شربت المياه - انا سوف أخلد للنوم - تناولت منها كعكة أرز - دعيني آخذ هذه
روزي همهمت : أجل اذهبي هيا
ليسا : سوف تُكلِّمين جيمين مجددًا؟ انتِ حقًا ..
روزي ضحكت : لماذا؟ انه وسيم - نظرت اليها - والأفضل من هذا بأنه يحبني
ليسا : فلتعيشي أحلامك جيدًا ايتها الفتاة - دخلت غرفتها لتلقي نفسها على السرير - لنرى
فتحت هاتفها وتصفحت مواقع التواصل الإجتماعي، اذ يظهر امامها اعلان لصناعة الفَّخار ، ليسا : هذا مثير للإهتمام - ليسا تعشق الفخار لكنها لا تجيد صنعه، ورثت هذا الحُب من والدتها المتوفاة -
تلقَّت إتصال من هانبين، ليسا : هذا الأحمق مجددًا - أجابت - مالذي تريده؟ لقد اخبرتكَ ألا تتصل مجد..
هانبين قاطعها : انزلي الى الأسفل، انا انتظرك
ليسا : مالذي تتفوه به؟ انا غير متفرغه الآن - بإنزعاج -
هانبين بنبرة جدّية : ليسا إنزلي بسرعه، إن لم تفعلي سيحدث شيئًا لن يعجبكِ
ليسا بغضب : توقف عن تهديدي، انا آتية - اغلقت الخط لتخرج -
روزي : مهلًا جيمين إنتظر، انتِ ليسا الى اين؟
ليسا لم تسمعها لتنزل الى الاسفل، هانبين ابتسم فور رؤيتها واقترب ليعانقها لكنها ابعدته.
ليسا : ماذا تريد؟ - كتّفت يديها -
هانبين : ماذا؟ ألن تعانقيني؟ لم نرى بعضنا لفترة!
ليسا منزعجة : هانبين اخبرتكَ بأن كل شيء بيننا قد انتهى، لما لا تفهم ذلك؟
هانبين بغضب : مالذي انتهى؟ انتِ انهيتِه بنفسك دون حتى ان تسأليني عن ذلك
ليسا ابتسمت بسخرية : أسألك؟ هل تمزح معي الآن؟ - بصوتٍ عالَ غاضب - كنتَ تواعد عشرات النساء في آنٍ واحد وتريد مني ان اسألكَ ان كنتُ تريد الإنفصال حقًا؟
هانبين : ليسا توقفي عن قول هذا، كان للتسلية فقط، لكنكِ مختلفة
ليسا بوجهٍ بارد : انت، هل تظنني غبية؟ أم طفلةٌ تحمل رضّاعتها؟
هانبين مسك يديها : هيا لا تكوني هكذا - ابتسم -
ليسا ابتعدت فورًا : اتركني مالذي تفعله؟
مرَّ أحد الرجال في الشارع ليقول بصوتٍ بارد : ألم تخبرك بأن تتركها وشأنها؟
هانبين التفت ليرى الرجل : عذرًا؟ لا تتدخل في شؤون الآخرين أكمل طريقك، هيا اذهب - يشير اليه بحاجبيه -
الرجل : في الواقع أنا لا أحب التدخل، لكنني أرى بأنك تحبُ الإصرار
ليسا : عذرًا، يمكنني حل المشكلة بنفسي رجاءً أكمل طريقك، نحن لا نبحث عن المشاكل - ابتسمت ابتسامة لطيفة لتنفِي الأجواء المتوترة -
أعطاها الرجل بطاقة عمله : اتصلي بي إن كنتِ تريدين المساعدة
هانبين اخذ البطاقه ليرميها ارضًا ويصرخ قائلًا : ماذا تظن نفسك فاعلًا؟
الرجل : صه، على رسلك، انت لا تبحث عن المشاكل اليس كذلك؟ - ربت على كتفه -
ليسا مسكت هانبين لتقول بإبتسامة تمثيلية : أجل، هانبين توقف عن ذلك
الرجل ذهب في طريقه، هانبين : هل هو معتوه ام ماذا؟
ليسا : هيا اذهب من هنا حالًا، ولا تتصل بي ثانيةً وإلا سأنادي هذا الرجل حقًا ليلقنك درسًا - صعدت الى مسكنها -
ذهب هانبين غير راضٍ أبدًا بما حدث.
.
.
.
في الصباح الباكر : استعدَّت كِلا من روزي وليسا للذهاب الى الجامعة.
ليسا : لما انتِ انيقة للغاية؟ الستِ ذاهبة معي؟
روزي : جيمين سيأخذني في رحلة - تقول بحماس -
ليسا ضحكت : مجنونة، انا ذاهبة هل تريدين شيئًا؟
روزي : لا، كوني حذرة - متحمسة -
ليسا همهمَت : حسنًا - خرجت لتمشي الى المحطة -
جلست على مقاعد الانتظار تقرأ كتابها المفضل، ليأتي رجلًا ما ويجلس بجانبها ويسألها : مالذي تقرئينه؟
ليسا ابتسمت : اوه هذا؟ انه كتاب يتحدث عن قوة العقل الباطن
الرجل : أرى بأنكِ شابة مثقفة
ليسا : على ما يبدو - ابتسمت لتنظر اليه جيدًا - لكن اشعرُ بأنني رأيتك في مكانٍ ما، تبدو مألوفًا
الرجل : ربما
ليسا : اوه لقد وصلت حافلتي، اذًا .. - انحنت لتصعد الى الحافله -
وهكذا مرَّ يوم ليسا دون شيئًا مميزًا كالعاده لكن قد حصل شيئًا ما اثناء عودتها من الجامعة، قررت ليسا فجأةً ان تزور جديّها في القرية وقد اخبرت روزي بأنها إما تتأخر او تقضي الليلة هناك.
وفعلًا أنهت ليسا دراسَتِها مبكرًا وذهبت الى جدتها ومساعدتها في تحضير الأطعمة اللذيذة وبعض الواجبات المنزلية.
وصلت ليسا الى القرية واستقبلها جدها بكل حُبٍ وحنان، لتذهب وتقابل جدتها وتستقبلها بكل حُب، وبعد ان انهت ليسا الاعمال المنزلية تبادلت الأحاديث مع جدتها.
ليسا تتأمل السماء : لقد اشتقتُ حقًا الى اجواء القرية - تبتسم -
الجدة مانوبان : لما لا تعيشين معنا اذًا؟ انظري الى هذه الاشجار جميعها تنتظرك - ابتسمت الجدّة -
ليسا نظرت اليها قائلة وتبادلها الإبتسام : ليتني أنهيتُ جامعتي مبكرًا، لكنتُ الآن معكما
الجدة مانوبان : ومالذي تستفيدينه من الدراسه؟ لم أدرس في حياتي قط، وها أنا وجدك وضعنا الماديّ جيد
ليسا ابتسمت قائلة : هل تريدين مني ترك الدراسة وان أتزوج؟
الجدة مانوبان : ولما لا صغيرتي؟ انتِ في السادسة والعشرين من عمرِك
ليسا نظرت الى الطبيعة : لدي العديد من الأشياء لأفعلها قبل ان أتزوج
الجدة مانوبان : يا لكِ من عنيدة ، تشبهين والدتكِ كثيرًا، هكذا كانت تقول
اختفت ابتسامة ليسا لتقول بحزن : أجل
الجدة نظرت اليها : لا تحزني صغيرتي، انظري الى السماء انها تراقبكِ
ليسا نظرت الى السماء لتبتسم وتدمع عيناها وتعانق جدتها.
الجدة مانوبان : اوه صحيح لقد تذكرت - وضعت فنجان الشاي من يدها - لقد إفتُتِحَ متجرًا جديدًا لصناعة الفخّار يدويًا، هل تريدين الذهاب والقاء نظرة؟
ليسا : حقًا؟ لقد رأيتُ إعلانًا بالأمس يبدو انه بالجوار
الجدة مانوبان : سأنادي جدك ليوصلك الى هناك - ابتسمت -
ليسا : لا، لا داعٍ لذلك سأذهب بمفردي
الجدة مانوبان : لا صغيرتي لما تذهبين بمفردك و..
ليسا قاطعتها : جدتي لا تقلقي، لن اتأخر ولدي العنوان بالفعل - ابتسمت لتقبِّلَ وجنتها - سأعود قريبًا، جهِزي العشاء
الجدة مانوبان ابتسمت : حسنًا، توخي الحذر
ليسا نهضت : حسنًا - اخذت هاتفها وحقيبتها متحمسة للذهاب -
كان جونغكوك يعمل على صُنع الفخار، وهو يرتدي المريول الأسود ولباسه الداخلي الابيض المُلطخ بالصلصال البنيّ.
دخلت ليسا المكان لتلقي التحية، جونغكوك أوقفَ ما بيديه ومسحهما جيدًا ليقول : أهلًا بك
ليسا : اوه هذا انت؟ من المحطة! - بإستغراب -
جونغكوك ابتسم ابتسامة جانبية : يا لها من صدفة اليس كذلك؟
ليسا : صدفة غريبة - ابتسمت -
جونغكوك : هل انتِ مهتمة بالفخّار؟ لوجودكِ هنا
ليسا : أجل نوعًا ما - ابتسمت من باب الخجل -
جونغكوك ينظر اليها، ليسا : هل يمكنك أن تريني؟
جونغكوك : اوه بالطبع من هنا - اغلق المكان - تفضلي - نزلا الاثنان الى القبو -
ليسا كانت تشعر بالريبة لكن اختفى هذا الشعور فور رؤيتها للفخّار الذي صنعه جونغكوك بنفسه، لقد كانت عبارة عن تحف فنيّة جميلة للغاية.
ليسا : انها رائعة - نظرت اليه - كيف لكَ ان تفعل هذا بمثل هذه الاحترافية؟
جونغكوك : انا لا أفعل شيئًا
ليسا باستغراب : ماذا؟
جونغكوك رفع يديه : هذه تفعل - ابتسم - في الواقع انا أفرّغ طاقتي السلبية في صناعة الفخّار، وهذا ما يخرج
ليسا : انتَ حقًا موهوب - تتأمل بصناعة الفخّار -
فجأة رن هاتف المتجر، جونغكوك : اعذريني آنسة..
ليسا ابتسمت : ليسا، انا أدعى ليسا
جونغكوك : وانا جونغكوك، امنحيني دقيقة - صعد ليجيب على رنة الهاتف المزيفة -
تتجول ليسا في القبو المليء بالفخّار لتلاحظ فتحة صغيرة خلف خزانة الفخّار، حاولت فتحها وتفاجأت بما وجدت.
"يُتبع"
أنت تقرأ
الأَيادِي البَارِدَة 🤍
Romanceمُقدِّمة : رواية الأيادي البارِدة تتكلم عن رجل ثلاثينيّ العُمر ولأسبابٍ غامضة خطَّطَ إختطاف شابَّة جامعيّة بوسائل ذكية، وإِجبارها على الزواج مِنه، هل ستصمد الفتاة الجامعية ام أن لديها خُطط أخرى؟