"الثانية عشر صباحاً، وقطرات المطر تتساقط من فوقي ، لا صوت يعلو في هذا الوقت ، ولا ضجيج الأُناسِ يعمُ المكان، أسير على حافةِ الطريق، لا أعلم أين وجهتي ، لا أعلم متى سأتوقف ، تائِهٔ كما هو الحال في داخلي، لم أعد أُريد شيءٌ من هذا العالم سوى أن يودعني،فقدت رغبتي في جميع إحلامي وفقدت رغبتي بالقيام بأي شيء ، لم تعد الأماكن أماكني ولا الأوقات إوقاتي ،تغمرني سعادةٌ لا مثيل لها، وتتلاشى في بضع دقاىٔق ، وأبقى متعجباً لماذا تأتي وهيَ رأحلةٌ!
لم يعد يسعني هذا العالم، أم أنا من لم يسعه؟
لا أعلم حقيقةٌ ولكن لا شيء يهدأُ فِيني، كعاصفةٍ أتيه من المحيطات ،
مدمرهٌ كل شيءٍ يعترض طريقها ،
لا نقطة اوقف لها.
حسناً أظُن أنني سأتوقف هُنا لأعود إلى المنزل مبللاً بقطراتِ المطر ، مُثقلٌ بعبءِ لايُفارقني ، بنفسٍ تستنجد بي.... ولكني كجثةٍ هامده".