قريبًا

470 31 6
                                    

قطع تفكيره صوت بكاءها الذي سمعه من بعيد، ظل يخطو بإتجاه الصوت حتى وصل إليها، فوجدها فتاة تكتسي السواد وتجلس أمام القبر، لم يرى شيئًا سوى ظهرها؛ لذا أقترب منها قليلًا

قررت هي باللحظة نفسها النهوض بعدما أخذت حقيبتها، وحين التفتت لتذهب مُتجهة خارج المدافن، شهقت بفزعٍ وصرخة مكتومة حين وجدته خلفها فجأة، فأردف بهدوء يُهدئها:

__ "أنا آسف مكنش قصدي اخضك."

قالها وتفرسها جيدًا في حين كانت هي ماتزال مكانها مُتجمدة تنظر له بذهول، امّا هو كان يُحدثها بالكثير ولكنها لم تسمع أي شيء، وبالنهاية حين انتبهت له سألته قائلة بنبرة مبحوحة قليلًا اثر بُكائها:

__ "معلش مكنتش مركزة...هو حضرتك كنت بتقول ايه؟!."

فأجابها بنبرة رخيمة هادئة: "كنت بقول صحيح اللي بيروحوا غاليين...بس الحي أبقى من الميت...والدموع دي مش لايقة أبدًا على عينيكِ الحلوين."

قالها ومد يده لها بمنديل ما، فنظرت له قليلًا بتعجب واردفت: "هو أنت عبيط؟!."

ف ردد وراءها بتعجب: "عبيط!!."

__ "آه ومتخلف كمان...هو أنت معندكش أدنى احساس عن المكان اللي احنا فيه؟! ده ايه القرف ده!!."

قالتها بضيق وذهبت بخطوات واسعة، فأصطدمت به مُتعمدة، وتابعت خطواتها إلى أن خرجت من المقابر، فوجدت صديقتها وصلت مع سيارة الأجرة، فأستقلت تلك السيارة معها وذهبتا على الفور

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 01, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"تربية عوالم" ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن