الفصل الاول: البداية لنهاية كل شيء |parte 1

131 16 0
                                    

الأحد ..15 من أغسطس..
9:30pm
اسبانيا......العاصمة مدريد...
كانت تستلقي على ظهرها  على ذاك السرير الواسع ممسكة كرة تينيس بيدها تقذفها للأعلى باستمرار واليد الأخرى تحت رأسها تعبث بتشابكات شعرها ويجاورها حاسوبها المحمول.

لتقلب عينيها بملل وهي ترى والدتها بدأت في فقرة تعليمات السلامة للمرة المائة والخمسين  والتي هي كالآتِ : لا ذهاب للحانات ، لا شراب ولا سجائر ، لا تتجولي وحدك ليلا لاني اخاف عليك وابتعدي عن رفاق السوء.

ما إن تناهى لسمعها آخر كلمات الأولى حتى انكمشت ملامحها بحزن عميق ، فلا رفيق يضاهي في السوء رفيق دربها الراحل ، حتى هو رحل وترك خلفه تلك التائهة في الدرب بلا معين.

حاولت الخروج من حالة الحزن التي تلبستها لتعود وترتدي ثوب المزاح لتواري قلباً مليئاً بالندوب لتسترسل بملل ظاهرٍ للعيان   " حسنٌ امي اعدك سالتزم بالتعليمات هذه المرة"

استشعرت الأم حزن فلذة كبدها فحزنت لحزنها فذاك الفتى الراحل ترك في الكل أثراً عميقاً وترك في آريانا جرحاً عميقاً صعب الإلتئام ، أرادت الأم أن تسري عن ابنتها قليلاً فارتدت ذات الثوب الذي يواري ذات الندوب لتقول بصوت جاهدت لإخراجه ثابتاً " أتعلمين ، شقيقك يشتاق إليك كثيراً ولاينفك يتحدث عنك"

علمت بمحاولات أمها فجارتها في الحديث قائلة "أحقاً فعل ذاك الأحمق ؟ أشك بهذا "
تزامناً مع حديثها دلف آرلاند للمنزل ملقياً مفتاحه على الطاولة مستمعاً لجملتها الأخيرة ليتشدق بسخرية " الأحمق الوحيد هو من ينسى سنه يا حمقاء "

تذمرت آريانا لتذكيرها بتاك الحادثة ، فقد حدث أثناء تقديمها في جامعتها أنها سُئلت عن سنها في المقابلة ومن شدة التوتر نسته وأخذت تتهته بحديثٍ أخرق .

لتستغل استماع أمها للمكالمة وتقول بمسكنة مصطنعة " أمي أتوافقين على حديثه ، لقد جرحني حقاً "

كان استغلال أمها في هذا الموقف أكثر من صحيح فقد كانت متأثرة بحزن ابنتها  فقالت بحزم للآخر" أنت اعتذر لشقيقتك ولا تحدثها هكذا مجدداً "
وجهت لآرلاند حديثها راسمة ملامح جدية .

تشنجت ملامح المعني بغيظ لاحتيالها على أمه فاسترسل بغيظ و وقاحة  "لن اعتذر لتلك الخرقاء ، كل ما سأقوله لها هو أني سأكون بمطار مدريد يوم الثلاثاء مسائا"
شهقت آريانا بصوت عال ثم صرخت قائلة " ولم تفكر بإخباري سوى الآن أيها الأحمق " صمتت هنيهة ثم تساءلت " اترى أنه علينا أن موقع نطاق عملنا ليشمل مدريد باكملها؟ لقد مر وقت طويل منذ آخر مقلب قمت به"

ما إن سمعت والدتها حتى قالت لها بحزم   "آريانا كارتر أقسم إن وصلت مشاكلك لمراكز الشرطة وعلم بها والدك فسوف تعودين الى هنا في الحال "
لتتذكر ما حدث آخر مرة فقد كادت تخسر عزيزاً آخر فتصبح وحيدة تماماً بلا أحبة،  فاسترسلت  بحزن ولوعة بانا في صوتها "لقد ترك مهمته المرة الفائتة وكاد يصاب إصابة بليغة ، لا أريد تجربة شعور خسارة أبيكِ مرة أخرى "
ابتلعت المعنية ريقها لأنها أحزنت أمها رغم كل محولات الأولى لإسعادها فتقول بمرح تلبسها فجأة "لاتقلقي أمي ، كل شيء تحت القلق لاداعي للسيطرة ".

أجنحة بيضاء |white Wings حيث تعيش القصص. اكتشف الآن