؟

12 5 0
                                    

{ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا }
القيام في بداية عهد الرسول ﷺ كانت من أوائل التشريعات التي فرضت في العهد المكي وكانت وقتها فرض على المسلمين، تخيل كانوا بيقيموا الليل بقليل ما أنزل من القرآن لإن طبعا مكنش كله لسه نزل، لكن الشاهد من الأمر هو تعظيم أهمية القيام في حياة المسلم وقد ايه القيام هو أساس في بناء علاقة بينك وبين الله، وسبحان من جعل فيه ثمرات ونفع وبركة في حياة المسلم، والرسول ﷺ من قبل نزول الوحي عليه ويأتيه بالنبوة كان بيختلي دايما وقت شهر رمضان، دلالة على أهمية الخلوة مع الله عز وجل

واشمعنى اختيار وقت الليل بالذات؟
في تكميل الآيات من سورة المزمل قال تعالى: { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلً }
بمعنى إن وقت الليل دا بيبقى أشد ثباتا في القلب للخير، وفيه صفاء ذهني وبعيد عن التشتت

ومن ثمرات القيام أن الله جعلها أفضل صلاة بعد الفريضة وأنها تجبر نقص الفريضة، وقال الرسول ﷺ : ( مَن قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ، ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ، ومن قرأ بألفِ آيةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرينَ )

وجعل الله فيها تكفير للسيئات ونهي عن الإثم ( عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ )

وزيادة في شرف المؤمن ودرجات عند الله ( واعلمْ أنْ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزَّهُ استغناؤهُ عنِ الناسِ )
تخيل إن دا الوقت اللي العبد بيبقى قادر يزداد تعلقا بالله، بيسجد ويدعي ويتكلم مع الله، لحظة إخلاص مع الله بعيد عن الناس في وقت معظم الناس بتبقى نايمة فيه، ومش بس بتبقى بتتكلم فيه مع ربنا تتمنى فيه ما تشاء، دا ربنا بيتنزل في الثلث الأخير وبيقولك اطلب اللي أنت عايزه، اقرأ الحديث دا كدا وتأمل كل جملة يقولها الله عز وجل

إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ

هل من سائلٍ فأُعطيَه ؟

هل من داعي فأستجيبَ له ؟

هل من تائبٍ فأتوبَ عليه ؟

هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له ؟

حتى يَطْلُعَ الفجرَ

تخيل ربنا كل يوم بينزل بيقولنا كدا، وفي ناس بتضيع الغنية دي من إيدها وتنام، في ناس بيدوروا بعيد اوي عشان يحلوا حاجات متعقدة في حياتهم وحلها قريب جدا، ساعات كل اللي بتحتاجه هما ركعتين صادقين في منتصف الليل تتكلم مع الله عز وجل، اللي محدش خبير بحالك قده، اللي له خزائن السماوات والأرض ولا تنفذ أبدا، تروح عند الملك الغني المجيب

وتخيل إنك تواظب على القيام فتلاقيك في الأخرة من أهل الجنة، من عباد الرحمن الذين قيل فيهم { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }

وختاما.. اللي بيقيم الليل بحقه بيبان أثاره عليه مع الناس!

قيل للحسن البصري رحمه الله : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .

-أحمد عامر

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ♡(".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن