ذبول.

391 42 33
                                    

«لن أفعل ذلك مرةً آخرى، لم يكن ذلك بيدي أقسم شعرتُ فجأةً بمشاعر تتأججُ نحوها دون أن أدرك».

ارتجف صوته ومع ذلك نظرت له بسكون لتقول:
«من يخون مرة يخون ألف مرة».

لتخرج السكين الذي دسته في سترتها مسبقًا طاعنةً اياه
أمام طفلها ذو التاسعة.

ثلاثُ طعنات، كالثلاث ساعات التي سلم فيها قلبه لآخرى.

-----

«بومقيو»
كرر النداء عندما لحِظ أن الآخر لم يسمعه قبل أن ينزع عنهُ سماعاته ويبتسم بلطف.

«ماذا تريد؟»
وجهٌ خالٍ من الحياة، هذا ما يبدوا عليه.

«كنتُ قد دعوتك لحضورَ حفلة يومِ ميلادي»
حكّ مؤخرةَ رأسه بخجلٍ طفيف.

«شكرًا لك، لكني لا ارغب»
ردّ قبل أن يتركهُ في موضعه خارجًا.

لا يجبُ عليه أن يحصل على أصدقاء
إن كان والده الذي حارب الكون لأجل
والدته قد خانها فكيف لا يخون الصديق؟
الجميع مخادعون
ولربما هو يكون كذلك
خائنًا..

-----

«ما الذي استفدته؟»
خلف الزجاج الفاصل بينهما قبعت والدته، ترتدي ثياب السجناء وقد شحبَ وجهها.

«لم استطع أن أتحكم في ذاتي»
بررت بسكون، عدم اهتمامها يقوده للجنون.

«حتى بعد تخفيف حكمك ستظلين هنا طيلة حياتك، بدلًا من الطلاق منه وعيش حياتك بهناء قررت القضاء على نفسك بأبشع الطرق والتعفن في زنزانةٍ تطالبين بموتك فيها كل ليلة ولا تحصلين عليه بينما حصل عليه هو بسهولة، أسعيدةٌ الآن بما اقترفته يداك؟».

«لقد اخترتُ هذا الطريق بنفسي بومقيو وأعلم نتاجه تمامًا، لم يكن ليرف لي جفنٌ عندما أرى امرأةً غريبةً في منزلي، رؤية دماءه تتناثرُ أمامي لهو أهون عليّ من رؤية قلبه ينبضُ لغيري
كان عليّ ايقاف هذا النبض اللعين بأي طريقة!».

«بالطبع، اهتممتِ بقلبه ولم تهتمِ لقلبي في المقابل، جميعكم تحاولون التهرب من الحقيقة وهي أن كلاكما أنانيّ ومخطىء».

«الخيانة جريمةٌ بشعة، لكن ازهاق الروح أبشع، من أنتِ لتتحكمي بحياةِ أحدهم؟ من أعطاكِ الأحقية؟».

«مهما قلتِ لي، أعلم تمامًا أنكِ نادمةٌ على ما فعلت، أعلم أنكِ تدركين مدى الغباء الذي فعلته ولو كان هو حيًا لشعر بالمثل».

«شكرًا لكِ أمي، لإزالة ما يدعى بالحبِ من حياتي، الحبُ كذبة وقد كنتِ مغفلةً مسبقًا لتصديقها لكني سأكون أكثر ذكاءً منك ولن أفعل».

ذبول | TGWhere stories live. Discover now