هَلْوَسَةٌ

1.1K 49 11
                                    


•➷أُمْنِيَّتِي الوَحِيدَة كَانَت أَن أَرَاكَ قَبْلَ بِداَيةِ ونِهَايةيَوْمِي وَعِنْدَ لَفْظُي لٱَخِرِ أَنْفَاسِي •➷

•إستمتعوا بقرائتكم للفصل
________________________________________________________________________
•الحياة فيلم متعدد التصنيفات ، بالتَّالي أنت ستكون الممثل فيه و هذا ليس إختيارك ، لكن ما ستختاره أنت دورك في هذا الفيلم و ما إن كنت ستكون بطلا لقصتك أم مجرد دور داعم لا أكثر ، كل هذا يعتمد على قوتك و قدرتك على إنهاء الفيلم بأفضل أداء في أقصر مدة و بأقل الأضرار الممكنة .

« سقف أبيض و أنوار هادئة هذا كل ما ملأ أنظاري في العشر دقائق التي إنتظرتها ، بعدها سمعت صوت أمي وهي تنادي :
_" هيا صغيرتي حان دورك "
تلبيَّةً لِطَلبها إِسَتجبت ، هي تجلبني إلى هنا منذ ثلاثة أشهر ، لكنها إمَّا تكذب عَلَيْ أو أنه لا فائدة تُرجى من كل هذه المسرحية ، أو ربما هو إحتمالٌ ثالث وأن كل هذا العذاب و ما أُعايشه حلم فقط ، دخلت الغرفة البائسة حيث وَجَدْتُ أمي تجلس مقابلاً الطبيبة يتكلمان عن حالتي ، جلست أنا الأخرى على الكَنب تاركةً مسافة بيننا ، و بعد أن أنهت الطبيبة تشريح حالتي السَّقيمة المُستَعصيّة بالنِّسبة لها ، إستدارت نحوي توَجِّه إبتسامة ثم إستقامت وكنت أنا وِجهتها لاغير ، أَدَرْت بوجهي أتَأفْأف بصمت لِأني كنت أعلم أن هُراءَها سيبدأ و أنها ستسألني أسئلة غبية لا حصر لها ، كل جلسة نفس الحكاية لكن هذه المرة قد ذُقْت ذِرعًا لذا قررت أن أغير مهنتي من طبيبة إلى ممثلة ، لذا سأمثل و أقول أنَّها هلوسة وأَننِي بحالة أفضل لأنَّها لم تعد تُفيدني بشيء لا هي ولا أسئلتها المُستفزة ، تنَفست الصعداء وأدَرْت بنظري لها ، وهي قدَّمَت إبتسامة ثمَّ نطقت بنبرتها الروسية الثقيلة :
_" إذن كيف حالك ٱنسة سوزوني ، هل تحسَنتِ ؟"
_" نعم لم أعد أرى أي شيء ، لقد كانت مجرد هلوسة وتعبٍ متراكم كما قلتِ " أخبرتها بصوت بارد و بلكنة روسية مُتقنة
_" يبدو أن الأدوية و نصائحي قد أفادتك ، هذا جيد لذا يمكننا إيقاف الأدوية إلتزمي بالمهدئ فقط وبعد أسبوعين توقفي عن تناوله ، كما أن هذه ستكون ٱخر حصة لك معي" قالت تلك الطبيبة الشقراء المدعوة يلينا
_" جيد ، أشكرك على علاجي وأتمنى أن لا أكون قد أزعجتك كثيرا طول هذه المدة " أخبرتها وأنا أرسم إبتسامة مزيفة على محيَايْ ، تصافحنا ثم خرجت مع المدعوة والدتي التي كانت سعيدة للغاية ، وكيف لا تفعل وهي قد تخلصت من هَمِّ أخذِي للعلاج ثم إرجاعي و إعطائيِ الأدوية بدلاً من الذهاب والتسكع مع صديقاتها أو التسوق في الأرجاء ، أخذنا سايرة أجرة أوصلتنا إلى حدِّ الحي الذي أقطن به ، دخلنا إلى المنزل لذا نَزعت حِذائي وإرتديت خفي المنزلي ثم إستدرت أكلمها
_" لِنَكُنْ واقعيِّين يا سيدة ، أعتذر منك أولاً ، ثانياً غدا سأعود إلى أعمالي وأشغالي ، ثالثًا ستعودين إلى حياتك الطبيعية ، أما رابعًا وأخيرًا لن نتحدث أو يتم إخراج هذا الموضوع مجددا وإلى الأبد ، وأتمنى عدم تقاطع ُطرقنا بأي شكل من الأشكال " ، نظَرَت لي مطوَلا ًثمَّ تَنَهْدَتْ وبَدَأت الحديث :
_"حسنا ، كما تريدين ، أعتذر أنا الأخرى أعلم أنك لن تسامحيني على أخطائي لكن إعلمي أني نادمة للغاية وأنني كنت ولازلت أحبك " قالت كلماتها ثم غادرت المنزل ....
سأعرفكم بنفسي أنا 'سوزوني إيرينا' صاحبة واحد وعشرين ربيعا ، نصف يابانية نصف روسية ،طبيبة تعيش وتعمل بروسيا أقل ما يقال عنها ناجحة ، مريضة نفسيا و ضعوا عشرة أسطر على هذا ، يتيمة الأب ، أملك قدرتان الأولى سحر الشفاء بحيث أعالج أي جرح أو مرض لكنها تملك مضاعفات و الثانية التَّحكُم بالهواء ،كإضافة صغيرة شخص غني للغاية و أمي تخلت عني بعد ولادتي ثم عادت تطلب الغفران بعد أن حطمت حياتي في ربيعي السادس عشر ، حياتي مثيرة . أَ وَ لَيْسْ ؟
تنهدت ثم صعدت إلى غرفتي غيَّرت ملابسي وبعدها إتجهت نحو المطبخ أملأ معدتي ، بدأت أطبخ لكني بعد مدة قصيرة سمعت صوت مفاتيح لأعلم أنه عاد ، "مرحبا بعودتك " كانت العبارة التي أطلقتها ثم عدت أكمل تقطيع الخضار ، بعد إنتهائي وضعت الأطباق ثم إنتظرته ليظهر بعد مدة وهو بحلته المنزلية الأنيقة ، أتجه نحوي يطبع قبلة رقيقة على وجنتي ثم جلس يقابلني على المائدة
_" مساء الخير ، كيف كان يوم صغيرتي " قالها بصوته الهادئ الجميل
_"جميل مثلك عزيزي " أخبرته ثم أطلقت ضحكة خفيفة على تورد أذناه اللطيف
_" هيا لنبدأ الأكل سيبرد الطعام " أضفت لأمسك ملعقة و أشرع في تناول الحساء ، أنهيت الأكل وجمعت المائدة ثم توجهت نحو غرفتي ، إني مرهقة للغاية إرتميت على السرير و أحسست بثقل جفناي لأعلم أنه وقت النوم و الأحلام الجميلة لكني أحسست أيضا بالغطاء يندثر علي ودفئ عناق لطيفي هو ٱخر ما أتذكره ....
• أمشي بدون وجهة محددة ، أراقب المكان حولي ، منزل خشبي دافئ ، موقد مشتعل يجلس أمامه الشخص الوحيد الذي يخطف أنفاسي ، مررت بجانب مرٱة لأستدير أرى شكلي ، ثوب أسود قصير ، تنورته مزينة بطبقات الشيفون ، وشعري على شكل ذيل حصان ، تقدمت نحوه فنظر إلي ثم أبعد الغطاء يدعوني أجلس بجانبه ، إنخفضت أجلس فوق الوسادة التي وضعها من أجلي ثم بدأت حصتي في تأمل ملامحه الخلابة ، أعينه مختلفة اللون و شعره كذلك الذي كان متساويا ومصفف بإمتياز ، رموشه قصيرة بعض الشيء وبشرته بيضاء خلابة ، مِلْتُ إلى جانبه أكثر هو دافئ بطريقة جميلة و جميل بطريقة تخطف الأنفاس ، أحاطني بيداه يعطيني دفئه وحنانه وبعد مدة قطع الصمت الذي كان بيننا
_" إينا يتوجب علي الذهاب كالعادة لكني سأعود إلى وقتها تماسكي صغيرتي حسنا. "
أومأت له بلطف ثم غرقت في الظلام ، لا أتذكر كم مدته لكني إستيقظت على صوت منبهي الذي وضعته بُغيَّة الذهاب إلى عيادتي ، جهزت نفسي ثم أمسكت مفاتيح سيارتي حددت وجهتي وفَعَّلْتُ وضع القيادة الأوتوماتيكي بينما أفكر ، يا ترى هل ما قالته الطبيبة صحيح ، لكنه معي منذ السادس عشر ، لكني أصبحت لا أراه كثيرا في الآونة الٱخيرة ، أ يُعقل أنها كانت كذبة ، حالتي النفسية سيئة أنا أعلم بهذا ، أنا شخص به إكتئاب مبتسم حاد و لا ينام إلا أربع ساعات ، تنهدت وقررت أخيرا أن أخرج من هلوستي النفسية هذه ولذلك فكرت أن ألجئ إلى صديقي كايتو في الٱخير هو الطبيب النفسي الوحيد الذي قد أثق به يوما ، وصلت إلى عيادتي وقد حددت وجهتي لذا لَجَأْت إلى أول مصعد قابلني ، دخلت المصعد ثم ضغطت على رز الطابق العاشر حيث يقبع مكتبي ومكتب أحسن الأطباء فقط ، فُتِح المصعد فخرجت ، لن أكذب ملأني التوتر بسبب صوت حذائي و تنفسي بدأ يضيق قليلا خصوصا بعد وصولي أمام باب مكتب يحمل لوحة بها إسم "يوشيدا كايتو" محفورٌ بإتقان ، أدخلت ما يكفيني من هواء ثم رفعت يدي المرتعشة ومع أن التّردد يأكلني إلأَّ أنني كنت شجاعة كفاية وطرقت الباب ، لحظة ، لحظتان ثم سمعت صوته وهو يقول :
_"تفضل" . »
°نهاية الفصل
يتبع .....

𝐼𝑚𝑎𝑔𝑖𝑛𝑎𝑟𝑦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن