الفصل الثاني

95 1 0
                                    

الفصل الثاني
__________
احساس مؤلم للغاية أن تكون مبدعاً في إسعاد الآخرين وأنت عاجز عن إسعاد نفسك.
  كانت المائدة ملئ. بالذ واشهي ،الاطعمة  بعد  وقوف طويلا في المطبخ   من جويرية    ورحمه التي ساعدتها قليلاً   ليقضين يوماً لطيفاً   مع بعضهما ،بعضا  كان ينظر يونس إلى. تلك المائدة  الطويلة  وينظر إلى عائلته الصغيرة المحيطه به  عن يمينه وعن شماله ، قبل أن يمط شفتيه مازحاً وقال :
  ‏جويرية لا تأتي إلى هنا مره اخرى     ما خراب البيوت هذا يا فتاه ؟
  ‏رفعت جويرية  أحد حاجبيها  متحدثه بستفزاز  بعض الشئ
  ‏:لا بأس عليك يا اخي اعلم بما تشعر الان جيداً .
  ‏ حينها ضحكت رحمه بصوت عال  وهي تلوك بعضا من أصابع المحشو 
  ‏وقالت :
  ‏_يونس  لا تضيع وقتك في الحديث ثم تجد الطعام الكثير هذا  أنتهي  وحينها  لن اطبخ لك اى شئ يا أخي .
  ‏ كان يونس يتناول  أكلته المفضله التي أعدتها جويريه خصيصاً له  تلك المعكرونه  البشاميل   محدثاً نفسه وهو يلقي نظره على الطعام مجدداً  .
  ‏_ منذ متي وانت تطبخين يا رحمه  هل انت متفرغه لمثل هذا  الاشياء التافهة  ثم اى طعام الذى ينتهى  تلك الأطعمة  ربما تكفي  أناس فى ذلك الحي لمدة ثلاث أيام .
  ‏هزت رحمه رأسها متفهمة  ثم تابعت فى استحياء  وهي تبعد شعرها البني الداكن خلف أذنها 
  ‏_جويرية ادفعي نصف  تكلفة الأطعمة تلك  مع أخاك حتي لا نتسمم .
  ‏تعالت الضحكات  بينهما وهم ينظرون إلى يونس الذى يطعم الأطفال  مازحاً معاهم  متجاهلا  حديث أشقائه   مغمضأ عينيه  متمتما ببعض الكلمات مع  زين   وهو يضع  الأكل فى فمه  
  ‏كانت الساعه تخطت الخامسه مساء  ولم يأتي أدهم زوج أخته حتي الآن فوقع في قلب يونس  أنه غاضب ولن يأتي  اليوم .
  ‏فقال وهو  ينظر إلى جويرية :
  ‏اين زوجك  حتي الآن .
  ‏ تلعثمة  أخته وشعرت أنها  فى كارثة من أمرها  ماذا تقول ليونس الان وهي تعلم يقينا  بأن يونس لن يصدقها وانه سيعلم ببساطه أنها تكذب .
  ‏فقالت صادقه :لن يأتي .
  ‏_اعلم ذلك لكن لماذا لن يأتي ؟
  ‏ تركت جويرية الطعام من يدها  وتابعت قائلة:
  ‏_لا يزال غاضبا منك يا اخي  منذ أن لكمته   دون أن تشعر .
  ‏حك يونس جبهته وهو يرى  الوضع توتر  من حولهم  فتابع مبررا :
  ‏_ها انت قلت دون أن أشعر  ما بال زوجك يكبر  الموضوع .
  ‏  تلك المرة لم  ترد جويرية   قاطعتها رحمه  وقالت فى هدوء  تحسد عليه  وهي تهز  جني فوق ساقيها  برفق
  ‏_ويحك يا اخي لكمته أمام الناس ولم تعتذر منه   وتظن منه أن ينسى ويتجاوز ذلك ، انت فى حيرة من أمرك يا يونس وهذا لا يصح  يجب عليك الاعتذار   من زوج أختك وان لم يكن لأجله فمن أجل أطفاله هولاء.
  ‏كان يونس يعلم يقينا بأن كلام رحمه صحيح لكنه يكابر  يعلم بأنه مخطئ لكنه يعاند ، أخذ نفس  عميق وهو ينوى أخبارهم بشئ لكنه منعه  رنين الهاتف كان رقما مجهولاً  فرد دون تردد وعندما قال .
  ‏_السلام عليكم .
  ‏ساد الصمت لحظات  قبل أن يقوم يونس  فى فزع  وهو يهتف
  ‏_تبا لذلك .
  ‏_______________________________________
  ‏
  ‏ ركض  فى سرعه لم يكن هو نفسه يتوقعها بعدما اخبره أحد المتصلين   بأن احمد ، وجورى فى المشفي   كان  يحادث نفسه  وهو يقود سيارته بسرعه جنونيه . وكأنه يسابق الرياح  هاتفا ،مزمجرا  ضارباً المقود بعنف :
  ‏_اللعنة على ذلك اتركها معه ساعتين  يفعل بها حادث  باول يوم تعمل به معنا   كيف انظر إليها الان  كيف ساتمكن من  مواجهة أهلها .
  ‏ وقف أمام أحد المشافي بالمدينة    خارجاً من سيارته  يلهث  وكأنه كان  يركض على ساقيه طوال هذا الطريق   حتي أنه نسي أن يغلق سيارته  سأل أحد عمال استقبال المشفي على. حادث اتي منذ ساعتين. شاب وفتاة. فأخبرته الفتاه بأنهم بغرفه إستقبال الحوادث  وإشارة الى القسم   فركض بتلك الملابس  البيتيه الذى يرتديها وكان بنطال بيتي اسود وتيشرت  ابيض   حتي نسي من شدة صدمته أن يرتدى حذاء   وربما ينسي الان بأنه يركض داخل  مشفي. فخم بخف  البيت الذى يشبه خف دورة المياه .
  ‏ دفع الباب   بعنف  ودخل دون إذن أحد ، مصدوما مما رأته عيناها  الذي اشتعلت بلهيب من الغضب والنفور ،فى أن واحد  لقد رآه  جورى  متسطحه  على أحد سرائر المشفي شعرها الطويل منثورا أمامه  ثوبها الوردى ملئ بالدماء  حتي وجهها   كانت أحد الممرضات  تنظف لها وجهها  بالقطن  بينما أحد الأطباء  يقطب لها جرحا عميقا برأسها  وهي تتألم بصوت  اوجع قلبه فاغمض عيناه وهو يضع كلت يده في خصره  باعدٱ ساقيه عن بعضهم
  ‏  وكأن نفسه تهي له بأنها سبب هذا الالم الذى تسبب لها ،به  اقترب منها بعدما نظر له الطبيب هاتفا به :
  ‏_من انت وكيف دخلت الى هنا ؟
  ‏لم يرد يونس على الطبيب بل أكتفي  بأنه نظر له نظره واحده الجمته ،وجعلته  ابتلع كلامه  داخل حلقه ...
  ‏اقترب يونس منها باعدٱ الطبيب عنها ينظر إلى عيناها المنتفخة التى تقذف دموع  بشكل  ذبحه  هاتفا بها
  ‏_جورى  ...جورى  هل انت بخير  بماذا تشعرين  الان صفي لى !
  ‏حيناها بكت جورى بصوت عال  وهي. تنظر له صارخه به بجنون .
  ‏_ابتعد عني رائحة عطرك سلبت ،انفاسي .
  ‏ كانت تلك صدمة أشد من الحادث نفسه على يونس  كيف سلبت أنفاسها رائحه العطر  وبدأ يحادث نفسه هل هي تتحسس من العطر أم أن عطرى آثار  غرائز بداخلها .
  ‏ اوما لها برأسه  في صمت وهدوء بأنه سيبتعد 
  ‏فهتف الطبيب :
  ‏_يا سيد  هل خرجت من هنا ريثما انهي قطب هذا الجرح  وان كنت لا تريد الخروج من هنا  يمكنك أن تستريح على هذا المقعد .
  ‏رفع يونس سبباته فى. وجه الطبيب محزرا إياه بوجه عابث  وعيون شديدة الحمار :
_  ‏ساجلس هنا بجوارك وإياك أن تجعلها تتالم  .
نظر له الطبيب وهو يهز رأسه بياس  سالا نفسه من اين جاء لى هذا المجنون للتو  ثم بدأ فى قطب الجرح  وهو يبعد خصلات شعرها رويداً رويداً   حتي لا تتالم جورى
اما يونس كان يقف كما هو مكتف ذراعيه  يتفحص ملامحها ،وتعبيرت وجهها الشاحب ،  فى صمت مريب
‏ كان يرى الطبيب وهو يزيح  شعرها بعيدا  فنكب على جانب وجهها أخفي ملامحها عن وجه يونس   المتحجر .
‏انهي الطبيب قطب رأسها وقام بضماضه بعنايه    لكن جورى كانت إصابة ،اصابة أخرى. كانت كف قدميها متورمه للغاية وتصرخ  وتبكي من الوجع  فقام بوضعها  الممرضات على أحد المقاعد المتحركه. ذاهبا بها إلى قسم الاشاعه  وهما مرين فى الطريق رأى يونس احمد خارجاً من أحد الغرف   حول عنقه لفافه ضخمة من الجبس  حتي ذراعه الأيمن كان غارقاً فى الجبس ويبدوا على وجهه الشحوب  والتعب  ترك يونس جورى للمرضات  يدخلونها إلى غرفة الإشاعة. وجثا على. عقبيه أمام أحمد نظر له طويلاً هاتفها به بجنون :
‏_ الحمد لله بأن عنقك قد كسر لاني كنت انوى كسره بنفسي تبا لاغبائك أترك الفتاه معك تحطم رأسها وتكسر ساقها  .
‏هز احمد رأسه بتعب شديد محاولا تبرير موقفه بأن الشاحنة ظهرت له فجأة فلم يتمكن من إيقاف السيارة  ولبس بها .
‏لكن يونس قاطعه وهو يكور قبضة يده حتي ابيضة مفاصله متباعا :
‏_توقف عن تبريرك   الفاشل هذا الان لأنه ،لم يجد نفعا معي  .
‏ثم تركه  لأحد الأطباء   وذهب خلف جورى  انتظرها أمام الغرفه ربما ساعة ،وربما أكثر فكان الوقت يمر ببطئ شديد  حتي خرجت له على أحد المقاعد  تلقي خمارها على رأسها  رافعه ساقيها اليسرى الغارقه فى. الجبس   عن الأرض 
‏حك يونس رأسه بعنف هاتفا :
‏_ ويلك يا يونس  تبدو منحوس للغاية .
‏قال له أحد الأطباء يمكنه أن ينهي حساب المشفي ويأخذ  المرضي معه
‏وذهب  يونس بالفعل  إلى حسابات المشفي بعدما أعطي مفاتيح السيارة إلى أحد الممرضات  الفتيات طلبا منهم  أن يساعدن جورى فى الجلوس بها حتي يأتي إليها  وفعلن الفتيات ذلك .
‏وبدا هو فى إنتهاء اجراة المشفي. وهو يمضي على بعض الأوراق  مرت فتاه بجانبه نظرت له ضاحكاً  هاتفا به
‏:يا الهي  ما اجمل خفك هذا  هل هناك أحد عاقل يأتي إلى. مشفي بخف الحمام ؟
‏حيانها فقط نظر يونس الى قدميه  ليرى خف قدمه وينصدم  كيف نسي أن يرتدى حذاء  شعر بالحرج  الشديد لكنه رد على الفتاه ببرود جليدي .
‏_انه مريح للغاية يمكنك أن تجربيه إن شئت .
‏ثم وقع على  الورقه الأخيرة ودفع حساب المشفي وأخبر أحد العمال أن يقومه بالاتصال بعائلة احمد يأتين لاخده بعدما ترك لهم رقم  الهاتف .
‏خرح من الممر مسرعاً ليرى جورى  تجلس في السيارة بالمقعد  الامامي   مغمضه عينيها  مرجعه رأسها  للخلف
‏جلس بجانبها وقام بأشغال السيارة وهو يتذكر كلمتها التي تمر فى اذنه وعقله حتي الآن ابتعد عني فقد سلب عطرك أنفاسي .
‏اخذ نفس عميقا وخلل يده في خصلات شعره السوداء الناعمة كاد أن يقتلعه من جذوره .
‏هامسا لها بنعومة :
‏_ هل انت بخير الان يا جورى .
‏ فتحت عينيها المتورمه  تنظر له طويلاً فى صمت  طال بينهما وكأنها مازالت تحت تأثير  المخدر  الذى اخذته .
‏لكنها تمكنت من رد وهو مازال ينظر لها لم تتحرك عيناه عن عينيها وكأنها أصبحت اسيرته ،الى ثواني ربما دقائق
‏_بخير لا تخاف .
‏ فانطلق بالسيارة بعدما سألها عن عنوان منزلها وأخبرته إياه  ثم بعد ذلك أغمضت عيناها مستسلمه لنوم عميق .
‏ولم تشعر به وهو يختلس النظر إليها  ويرى عنقها الطويل  وتلك الخصلات الناعمة التي ظاهرة من خمارها الأسود الملقي فقط على رأسها  .
‏لم تراه وهو مشوش الذهن يفكر في كلمتها البسيطه التي تركت اثر بنفسه .
‏________________________________________
‏  كان الليل قد القي ستره   على تلك المدينة  وقف يونس أمام البنايه  ينظر الى تلك الفتاة التي نائمه بجانبه  هامسا لها  بخفوت :
‏_جورى هل استيقظتي لقد وصلنا .
‏ فتحت جورى عيناها ببطء شديد وهي تتمتم بكلمات غير. مفهومه من شدة التعب  ناظرة من نافذة السيارة بعيون نصف مغلقه  تتأكد من أنها أمام بيتها  اخد يونس نفسا عميقا متفحصا إياها  قبل أن ينزل من سيارته ليذهب إليها  فتح لها الباب  بينما هي ناظره له في تعجب من أمرها وكأنها تسائل نفسها ما هو بفاعل  إلى أن صوته الاجش آفاقها من تفكيرها هذا  وهو يقول بنبرة أمر :
‏_اعطني يدك .
‏عقدت حاجبيها  وهي تنظر إلى يده المتده لها  تريد مساعدتها  لكن كيف يساعدها هل سيحمالها بين يدى. ويذهب بها إلى أمها  أم أنه يريد إسنادها فقط
‏وجدت نفسها تهمس بخفوت :
‏_هل تريد أن تحملني .؟
‏اوما لها برأسه ماكدا على كلامها  ومازلت يده المتده  أمامها  تهفو إليها نفسها لتلمسها  قبل أن يقول
‏_هل لديك اقتراح اخر   غير حملك والصعود بك على الدرج  لدور الثامن يا جورى  إذا كان لديك اقتراح أخبريني إياه سريعاً  لقد المني ظهرى  هل امسكتي بيدى أرجوك .
‏ هزت راسها نافيا بأنها ليس لديها اقتراح اخر غير حملها والصعود بها  فمدت يدها فى حرج شديد  تمسك بيده  فأغلق يونس يده على  أصابعها  الطويله الناعمة  وكأنها يحتضنها  برفق ليهون عليها
‏قام  باسندها حتي  أخرجها من السيارة   تسند  عليه بكل قوتها وكان هو حمول للغاية   اغلق باب السيارة    بينما هي تنظر له فاتحه شفتيها قبل أن تجده  دون إذن يضع يده حول خصرها واليد الأخرى  تحت ركبتيه  دون أن ينظر لها بدأ الصعود إلى  الدرج   بينما هي  وضعت كلت يدها حول عنقه  لتشبث به   كان يصعد الدرج فى  تعب شديد  حتي ان جبهته  بدأت تقطر عرقا   وكانت جورى تشعر بذلك  لقد تبللت  يدها حول عنقه  وقف يونس فى الطابق الخامس يلهث  ويلتقت أنفاسه  وهي بين يديه لا يقدر على انزالها  فهتفت جورى :
‏_انا اسفة  يمكنك انزالى  يمكنني الصعود الثلاث طوابق  الباقية .
‏ عيناه  الذى تظرف حمم براكنيه  فى تلك اللحظه تعلقت بعيناها المتعبه  قبل أن يقول لها :
‏_  لا بأس عليك ساكمل بك الصعود .
‏ ثم بدأ يتحرك بها  إلى الطابق السادس وهو يسأل نفسه كيف لمثل هذه البناية   أن تكن دون مصعد وربما قرأت جورى أفكاره  فهمست له :
‏_خرب المصعد يا يونس .
‏ تعجب يونس  كيف لها أن تدرك أفكاره ،  وجدها تسحب طرف من خمارها  لتنشف به عرق جبهته التي بدأ يدفق 
‏لكنه كان وصل أمام شقتها فانزلها من بين يديه واضعا يده حول خصرها  رافعا ساقيها عن الأرض دق الباب بضعت مرات  ففتحت امرأة تبدوا فى منتصف الأربعينات   شاهقة  ضاربه صدرها بكلت يدها  عندما رأت ابنتها بهذا الوضع .
‏ إلى أن جورى هتفت بصوت رقيق:
‏_ امي لا تقلقي أنا بخير  .
‏ انفجرت الام في بكاء مرير كطفلة  فقدت ولديها   وهي تهتف أمام الباب
‏_تبا لذلك ما الذى أصابك يا بنيتي ؟
‏لكن صوت يونس نافذ الصبر قاطعهما :
‏_ هل ادخلتينا أولا يا عمتي ثم شرحة لك كل شي ء.
‏افسحت لهما الطريق  فحمل جورى مجدداً إلى الداخل كان يريد أن يضعها على أريكة الردهة إلى أن أمها أخبرته أن يدخل بها  غرفتها  وفعل ذلك انزلها على فراشها برفق وهو يرى غرفتها الصغيرة  كانت تبدو له بأنها غرفة فتاه تعشق الألوان الزاهية والحياة لقد بدا له ذلك من تلك الستائر  ،ودهنات الغرفه  ذات الذوق الرفيع ....
‏قال إلى. امها الذى تبكي على حال ابنتها :
‏سانتظرك بالردهة يا عمتي  ريثما تبدلى إلى جورى ملابسها   .
‏ثم خرج واغلق الباب خالفه باحثاً عن براد الماء يريد أن يشرب بعضا من قطرات الماء البارده  فتجه إلى المطبخ  وفتح البراد دون إذن أحد  ، وأخذ زجاجة من  الماء  وبدأ يشرب وحين أنهي  شرب القي الزجاجه  فوق سطح البراد  ولم يبالى ،وكانه منزل امه ما هذا التبجح .
‏خرج من المطبخ   القي بجسده على أحد المقاعد  فاردأ ساقيه بأريحية   مرت لحظات ينتظر أن تأتي إليه ام جورى  وتطمنه  وقد أتت إليه بالفعل وهي تمسح انفاها بأحد المنديل الورقيه 
‏كان يونس يحاول تهداتها  فقال لها. بعدما جلست أمامه على أحد المقاعد ..
‏_اعتذر جدا يا عمتي كل هذا بسببي  أنا الذى تركتها بموقع العمل  مع زميل لي فعل بها حادث  ...
‏هزت  خديجه رأسها نافياً  وقالت له :
_ ‏لا تلوم نفسك يا بني أنها مشيئة الله فاللهم لا اعتراض .
تعجب يونس من تلك التقوة  والإيمان التي تملكها هذة السيدة .
‏فتابع :
‏اعرفك بنفسي أنا يونس مهندس معماري ومدير ابنتك جورى  .
‏اومات  خديجه برأسها ببتسامه هادئة وهي تنشف دموعها بتلك المنديل
‏_اعلم من تكن يا بني أخبرتني جورى  كل شي. وأنا ابدل لها ملابسها .
‏ تحسس يونس جبهته فى حرج شديد  متابعا :
‏_اتمني أن تسماحيني يا عمتي   .
‏ربطت خديجه على ساقه برفق ليهون على نفسه وتابعت :
‏_ سامحتك يا حبيبي  الذنب ليس ذنبك قلنا إنه قضاء الله وقدره .
‏ اوما يونس برأسه ماكدا على كلامها ثم أمسك بيدها  وضع قبله عميقه على ظهرها  :
‏تذكريني بامي رحمها الله  كانت مؤمنه بقضاء الله وقدره مثلك تماماً  وكانت دائما  ترفع من قدر نفسي  وتعييني على  متاعب الحياة .
‏ حيناها ربطت خديجه  على لحيته الطويلة بحنان بالغ وقالت :
‏_لن انسي معروفك مع ابنتي  من اليوم انت أصبحت مثل جورى. وان شئت قل لي امي يا يونس ....
‏ ابتسم لها ابتسامه رقيقه  قبل أن يقول :
‏_ هل نامت جورى ....؟
‏_نعم نامت يا بني .
‏ قام  يونس من مقعده متابعا :
‏_ إذن يجب على الذهاب الان الوقت تأخر كثيراً  ولكني سامر عليكم كل يوم للاطمئنان على جورى وعليك يا امي .
‏  اومات له برأسها فى صمت  فأخبرها بأنه سيبعث لها الادوية مع  حارس البنايه 
‏ثم ذهب  وتركها جالسا  مكانها هاتفه :
‏_ الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا .
‏________________________________________

‏دخل منزله وهو يشعر بحالة من الاحباط الشديد  والتعب. ،والاراق  فكان اليوم متعباً بنسبة له لقد عانا فى المشفي. من ذاك الضغط النفسي الذي مر به ، بينما كان ينقص أن يصعد كل تلك الأدوار وهو يحمل جورى بين يديه  القي بجسده على أحد المقاعد فاردأ ساقيه بأريحية  مراجعا رأسه للاخلف ،يريحها على ظهر المقعد  بينما شعر بأن السكون ،والصمت يملؤ البيت  فعلم بأن اخواته قد ذهبوا ويبدو أن رحمه قد ذهبت أيضا مع جويرية فحمد الله فى نفسه بأنه لن يجد أحد يزعجه على الأقل بمثل هذا الوقت فهو لن يتحمل اى سؤال من أحد   أخذ زفيرا طويلا ، بينما شعر بتشنج فى جسده  قوى البنيان فمسح جبهته بيده وهو يحاول القيام  ليذهب إلى المرحاض   فهو يريد أن يتحمم  ليحصل على قسطا من الراحه   بدأ فى خلع  تيشرته الرياضي  ملقي به أرضا بشكل فوضوي  لم يعبأ هو بمثل هذا الأشياء 
‏دخل إلى المرحاض فاتحاً صنبور  المياه  ثم وقف تحته وبدا فى تدليك رأسه وهو مغمض العينين  هامسا لنفسه
‏تبا لذلك يوم ...
‏انهي حمامه ، وقام برتدا طقم رياضي  وبدأ في تمشيط شعره الأسود
‏اخذ نفسا عميقا وهو يلقي بفرشاة الشعر ثم خرج من غرفته داخلا إلى المطبخ  فاتح أحد إدراجه وأخرج  منها زجاجة خمر يبدو أنه كان يخفيها جيدا حتي لا يراها احد نظر إلى الزجاجة  وكأنه يستنجد بها  ثم وجد كوبا  فارغا وبدأ في صب الخمر  احتسي  كوبا ،فى اخر  ،ثم اخر ..
رجع غرفته مجدداً هامسا الى نفسه ..
‏_انا أكره الفتيات ..
‏ثم بدأ  يحتسي   حتي أفرغ الزجاجة وشعر بالدوار فالقي بنفسه إلى فراشه  وهو يغلق عيناه متمتما ببعض الكلمات التي لا يعرف معناها   كان يشعر بالتعب الشديد بينما يريد أن يطفئ مصابيح الغرفة فلم يقدر على فعلها .
‏___________________________
‏كانت تتمايل فى دلال يليق بها حقا فهي جميله جدا ومثيرة للغاية لطالما كان دائما يخبرها هو بذلك   هذا الثوب  الحريرى الذى ترتديه  ويظهر كافة جسدها المغرى أمامه  فيشتعل بركان من الهيب بداخله  كانت عيناه مثبته عليها تبئا أن تحررها وكأنها أصبحت اثيرته بينما يداه تداعب خصلات شعرها  القصير الذي يصل إلى أذنيها  منسدلا حول وجهها  الجميل  كانت هي تتمايل بنعومه بين يديه لطالما كانت دائماً ناعمة معه  لمسته لها تفتك بها وتنقلها إلى. عالم اخر بدأت يده تتسلل رويداً رويداً، على جسدها الشبه عارى مستمتعه هي بتلك المسات طالبه المزيد من المسات  لعلها  تشبع احتياجها له
‏احاطت عنقه بذراعيها هامسه أمام شفتيه ؛
‏_ أنا احبك يا يونس .
‏جذبها إلى. صدره  رافعا إياها عن الأرض مكبلا حركاتها  وهو يدفن وجهه فى عنقها  هامسا لها بصوته الاجش :
‏_لقد عدية مرحلة الحب معك يا اسماء. لقد اصبحتي تجرى في شرياني كادماء  لقد أصبحت اتنفسك  انت تحبييني يا اسماء  أليس كذلك .
‏اومات برأسها إيجابا وهي داخل صدره دون أن تتحدث فتابع هو حديثه :
‏_ بينما أنا أعشقك يا اسماء وان حاولتي الابتعاد عني  ستكونين اقتلعتي قلبي والقيتي به تحت قطار سريع  دهس عليه فلم يبقي له أثر ، هل فهمت يا اسماء !
‏ابتعدت عنه  تنظر له بعيون دامعه  وهي تحيط وجهه  بين كفيها الدفئتين  هامسه له بنعومه لم يراها فى فتاه أخرى من قبل :
‏_ وكيف لى أن أبتعد عن روحي يا روحي .
‏زمت شفتيها  القاتمتين وهي تسأله :
‏_متي سنتزوج يا يونس أنا كلى شوقا  للعيشه معك .
‏شفتيه فى تلك اللحظه. انطبعة فوق جبهتها بقوة  وكأنه لا يريد أن يحررها  ماذا يقول لها الان وهي بين يديه شبه عاريه في هذا الثوب القصير الحريرى  فهي إذا كانت زوجته  فلن ترتدى له مثل هذا الثوب اللعين  لكنه يحبها  بصدق هذا كل ما يعرفه يحبها من كل قلبه لا عذراً فإنه يعشقها   لكن هل حقا يريد الزواج بها ،ام ماذا؟
‏شعرت بنفسها  تحمل بين يديه. ليذهب بها إلى. فراشه 
‏ليبدا فى تقبيلها بشغف   لم تره هي من قبل  هامسا لها في أذنها وهو يقبل عنقها :
‏_انا اريدك يا اسماء ؟
‏للحظات غاب عنها وعيها وهي تتأوه بين يديه  من تلك المشاعر المفرطة  لكنها وجدت نفسها  تهمس
‏_لكنك تعلم اني ب..ك...
‏لما يدعها تكمل ما كانت تنوى قوله فهو يريدها  ولم يعرف غير هذا العشق المتدفق وتلك المشاعر الناعمة  فمس لها وهو يقبل شفتيها برفق :
‏_ لن اوذيك ولم اجعلك تفقدين عذريتك  ثقي بي !
‏هي بطبع تثق به فلو أنها تثق به ما كانت اتت إليه بيته  وارتدت له هذا الثوب الملعون بعدما طلب منها ذلك  وهي من حبها له انصاعت خلفه دون وعي لقد تركت لنفسها العنان ولجسدها الاستمتاع ....
‏لكن السؤال  ماذا ستقول  لربها  وماذا  ستفعل باخرتها  ماذا ؟ان ماتت الان وهم يفعلن علاقه محرمه  يغضبن بها الله عزّ وجل .
‏كيف سيكون وضعهما   الغريب أنها لم تعترض بل كانت تتأوه بستمتاع بين يديه وتبدله نفس لمساته حتي اشعلة جسده  فأصبحن كجمرتين ،مشتعلتين  يريدون أن يطفن نارهم ولما يعبأ بشئ  غير ذلك قط ...
‏____________________________
‏استيقظ  مفزوعا  العرق يتصبب من عنقه ،وجبهته فعلم أنه كان يحلم لا لست هذا بحلم أنه كابوس مزعج للغاية ....
‏لما الماضي يرفض أن يحرره  بينما هو يريد الفرار منه  بدأ يمسح العرق بيده وهو يلهث  يحاول أن يتذكر هذا الكابوس جيدا   ،فعلم أنه ليس كابوس بل هو كان واقع وماضي ، اسود يرفض أن يحرره لما يتذكر الان علاقته المحرمه .
‏اغمض عيناه محاولا السيطره  على انفعاله الذى يظهر على  وجهه  الشاحب  قام بعنف من فوق فراشه  ذاهبا  إلى المرحاض  فاتحاً صنبور  الماء البارد  واضعا رأسه تحته  مدلكا إياها  بعنف شديد ليفيق من تلك الخمور الذى ذهبت عقله بالأمس وجعلته يحلم بماض مؤلم كان يود لو ينساه
‏  بدأ تجهيز نفسه  ليذهب إلى العمل وهو فى حالة لا بأس بها  وحين أنهي تجهيز نفسه  قام بتحضير كوبا من القهوة السوداء  وأخذه بيده  واغلق باب البيت   دخل  المصعد  وهو يحتسي رشفه من كوب القهوة   وعندما خرج من البناية وجد الحارس بوجهه هاتفا بحرارة :
‏_ صباح الخير يا سيد يونس .
‏نظر له يونس يرمقه فى صمت قبل أن يقول :
‏_ صباح النور يا عم عبد العظيم .
‏نظر  له الحارس متابعا :
‏_هناك فتاة تسأل عنك منذ الصباح الباكر ..
‏عقد يونس حاجبيه مستغربا من تلك التي تسال عنه
‏_من  تلك واين هي ؟
‏اشار له الحارس بجانب سيارته  ليرى يونس فتاه مملتئة القوام تسند ظهرها على باب سيارته  .
‏وعندما رأته لوحة له بيدها  ببتسامه هادئة لطالما كانت هكذا دائما .
‏اتسعت حدقتا عيناه  واشتعل بهم بريق مخيف ووجد نفسه يغلق قبضة يده حتي ابيضت مفاصله  هاتفا بحنق :
‏_ اسماء !!!!
‏يتبع
‏ اسفه على التاخير بس انته عارفين اني تعبانه
منتظره رأيكم طبعاً فى الفصل


  ‏

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 19, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عشق لم يكن فى الحسبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن