عيون حادة 🤍

32 3 1
                                    

الفن يخاطب الجميع لكن نحن من نترجم ماذا نسمع 💌


استيقظت قمر كعادتها بحماس لبدء يومها خصوصا أنه يوم العرض الكبير فجهزت فطورها و وضبت أغراضها قبل أن تقرر أن ترتدي الآتي :

تأملت قمر نفسها في المرآة برضا تام و شجعت نفسها بكلمات : "جيد جدا قمر كوني واثقة في نفسك ففني سيلقى الاستحسان الذي لطالما تمنيته " غادرت قمر بيتها بخطوات متعجلة لأنها قد تأخرت بما فيه الكفاية عن الباص ،نعم الباص يا سادة فهي ماتزال طالبة على امتلاك...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تأملت قمر نفسها في المرآة برضا تام و شجعت نفسها بكلمات : "جيد جدا قمر كوني واثقة في نفسك ففني سيلقى الاستحسان الذي لطالما تمنيته "
غادرت قمر بيتها بخطوات متعجلة لأنها قد تأخرت بما فيه الكفاية عن الباص ،نعم الباص يا سادة فهي ماتزال طالبة على امتلاك سيارة فارهة تتماشى مع أناقتها .
لمحت قمر الباص على وشك الرحيل فصرخت به مرات متكررة إلى أن توقف لها فركبت على عجل و هي تزفر بسخط ، دون أن ترفع عيناها استطاعت الشعور بالنظرات الفضولية نحوها من الغرباء لكنها لم تأبه لهم على أية حال . 
لم تجد قمر مكانا فارغا في الباص و تحملت نصف المسافة واقفة إلى أن ترجل أحد الركاب فجأة فهمت نحو مكانه كي ترتاح لكن جسدا ضخما قطع طريقها و جلس في المكان ، ربعت قمر يديها بقهر قبل أن تباشر بالتأفف لكنها أقفلته حالما التقت عيناها بعينا ذلك الشاب الضخم . لم تستطع قمر أن تترجم ماذا كان شعورها بذات في تلك الثواني المعدودات لكنها أحست كأن لسانها عقد و عيناها صلبت على تلك العيون السوداء الحادة إنها حقا عيون ساحرة ، استفاقت من شرودها عندما لمحت ابتسامة جانبية على وجه ذلك الشاب فأدركت أنها شردت في ملامحه أكثر مما يجب لها ... منعها كبريائها من الالتفاف و الصمت لذا تقدمت خطوات بسيطة نحوه...
قمر : " هذا المكان أنا من قصدته أولا "
سيف ببرود : " حسنا يبدو أنك كنتي بطيئة "
قمر : " هل تستهزئ بي الآن؟  "
رمقها سيف بنظرات خاوية اثبتت لها أنه لا يمزح و التجأ للصمت مديرا وجهه للنافذة متفاديا بذلك أي حوار معها .
لم تتقبل قمر ذلك الصمت و تلك النظرات فأضافت قبل أن تدير سريعا ظهرها : "يبدو أن الرجولة أصبحت معدومة "
ما إن أكملت جملتها حتى سحبتها يد سيف بقوة ،وجدت نفسها جالسة في حضنه ،عيناها في عيناه و صوت أنفاسه الساخطة ترتد على مسامعها ...
سيف بغيظ : " أعيدي ماقلته "
قمر : " لا أعلم ما تتكلم عنه و لكن اتركني هذا يعتبر تحرشا ، سوف أصرخ و ستندم "
شدد سيف من قبضته عليها و قال من بين أسنانه : "اصرخي"
وجدت قمر نفسها في موقف لا تحسد عليه و لم تستطع اضافة أي حرف ، حينها فقط أرخى سيف يده عنها و انسل بخفة من مكانه تاركا قمر خلفه التي استوعبت الموقف متأخرة جدا فما إن أرادت التكلم حتى وجدت سيف قد نزل من الباص و غادر ....
جلست قمر لخمس دقائق بعد ذلك تحلل الموقف الذي حصل و تلوم نفسها على صمتها فهي قد تصرفت كمراهقة ... نفضت كل تلك الأفكار عن رأسها و هي ترتب نفسها قبل الخروج من الباص ... دقائق معدودات و كانت قمر محط أنظار العديد من الأساتذة و زملائها و أناس آخرين ، كانت تقف بجانب لوحاتها بكل فخر و تسعد لكل نظرة استحسان تلقاها من جموع الناس . جاءت كاتي تجري بحماس نحو قمر و استقبلتها قمر بحضن ، كاتي صديقة قمر لأربع سنوات و هي أقرب شخص لقلبها و رغم أن كاتي تدرس بكلية الطب إلا أنها تمكنت من تفريغ يومها لصديقتها قمر و دعمها في أول معرض تعرض فيه رسوماتها و كانت قمر حقا ممنونة لها ، سحبت كاتي قمر على جنب و هي تقول : " لن تصدقي من رأيت اليوم "
قمر : " من ؟ اخبريني"
كاتي : " ريان "
قمر : " هل ريان ريان ؟ حقا ريان الذي أعرفه و ليس غيره ؟ "
كاتي : " نعم إنه حقا ريان ! أليس ذلك غريبا أنه عاد مجددا للمدينة بعد غياب سنتين ، لكن يا لجرأته حقا "
قمر : " حسنا لا جرأة في الموضوع إنها مدينته أيضا و هو مرحب به دائما "
كاتي : " أحقا لست غاضبة منه ؟"
قمر : " من قال أنني غضبت يوما منه ،حسنا ربما جرحني حقا ما ارتكبه لكنها تبقى حياته و اختياراته الشخصية و أنا لن ألومه على أية حال كنا صغار "
كاتي : " هل هذا يعني أنكي قد تعطينه فرصة أخرى؟ "
قمر : " لا كاتي بتأكيد لن أفعل ،لا تفهمي أنني لست غاضبة على أنها كل شيء ،حسنا أنا سامحته لكنه ضيع فرصته معي منذ زمن طويل و لن أدعه يدخل حياتي مجددا و لن أكون أصلا ودودة معه كي لا يظن أن بإمكانه العبث هنا و هناك معي "
كاتي : " حسنا حسنا ، اسفة لا تعكري مزاجك في أحسن يوم لك ، أنا حقا فخورة بك جميلتي "
قمر : " شكرا لك كاتي و شكرا لوجودك اليوم معي "
كاتي : " سأقوم بدورة على المعرض كله و بعدها أعود لك ، أنتي راقبي لوحاتك و انظري هناك شاب يبدو وسيما يتأملها منذ برهة "
التفتت قمر بسرعة و هي تخطو نحو لوحاتها قبل أن تستقر نظراتها على الواقف أمام تلك اللوحات و يبدو في انسجام تام مع ذلك الفن . إنه هو نفس الشاب الذي ضايقها في الباص و هاهي قمر مجددا تتأمله في صمت ،استيقظت من تأملها عندما التفت لها سيف ،نظر لها نظرة قصيرة و قال : "ألوان قاتمة و أفكار زاهية , لابد أن لهذه الفنانة ذوقا لم أتعود على رؤيته "
أجابته قمر بهدوء بعكس العاصفة من المشاعر بداخلها : " كيف تكون سعيدا و أنت حزين ! هذا ما أحب أن ألقب به سلسلة اللوحات هاته "
سيف : " حسنا هذا تفسير عميق و راق لي ، الآن أود معرفة صاحبة هاته اللوحات فربما تزداد الصورة وضوحا لي "
قمر : " لما تبالي بصاحبتها ؟ على أية حال هي سيدة عجوز جدا عندما رأيتها شككت أنها استطاعت حمل الفرشاة و إبداع كل هذا فيداها كانتا ترجفان "
سيف : " رجفة اليد وحدها فن عظيم و إنه لمن الممتع معرفة أن الفنانة امرأة طاعنة في السن "
قمر : " و كيف ذلك ؟"
سيف : " حسنا أستطيع أن أجزم أن من رسم هاته اللوحات ينعم حقا بالشباب و التصور الجميل للحياة و طالما أن الفنانة امرأة عجوز فهذا يعني أنها تمتلك روحا شابة حقا ، الآن ازددت فضولا لرؤيتها و مشاركتها الحديث عن اللوحات "
قمر : " وجهة نظر ،أتمنى أن تلتقي الفنانة قريبا "
ألقى سيف بنظرة متفحصة على قمر ،ظنت قمر أنه تذكرها حينها فقط ،لكنه لم يبد أي تعابير و أكمل دورته في المعرض بينما قمر ابتعدت بخطوات عن لوحاتها و هي تتأمل ذلك الغريب ، لاحظت أنه وقف لبرهة أمام كل اللوحات لكنه كان بين الفينة و الأخرى يلقي نظرة متفحصة على لوحاتها و على من يحومون حولها ،كأنه ينتظر قدوم أحد ... شارف المعرض على الانتهاء و غادر الجميع حتى كاتي و سيف على حد علمها و باشرت قمر تجمع لوحاتها قبل أن يقاطعها صوت وراءها ...
بروفيسور يان : " ها هي الفنانة التي سألتني عنها ،مرحبا قمر "
التفتت قمر بسرعة و هي تلمح بروفيسورها في الجامعة و معه سيف ، أحست أنها محرجة من كذبتها على سيف و لم تكن تظن أنه سيصر على معرفة الرسامة و لا تعلم حتى لما كذبت عليه ... حدقت قمر بحرج في سيف و هي تصطنع ابتسامة صفراء قبل أن تباشر الحديث
قمر : " اهلا بروفيسور ،يشرفني قدومك أنت و ضيفك "
بروفيسور يان : " إن ضيفي هو الاستاذ سيف و هو الراعي الرسمي لعروضنا الفنية و قد أتاني اليوم يتساءل عن صاحبة اللوحات التي راقت له لذا أحضرته كي يتعرف عليكي ، الآن سأترككم كي تتكلموا و رجاءا قمر امنحيه وقتكي فهو حقا شخص يعشق الفن "
غادر البروفيسور و قمر لم تنطق أي حرف
سيف : " أهلا آنسة قمر ، إذن أنت العجوز "
قمر باضطراب : " حسنا ربما أنا حقا كذلك "
تسارعت أنفاس قمر عندما تقدم سيف نحوها بنظراته السوداء الحادة التي كأنها تقول استسلمي لي ... كتمت قمر انفاسها عندما أصبحت المسافة بينها و بين سيف كافية لفضح أنفاسها المرتابة في صدرها .








ينتهي الفصل الاول هنا ✨🤎
أول رواية واتباد لي 🤍
التحديث يكون بشكل عفوي و دون تخطيط مسبق لذا الأخطاء واردة و أي تعليق مرحب به 💌 
الرواية جهدي الخاص و أي تشابه مع أي رواية أخرى ماهو إلا صدفة 🤎
رجاءا اترك نجمة و تعليقك اللطيف كي تكون التحديثات أسرع 🕊️
(ما رأيكم بفكرة إضافة صور في رواية للمساعدة القارئ على أخد فكرة واضحة ام الأفضل ان تكون بلا صور و لكم حرية التخيل ؟)
الله ولي التوفيق ✨

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 14, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أمير الجن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن