منذ سنوات عديدة
.
عاشت مريم فى بيت العائلة , أصر جدها الحاج على أن يجمع جميع أبنائه معا فى بيت واحد فى قريته الصغيرة بالدقهلية وكعادة كل الفلاحين. كان هو صاحب الكلمة العليا على الجميع , كان لديه إبنان وبنت واحدة وكلهم لديهم أطفال وتربو معا كالإخوة ... ومريم كانت قريبة جدا من ألفت إبنة عمتها ,تحبها مثل أختها وربما أكثر وكانت صديقة مقربة , لم تكن مريم تفترق عن ألفت إلا وقت النوم ولأن ألفت هى الكبيرة فقد تزوجت أولا وهى فى عمر السابعة عشر وعاشت معهم فى نفس البيت بأمر من جدها ولم يستطيع زوجها أن يعترض فهو يعرف تقاليد عائلة الحاج أنور رشدى , بنات العائلة تتزوج فى نفس البيت حتى لو كان زوجها لديه بيت خاص به ,
بعد عام تقدم أيضا شاب من عائلة جيدة لطلب يد مريم حفيدة الحاج أنور, لم يكن غنى أو لديه أراضى مثلهم ولكنه كان ذو سمعة جيدة فى القرية ونال إعجاب جدها وتم قبوله ولم تعترض مريم أو لم يكن من حقها الاعتراض وتم زواجها أيضا فى سن صغيرة , عاشت مريم مع زوجها فى بيت جدها 3 أعوام من السعادة كان زوجها طيب القلب وحنون جدا ,أحبته مريم وتعلقت به, وجاء خبر حملها بفرحة كبيرة للجميع وخصوصا بأن ألفت لم تنجب , كان الجميع ينتظر قدوم الطفل على أحر من الجمر و يوم ولادتها, إنتظر الجميع بلهفة حتى وضعت طفل جميل وأطلق عليه جدها إسم مالك
فرح الجميع به وخصوصا عصام ومريم ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن , تعرض عصام زوج مريم لحادث وفقد حياته بعد يومان فقط من ولادة مالك وتحولت حياتها لحزن كبير وأصبحت أرملة وهى فى ريعان الشباب ولم يكن بجوارها من يواسيها غير ألفت .وأصر الحاج أنور على عمل عقيقة بالرغم من حالة الحداد ولم يستطيع أحد أن يخالفه , كان والد عصام رجل كبير فى السن ووافق على أمر الحاج أنور ,
كان الحاج أنور رجل كريم قام بعمل عقيقة ظلت حديث القرية لشهور عديدة.
بعد هذه المحنة التى تعرضت لها مريم ,أصبحت دائما حزينة ومهمومة ,, كانت تفتقد زوجها الراحل وعزائها الوحيد كان فى مالك الذى ملأ حياتها وحياة ألفت بالفرحة, كانت ألفت تشاركها تربيته والعناية به , وبعد مرور عام على وفاة عصام ,إجتمع بهم جدها وقال: دلوقتى السنة فاتت, كله يقلع الإسود ,,
بس ياجدى...
مريم!! أنا قلت كلمتى خلاص.
حاضر ياجدى....
وفيه خبر كويس علشانكم,, فيه عريس إتقدم لمريم وأنا وافقت عليه.
عريس مين ياجدى أنا مش عايزة أتجوز و...
معندناش بنت تقعد من غير جواز ,لازم يكون معاكى راجل..
حاول والد مريم الاعتراض ولكن نظرة حادة من الحاج أنور أوقفته فورا وقال: أمرك ياحاج ...
أنت تقرأ
وكأنها الحياة
Romanceفى بعض الأحيان تجبرنا الحياة على إتخاذ قرارات رغما عنا , حتى لو كانت تؤلم قلوبنا ولكنها مهمة ومصيرية وعندما نتخذ قرار نتحمل نتائجه مهما كانت, ربما نتحمل وربما لا ولكننا فى النهاية نحاول أن نخرج بأقل الخسائر وفى بعض الأحيان عندما يتدخل الكبار نصبح ضع...