الفصل الأول

48 5 1
                                    


دلفت فريده داخل الحجرة وهي تعقد ما  بين حاجبيها، وهنا صرخات فرح وشهقات حزن في الخارج وهي في حيرة من أمرها

وتشعر بالتوتر الشديد وهي تتشابك يديها الأثنين مع بعضهما البعض حول صدرها ولكنها سرعان ما فكت هذا التشابك 
ثم أغلقت الباب عليها بالمفتاح وجلست على المقعد المقابل للمرأه ونظرت لنفسها وهي تتنهد بعمق ثم أطاحت بيدها بكل ما هو امامها على التسريحة حتى حدثت جلبة من أصوات الزجاجات والعلب المكسورة

لم تستطيع بعدها الا أن تبكي وتضع رأسها على التسريحة وبصوت منخفض أختلط فيه البكاء مع كثير من المشاعر وهي ما زالت تنظر لنفسها قائلة:
-أزاي ده يحصل إنا من ساعة زمن واحدة كنت أنسانة محترمة، الكل شايفني حاجة كبيرة دلوقتي ودلوقتي بالذات بقيت أنسانة مجرمة في كل القوانين والديانات السماوية كلها
أزاي ده حصل واشمعنا دلوقتي

ورجعت بذاكرتها بعيدا
مش عارفة وتضع يدها على راسها وكأنها تريد أن تقتلع رأسها من مكانها..

-ولا تتمالك نفسها أكثر من ذلك وتقع على الأرض وعينيها تغمض ونسمع أثناء سقوطها صرخات لصوت فتاة من الخارج صوت مرتعش ولكنه عالي بعض الشئ وأن كان الخوف يغلب عليه

وينادي وهو يدق الباب بسرعة وخوف:
ماما مالك ايه اللي حصل مالك جرى لك حاجة ردي عليه..

فريدة وهي مازالت على الأرض، واقعة لا تستطيع الحركة ولا الكلام تغمض عينيها وتعود بالذكريات إلى الخلف لأكثر من ستة أشهر وزوجها إبراهيم يقف أمام المرأة ويهندم مظهره...

ويضع كثير من العطر الذي تناثرت ذراته في الغرفة بالكامل وهي تقف عند الباب وتستند بجسدها عليه وتطبق ذراعيها على بعضهما البعض وتنظر اليه نظرة تملؤها الغيرة عليه وبصوت ناعم:
-على فين يا حبيبي كده العزم
ثم تنظر لساعتها وتعاود النظر اليه بنفس نظرات الأتهام قائلة له:
لسه ميعاد الشغل بتاعك فاضل عليه ساعتين وأكتر...

هتروح بدري قوي كده ليه ولا وراك ميعاد هتقابل حد...
وهي ترفع حاجبها وتنظر اليه نظرات الأتهام  هذه النظرات التي جعلته يرتبك كثيرا أمامها ويتوتر...

إبراهيم :
-هكون رايح فين بس يا فريده يا حبيبتي، عندنا اجتماع قبل الشغل ولازم طبعا اكون هيئتي كويسه انت عارفه ان انا مسؤول عن الماركت في الشغل واني انا زي ما انت فاهمه لازم اكون وجهة كويسه للشغل، ارجوك ارجوك يا فريده بلاش نظرات التوتر دي وسيبيني اروح في معادي علشان ما اتاخرش على الاجتماع كالعاده زي كل مره...

فريدة تتنهد كعادتها وتسمح اخيرا ليديها بان تبتعد عن بعضهم البعض ولكنها ما زالت تنظر اليه نفس نظرات الأتهام
قائله له في ببرود وهي تقترب منه في هدؤ وتضع يديها حول ربطة عنقه وكانها تساويها ولكنها كادت تخنقه بها وهو صامت برغم ما تفعله به وقبل أن يختنق فعلا تتركه وهي تساويها له وهو لا يصدق أنه تنفس الصعداء وتركته أخيرا مما جعله يحاول أن يفك ربطة عنقه قليلا ليتنفس وهو يأخذ نفسه بصعوبة مما فعلته فريدة به

وهي ما زالت تنظر في عينيه مباشره:
- لا طبعا ما ينفعش الكلام ده ما ينفعش  جوزي حبيبي وجهة الشركه يتأخر عن  الاجتماع المهم خالص اكثر من كده اتفضل يا إبراهيم
الحق الاجتماع أحسن الاجتماع يحصل فيه مشاكل وعلى ايه بس...
وتفسح له الطريق حتى يستطيع الخروج من الغرفه وهي ترمي ذراعيها وراء ظهرها قليلا وما زالت تفكر في ما تراه أمامها من تغير في احوال إبراهيم ولكنها تدعه يذهب الى العمل أخيراً مضطرة غير راضية والشك مازال يلعب برأسها

وبعد مرور اكثر من 10 ساعات متتاليه نرى فريده تجلس وسط ابنائها وهي قلقه جدا ولا تعرف لماذا تاخر ابراهيم ولم يتصل بها وكلما حاولت الاتصال به وجدت هاتفه الجوال مغلق وشعرت أن قلبها قد قبض وان شيء سيء حدث لزوجها إبراهيم ولكنها تحاول ان تخفيه عن الجميع حتى لا يتوتروا مثلها فتركت ابنائها ودخلت الى غرفتها واغلقت الباب وظلت تعاود الاتصال به ولكن الهاتف مغلق ولايجيب
وظلت تتسأل ماذا حدث لأبراهيم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 08, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ساعة زمن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن