الفصل التاسع.

28 4 2
                                    

وقفت آريا وهي تستمع صدى أغنية تايلور سويفت يتردد في أُذنها ، ولكن كان هذا ليس بسبب مُكبر الصوت ، بل لأن رفيق روحها كان يستمع إليها وهو الآن واقفًا أمامها. كان عقلها يُحاول استيعاب ما يحدُث وقلبها ينبُض بقوة ، هل ما يحدث حقيقيًا؟ أم كان كُل هذا في خيالها؟

”وجدتُك.“

تردد الصوت في أُذنها وشعرت بجسدها يرتعد ، إنه نيكولاس... إن نيكولاس رفيق روحها حقًا. الفتى الجديد الذي كان سببًا في تجنبه بسبب خفقان قلبها له وجعلها تشعُر أنها تخون رفيق روحها. لم يكذب حدسها الذي كان يُخبرها أنه هو ولكنها لم تلتفت لنداء قلبها أبدًا.

شعرت بالدموع تترقرق في مُقلتيها وهي تبتسم بإرتياح ، أمسكت يديه لتتأكد أنها لا تحلُم ورفعت رأسها لتتأكد من وجوده أمامه. بدأت في البُكاء واحتضن نيكولاس وجهها وطبع قُبلة طويلة على جبهتها.

”لقد انتظرتك فترة طويلة...“ همست آريا ولم تتمكن من كبح شهقاتها ، ابتعد نيكولاس ورأت أنه يبكي بصمت أيضًا اومئ رأسه ومسح دموعها بإبهاميه.

”لا يتوجب عليكِ الانتظار أكثر من هذا ، أنا هُنا الآن ولن أترُكك أبدًا.“ أجابها نيكولاس واحتضنها بين ذراعيه بقوة.

شعرت آريا كما لو أنها تطير في الفضاء ، لا يوجد شيء يجذبها ويسحبها لأسفل ، كما لو أن نيكولاس رفع كُل أحزانها وأخذها بعيدًا. أراحت رأسها على صدره وسمعت خفقان قلبه بقوة ، ابتسمت لأنها السبب في هذا. شعرت كما لو أنهما أصبحا شخصًا واحدًا ، شعرت بأن كُل شيء الآن في مكانه الصحيح ، كأنها انتهت من سباق طويل واستطاعت أن تحصُل على المركز الأول.

ابتعدت عنه ورفعت رأسها وهي تمسح وجهه بتمعُن وابتسامة هادئة ، مال نيكولاس في لمستها وقبل كفها وعيناه تحمل حُبًا عظيمًا تجاهه جعلها تشعُر بإنها نجمة في السماء.

”يا إلهي ، أنت جميلًا للغاية.“ همست آريا وقهقه نيكولاس.

”أنا من يجب أن يُخبرك هذا.“

”كرهت كم أنت وسيمٌ ، لقد جعلت قلبي يخفق كمُراهقة وحسستُ بالذنب.“

”كنت أخشاكِ بقوة ، بدوتِ وكأنكِ تُريدين قتلي.“ انتحب نيكولاس مما جعل آريا تضحك وهي تومئ رأسها بالموافقة.

”كان لأجل وسامتك.“ ابتسمت وضحك نيكولاس مُجددًا وسحبها بين ذراعيه مُجددًا.

ظهر إويچو الذي كان يرتدي سترته والخروج لمُقابلة نيكولاس ، تجمد مكانه وهو يرى صديقه يحتضن ابنة خالته ويحاول أن يستوعب ماذا يحدث.

”ماذا يحدُث بحق الإله؟!“

ابتعد الاثنان سريعًا عندما سمعا صوت الفتى ونظرت آريا إلى إويچو الذي رأى عينيها وابتسامتها وعلم في الحال ما هذا.

”إنه رفيق روحك؟“ سأل إويچو واومئت آريا رأسها ، ضحك إويچو وركض تجاههما واحتضنهما بسعادة وصاح بإبتهاج. ”أنا لا أُصدق هذا! أنا سعيد للغاية من اجلكما!“

كان إويچو سعيدًا من أجل الاثنين ، فهو لا يعرف نيكولاس من مُدة طويلة ولكنه يعلم إنه شخص جيد ويظهر هذا عليه ويعلم أنه أهل بالثقة وبإبنة خالته. ابتعد عنهم وهو يُربت على كتف نيكولاس ويُتمتم كم هو سعيد ويوصيه بإن يعتني بـ آريا ويُحبها وهدده إذا جعلها تبكي في يوم سيتعامل معه شخصيًا.

وقفت آريا وهي تتأمل الاثنان بإبتسامة هادئة على وجهها ، لا يوجد شيء يصف كم هي سعيدة الآن ، فهي عانت كثيرًا بسبب أنها بعيدة عن رفيق روحها وهي تُشاهد بعضهم يعيش في سعادة وهناء معًا وهي مُقيدة لا تستطيع معرفة اسمه حتى ، إنها تستحق هذا بعد كُل ما مرت به ، أخيرًا وجدت الشخص الذي كانت تتمناه لها والدتها وهي تعلم أنها إذا كانت على قيد الحياة ستوافق عليه وتُحبه.

كان عقلها يُكرر ’لا مشقة بعد اليوم‘ ، فهي قد وجدته وسيكون معها أينما أرادت ، سيكون بجانبها ويُحبها ويحميها ويكون خير الحبيب لها. نظرت إلى نيكولاس وهي تتأمله وقلبها ينبض من شدة حُبها له ، رؤيته هكذا وهو يندمج في حياتها وكأنه قطعة اللغز المثالية المفقودة من نفسها وأخيرًا عثرت عليها ، والآن ستعيش الحياة التي رسمتها في خيالها حتى وإن كان بها تعثُرات فهي تعلم إنهما سويًا سيتخطموها.

تقابلت أعيُنهما مرة أُخرى ورأت آريا كيف ينظر لها نيكولاس ، شعرت بإحمرار يسري في وجنتيها وقبضت على يده لتُطمئن كلامهما أن هذا ليس حُلمًا وأنهما سويًا الآن ، لا يحتاجون للألحان ليتواصلوا ، سيستطيعوا أن يتواصلوا حينما أرادوا بأي طريقة.

ولكنها تعلم أن الطريقة الأمثل لتواصلهما هي بسبب ترابُط قلبها مع قلبه مُنذ تلك الليلة في الثالثة من عمرها وهي تسمعه يُغني لعيد ميلاده.

𝐌𝐞𝐥𝐩𝐨𝐦𝐞𝐧𝐞 ➳ 𝐖.𝐘𝐗حيث تعيش القصص. اكتشف الآن