"برُوحي مَنْ تَذوبُ عليهِ رُوحي وَذُقْ يا قلبُ ما صَنَعَتْ يداكَ،لعمري كنتَ عن هذا غنيًا ولم تعرفْ ضلالكَ من هداكَ،
ضنيتُ منَ الهوى وشقيتُ منهُ وأنتَ تجيبُ كلَّ هوى ً دعاكَ،
فدعْ يا قلبُ ما قد كنتَ فيهِ ألَستَ ترَى حَبيبَكَ قد جَفاكَ،
لقد بلغتْ بهِ روحي التراقي وَقد نَظَرَتْ بهِ عَيني الهَلاكَ،
فيا مَنْ غابَ عني وَهوَ رُوحي وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا،
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَ؟،
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَ،
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَ،
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَ؟
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَ،
وما فارقتني طوعًا ولكنْ دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَ،
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكَ،
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي وكانَ الناسُ كلهمُ فداكَ،
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني أفتشُ في مكانكَ لا أرَاكَ".
أنت تقرأ
حَدِيثُ المَساء.
Non-Fictionإذا أتَتْكَ مَعَ المساء رَسائلي فاعْلَمْ بِأَنَّ الشَّوْقَ أصْبَحَ قاتِلي، احْضُنْ حُروفي نَحْوَ صَدْرِكَ ضُمَّها..فَإذا شَمَمتَ العِطْرَ تلكَ أناملي. -الكَيان.