وسـطَ جـلَـبـةِ الـفَـصـل كـنـتُ أنـا قـد دفـعـتُ بـأخـضـرِ الـشّـعـر بـقـسـوة لـيـصـتـدمَ بـالـجـدار الّـذي خـلـفَـه وبـقـوّة.حـلّ الـصّـمـتُ لـلـحـظَـة.. والـجـمـيـعُ كـانَ يـتـرقّـب مـالّـذي سـيـفـعـلـهُ بـاكـوغـو كـاتـسـوكـي لـلـضّـعـيفِ عـديـمَ الـقُـدرةِ ذو الـشّـعـرِ الـأخـضـر.
تـقـدّمـتُ نـحـوهُ بـشـراسَـةٍ مُـمـسِـكًـا بـ يـاقـةِ قـمِـيـصـه بـعـنـفٍ شـديـد، تـبِـعَ ذلـك صَـوتُ نـبـرَتـي الـبـاردةِ الـسّـاخِـرة.
_ أنـتَ ديـكـو؟؟ بـطَـل؟؟ مِـنَ الـغـريـبِ حَـتّـى سـمَـاعُ ذلِـكَ فـي جُـمـلـةٍ واحِـدة!!
ارتـعَـشَ جـسَـدُ الـواقـفِ أمـامِـي بـخـوفٍ يـرتـديـه، فـتَـح فـمَـهُ بـتـردّد لـيـقـولَ مُـتـأتِـئًـا فـي نُـطـقِـه
_ كـا- كـاتـشـان.. أ- أنَـا لَـن أخـسَـر شـيـئًـا إنّ حـاوَلـت، كـ كـمَـا أنّـهُ حُـلـمـي.. مـنـذُ كـنـتُ طِـفـلًـا..
أحَـدُ أتـبـاعـي بـدأ فـي تـقـلـيـد طـريـقَـةِ نُـطـقِـه وتَـأتـأتِـه لِـيـسـخَـر مِـنـه، بـيـنَـمَـا تـسَـرّبـت ضـحـكـاتٌ كـتُـومَـه وبـدأت تـتـعَـالـى لـيَـصـرُخَ الـفـصـلُ ضـاحِـكًـا.
ابـتَـسـمـتُ لـا شـعُـوريّـا حـيـنَ رأيـتُ الـمَـعـنـيّ قـد أنـزلَ رأسـهُ بـضـيـقٍ واسـتِـسـلَـام، اقـتَـربـتُ مِـنـهُ أكـثَـر لـأضـعَ يـديَ الـحُـرّة عـلـى كـتـفِـه وأردِفُ بـنـبـرةٍ مُـهـدِّده
_ أوي.. حُـلـمُ طـفـولـتِـكَ هـذا يـقـفُ فـي طـريـقـي، لـذلِـكَ فـلـتَـنـسـى الـأمـرَ فـحـسـب يـا عُـثّـةَ الـكُـتـبِ الّـلـعـيـنَـة.. حـتّـى وإن حـاوَلـت سـتـفـشَـل.. وسَـتُـحـرِجُ نـفـسـكَ لـا غـيـر.
قُـلـت هـذَا بـيـنـمَـا اسـتـمِـرُّ بـتَـسـخـيـنِ كَـفّـي الـمُـرتـكِـزةِ عـلَـى كـتـفِـه لـأُسـبّـبَ حـرقًـا يـلـسـعـهُ لـيـتَـألّـمَ هُـوَ بـصـمـت.
ارتَـخَـت أكـتَـافـهُ بـاسـتِـسـلَـام وعـضّ عـلَـى شـفـتَـيـهِ بِـيـَأسٍ وسـطَ ضـحـكَـات طُـلّـاب الـفَـصـل الـسّـاخِـرة
أنت تقرأ
لَـحـنُ الـبِـحَـار
Paranormalأتيتُ لكَ يا بحري أشكِي لكَ عن جرحٍ باتَ في قلبي ولَم يستفيق. بماضٍ عميقٍ مثل عُمقِكَ يا بحري. ووجدانٍ غامضٌ داكن يشبهُ جوفكَ المبهم. بألحانٍ لم تعهدها من قبل، وصوتٌ ينقّي ذهنُكَ ويجعلك تهومُ متناسيًا صخبَ حياتِكَ وجلبتها. سأجعلُ لـ قلبِكَ الوحيد...