طرق على الباب يوقضها من شرودها ، كانت تجلس بمنشفة ملفوفة على جسدها النحيل ،
.هناء ابنتي هل يمكنني الدخول!؟
.تفضلي ماما
.بنيتي، لما تجلسين وحدك انزلي لنفطر معا،
.كنت استحم ، اغير ثيابي وانزل ورائك
.جيد، البسي شيء طويل خطيب اختك هنا
.حسنا امي ،
اغلقت الباب وخرجت ، لتستلقي هناء فوق السرير وعينها تحدقان في سقف الغرفة ، قبل خمس سنوات حين هجرتها سيرين وطعنتها في قلبها وفي نفسها حتى ، تذكر ذلك اليوم جيدا كانت عارية بعد ان خرجت من عندها كانت تحدق في سقف غرفتها فحسب كم مضى من يوم وهيا لا تغادر غرفتها ، حتى سمعت ذلك اليوم اصوات الزغاريد تنطلق في الحي ، والسيارات وصوت ابواقها ، اغاني وحتفالات لقد خطبت حقا لقد اصبحت حبيبة شخص غيرها،
سارت نحوا النافذة وشاهدت بيت حبيبتها تملأه الأضواء والضوضاء ، حينها اسدلت الستائر وتجهت نحوا حوض الإستحمام ملأته حتى سكب من اطرافه الماء ، نظرت للمرأة الصغيرة في الحمام نظرت لوجهها الأصفر الباهت وعيناها كيف حوقت وظهرت هالات سوداء ك الفحم شفاهها قد تورمت وتشققت من قلت الشرب بل من عدم الشرب ولا الأكل ، لكمة المرآة فتناثرت قطع مبعثرة حملت تلك القطعة الحادة وضعتها فوق شريانها كانت ستسفك دمائها عسا ان تخرجها بذالك من قلبها، لكن لم يكذب من قال ان الأم جنة ، صوت امها وهوا يناديها اعاد اليها رشدها، خرجت من الحمام وسارت نحوا باب غرفتها اتكأت عليه وهيا تعلم ان امها بالخارج يا ليتها تستطيع ان تشتكي لأمها ما يألمها، لكنها لا تستطيع ،.ابنتي ، هناء افتحي الباب بغلاوتي عندك صغيرتي،
اذا ارادت سيرين الزواج وعدم اكمال دراستها فهذه ليست نهاية الحياة يبنتي ، الستي صغيرتي الست امك التي لا ترفض لك طلب لا تحزني قلبي عليكي يا فلذت كبدي، لا تحزنيني من بعد رحيل ابيكي واخيكي ، انك كل املي ، انك سندي الأن صغيرتي هيا يكفي ، لقد بقيتي لمفردك ما فيه الكفاية اخرجي...صحيح ان سيرين ذهبت لتتزوج ولكن الهندسة لم ترحل انها تنتظرك هيا بنيتي هيا عزيزة امك اخرجيومن يمتلك قلب ك قلب هناء الرقيق لن يجرح قلب اما تفائلت خيرا فبنتها، لقد سجنت اوجاعها داخل تلك الجدران، سيرين علاقتهما خيانتها حبهما كل شيء سجنته هناك في تلك الغرفة وخرجت لأمها بوجه مبتسم ، وهناء جديدة هناء تحمل في داخلها مليون طعنة ، ولكن لا شيء فيها يدل على اي خدش...
اغلقت عيناها اخيرا بعد ان اتعبتها الذكريات، ارتدت سروالا رياضيا وقميص ونزلت كي تفطر معهم وتسلم على نسيب العائلة، كان شابا محترم الهندام ويبدو انه مصلي من شكل لحيته ، هيا لم يسبق ان حادثته ولا كلمته رغم سهولة الأمر الأن بسبب وسائل التواصل، واختها كانت محجبة ك امها هيا تعلم ذلك، لكن لم يخيل لها ان يكون النسيب ايضا متدينا، دخلت المطبخ وسلمت عليهم ومدت يدها قصد مصافحته لكنه لم يمد يده وكتفى برد السلام حتى انه لم يرفع ناظريه، تجاهلت حركته وجلست بجانب اختها وسكبت قهوتها واخرجت سجائرها واشعلت واحدا، كانت تشرب وتدخن حتى بان الإنزعاج على وجه خطيب اختها فأطفأت سيجارتها، وحملت كأسها وخرجت لحديقة المطبخ،
أنت تقرأ
بائعة الحب
Romanceكنت اسير في ازقة المدينة التي كرهت العيش فيها، فتغلغلت الى صدري رائحة الحب ، فشعرت لأول مرة انني ازور مدينتي.... مثلية ، قصة قصيرة ربما بجزء واحد او جزئين، منقولة من صديقتي ولست مسؤولة عن مصدقية الأحداث، لكنني انقلها بشاعرية ورومنسية اكثر ، كل الحقو...