Part 9

9 1 0
                                    

عندما نتوقف عن ما نفعله
يدركون وجودنا على وجه الأرض..

...

نزعت عني السكين الصغير ووضعته جانبا تتفقد يدي التي تتفجر بالدماء باهتمام بالغ.

سمعنا أصوات خطوات قادمة لذلك قامت بإغلاق باب الحمام بهدوء لكي لا ينتبه أحد لوجودنا هنا.

"ما الذي كنت تخالين نفسك فاعلة بهذه السكين؟"
قالت بعدم تصديق ففرت شهقة قوية أوجعت صدري من بين شفتي. تلتها أخرى ثانية و ثالثة حتى تحول صوتي إلى نحيب مسموع.

حاولت تهدأتي عن طريق عناقي لكن طرقات الباب جعلتها تبتعد و تفتحه. دخل أخوها بخوف يتقدم نحو يدي التي تقطر بالدماء. شهق ينظر لي بغضب.

"كيف فعلتي هذا؟"
ازداد صوت شهقاتي قوة. ليس بسبب ألم يدي أو لأنهما اكتشفا أمري و هوسي المجنون. بل لاهتمامهما بأمري.

غمرني بأحضانه الدافئة يهمس لشقيقته بشيئ لم تلتقطه أذناي. وضعت يدي خلف ظهري و كأنني أخفيها عنه رغم أنه رآها قبل قليل. وضع وجهي بين كفيه و همس أمام وجهي.

"كل شيئ سيكون بخير"
إزداد صوت نحيبي أكثر فمسح دموعي بإبهامه يحثني على التوقف عن البكاء. لا تلوموني لقد فاضت مشاعري دون إذن مني.

و كأنها كانت تبحث عن سبب بسيط للخروج و التعبير عن نفسها!

جلس ثلاثتنا على الأريكة بينما مينا تعقم جروحي. أخفيت استمتاعي بصعوبة بسبب نظراته الغريبة الني يرميها نحوي.

شعرت بالانزعاج عندما قامت بلف يدي بكمادة نظيفة. اعتدت غسل يدي فقط من الدماء و النوم لها وكانت  تلتئم الجروح بنفسها بعد مرور الوقت.

اعتذرت من الشقيقان بسبب إزعاجهما فصعد جيمين إلى غرفته و توجهت مينا بي إلى غرفتها. لقد أصرت بأن أنام معها.

لم يزعجني هذا فلقد أحببته. لأنني تذكرت لوران و سارة. كنا ننام بالتصاق أيضا بعد حفلات المبيت الصاخبة.

ضمتني بقوة نحو صدرها و ظلت تربت على شعري. يدها كانت تنسج باخلي شعور النعاس الرائع الذي يأتيني عادة بعد نوبة بكاء فيجعلني أنعم بليلة هادئة و مريحة.

...

أيقظتني مينا بهدوء عندما رن هاتفها. سألتني عن رغبتي في الذهاب إلى العمل فأومأت متوجهة نحو غرفتي لأجهز نفسي ريثما هي تفعل نفس الشيئ للتوجه للجامعة.

أخذت حماما دافئا أرخى عضلات جسدي المتشنجة. و هذا عائد إلى عدم ممارستي للجري الصباحي و الملاكمة. نسيت أمرهم تماما!

جففت شعري و رفعته على شكل ذيل حصان. تسريحة الشعر الكلاسيكية المناسبة للقاء الموظفين الأول، أم علي القول التسريحة المناسبة لجو حار مثل هذا.

ارتديت بذلتي التي اخترتها البارحة بعدما وضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة ذات الألوان الهادئة المائلة للبيج و البني. كانت نفس الألوان من نصيب شفتي التي لاحظت انتفاخها القليل بسبب عضي المستمر عليها عند تشويه يدي.

new start Où les histoires vivent. Découvrez maintenant