بداية الحكاية

114 17 17
                                    

مش كل اللي بنتمناه دايما بيتحقق بس اللي بيتحقق بيبقا احسن من اللي كنا بنتمناه و بننسي بيه كل اللي كنا بنحلم بيه فدايما خلي بالك من اللي بيحصل معاك في الدنيا و إن كل اللي عليك السعي مش النتيجة و إن خطة ربنا احسن من خطتك اللي انت راسمها

دي كانت آخر كلمات سمعتها من جدتي قبل ما تموت  ربنا يرحمها يعني علشان من بعدها الدنيا اتقفلت خالص و دخلت في فترة توهان
اهلا انا خالد شاب عادي زي اي شاب حلمه انه يدخل كلية طب و اجيب 99٪ علشان ابقي احسن من أحمد ابن خالتي يعني زي ما ماما فاكرة يعني بس في فترة الامتحانات جدتي ماتت ربنا يرحمها و انا بقيت مشتت كده لأنها كانت اكتر حد يدعمني بعد ماما و بابا و كانت مكاني اللي انا بهرب ليه من مشاكل الدنيا مبقاش موجود بقا الانسانة البسيطة اللي انا حبيتها راحت بعيد و سابتني طب ليه ربنا بياخد مننا الناس اللي احنا بنحبها يعني بس الحمدلله علي كل حال.
و بعد فترة من اللي حصل ده النتيجة قربت تظهر و انا جدتي ماتت في فترة الامتحانات فكنت خايف اوي و كان اقصي طموحي بعد اللي حصلي اجيب 85٪ مثلا ده اللي انا كنت متوقعه بس النصيب اللي ربنا كان شايله ليا كان عندو رأي تاني. و في يوم و الناس كلها متجمعه عندنا من خلان خالات و اعمام و عمات علشان يعرفوا النتيجة وقتها كنت خايف بجد اخذلهم و اضيع املهم فيا لحد ما كسر التوتر ده صوت خالتي و هي بتناديني بفرح عالي و انبساط و هي بتقول (92٪ يا خالد 92٪ يا خالد 92٪ يا خالد الحمدلله و الشكر ليك يارب الحمدلله الحمدلله) و امي دخلت في فرحة هيستيرية كده و خلاص شايفة ابنها بيحقق حلمها اهو و فجأة الدنيا بقا كلها هدوء و سكوت و انا سرحت في خيالي و في العالم بتاعي لأني مكنتش مصدق لحد ما جه في بالي إن ربنا  لما بيعطي بيخليك تنبهر لأنك مكنتش متوقع كده بس انت مش بتبقي عارف الخير مستخبي فين و انك لما تتعب و في الاخر متلاقيش نتيجة لتعبك بقا و تقول طب انا عملت اللي عليا بس ملقتش نتيجة للي عملته طب هو ربنا نسيني فين نتيجة تعبي ساعتها ربنا بيكون شايل تعبك لحاجة معينة تخليك تدمع من الفرحة لأن اختيارت ربنا ليك بتبقي احسن من اختياراتك لنفسك و ان اللي ربنا راسمه ليك احسن مية من اللي انت راسمه لنفسك لأن ربنا عارف الخير فين ليك انت. و في وسط ما الناس فرحانة و كلو تمام و الدنيا معاك بقت زي الفل دخلت انام بقا و فعلا شعور انك تنام و انت محقق اللي نفسك فيه حاجة حلوة بصراحة
تعرف طيب يا صديقي إن زي ما معرفتش تنام في ليالي قبل كده من كتر الزعل و الخنقة إن شاء الله هتلاقي ليالي متعرفش تنام من كتر الفرحة.
كل اللي بفكر فيه المرحلة الجديدة هتبقي عاملة ازاي و الكلية هتبقي ازاي و انا هبقي مع مين و ياتري هحقق حلمي و ابقي احسن واحد هناك كده يارب انا في أحلام كتير في بالي حققهالي كلها يارب.

    
                                              2/مرحلة التغير

بعد كام شهر من ظهور النتيجة و الفرحة الهيسترية اللي كنا فيها كلنا و قدمت في كلية طب لأن طب وقتها كانت بتاخد من 92٪ يعني
قدمت في كلية طب في القاهرة و إن شاء الله تبقي رحلة تغير للأحسن إن شاء الله.
او ده اللي كنت فاكره لحد ما قابلتها هي بنت زي القمر كده
اسمها داليا بدأت قصتي معاها لما كان فيه شباب بيعاكسوها وانا دافعت عنها و اتعرفت عليها وقتها و بقيت اكلمها كده و زي ما تقول كده لقيت العوض و بقيت اكلمها طول اليوم و بقيت اقول هي دي اللي هتسندني و هي اللي هتكمل معايا و عدي فترة كده و احنا مع بعض و عدي اول سنة من الكلية و كانت عادي كده جبت جيد جدا و الحمدلله يعني شاركتها معاها و فرحت معاها و بقيت اعتبرها كل حاجة في حياتي اصلا بس مكنتش اعرف ان الحلو دايما مش نصيبه يكمل و دخلنا علي تاني سنة و انا داخل معنوياتي مرفوعة كده  علشان اثبت نفسي كده بس هي بقا كان عندها رأي تاني كانت عايزة افصل قاعد معاها كتير و بقيت بستهتر بكل حاجة و بسببها اهملت مذاكرتي بقا و الكلية برضو و مبقتش انزل الكلية يعني و بقيت بتهرب من المواعيد اللي ورايا علشان انزل اقابلها ما هي بتقولي وعد مني هبقي معاك للنهاية و هفضل معاك للآخر فخلاص مش فارق معايا حاجة هي معايا يعني هعوز ايه تاني.
و دخلنا علي فترة الامتحانات و انا مش عارف اي حاجة في المنهج دانا كنت بقول لأمي هنزل الجامعة و انا اصلا بنزل اقابلها يعني دانا حتي ليلة الامتحان مفتحتش كتاب و كنت بكلمها بس بتقولي مش فاضية انا بذاكر روح اعمل اي حاجة
ليه يعني تقولي كده الامتحانات هتعمل ايه يعني ماحنا مع بعض.
و بعد فترة الامتحانات بقا ظهرت النتيجة و انا عارف اني لو نجحت هبقا جيد حتي
بس المفاجأة اني جيد مجبتهاش اصلا و سقطت و هعيد السنة برضو
و لما انا خارج مع صحابي عادي بفك عن نفسي وصلت ليا رسالة كنت دايما اسمع عنها و اشوفها مع الناس بس اول مرة اكون منهم و احس شعورهم ده
لقيت داليا بتقولي مش هينفع نكمل مع بعض انا مش هقبل واحد ساقط و أحلامه كلها ضايعة
سمعت الرسالة دي و انا مش قادر اعمل اي حاجة حسيت اني مت حرفيا ليه هي تعمل كده رجعت البيت و انا في دماغي مليون سؤال ليه و اشمعنا و ازاي و مش فاهم
ليه هي تعمل كده بعد ما العشم خدني لأبعد طرق و كنت راسم أحلامي عليها و كنت فاكر خلاص اننا هنكمل مع بعض و انها اللي هتسندني
اشمعنا هي اللي عملت معايا كده دي كانت هي الوحيدة اللي انت كنت متأكد ان لو كل الناس ضدي كانت هتبقي جنبي و معايا  و لو الظروف ضدي هتقف معايا
ازاي قدرت تعمل كده ازاي هان عليها تعمل كده ازاي تستحمل تشوفني مكسور كده و عادي
مش فاهم ليه من الأول طب اختارتني انا مش فاهم ليه من اول مشكلة سابتني و نسيت وعودها عادي كده
طب ليه من الاول بتديني وعد هي مش قادرة تعمله ليه من الأول تعمل معايا كده
كنت مستعد اضحي علشانها بأي حاجة بس يوم ما هي حبت تضحي ضحت بيا انا و اختارتني اكون الضحية مكنتش متوقع ان في ناس كده
و قعدت فترة بعدها كل اللي بعملو قاعد لوحدي و حاضن مزيكتي و كوبايتي و شوية بن و كتاب بقرأ فيه
و في مرة قررت اقعد مع صحابي و نزلت قعدت معاهم و لقيت واحد فيهم بيشرب سجاير ف بسأله ليه بتشرب و تعمل في نفسك كده قالي رد معظم الناس بتقوله اصلا
قالي (علشان انسي الهم و المشاكل بشرب علشان انسي)
فقولت ليه (طب وريني كده) و خدت نفس منها كده و بدأت اكح اكح و مش قادر بس كنت بقول نفس صغير مش هيعمل حاجة مكنتش اعرف ان نفس هيجر معاه نفس ورا نفس ورا نفس لحد ما يوصل لحاجات أسوأ بكتير بقيت انزل معاهم علشان اعمل زي ما بيقول هو كده اشرب علشان انسي و مرة في مرة لقيته بيشم حاجة كده و بقا دايخ و مش واعي هو بيقول ايه قولت اجرب و كده كده مش هيحصل حاجة يعني حاجة صغيرة مش هتعمل حاجة كده بس دايما الطريق اللي بنبدأه ب دي حاجة صغيرة مش هتعمل حاجة آخرته وحشة و مش هتعجبنا مكنتش اعرف اني بسببها هدخل في الطرق دي كلها ربنا يسامحها بقا
و لما امي لاحظت اللي انا بعملو ده و خدت بالها من تصرفاتي و اللي انا بعمله ده غضبت عليا و في يوم و انا راجع دايخ بعد القعدة معاهم مسكتني و قالتلي (ليه يبني تعمل في نفسك كده  ليه تضيع نفسك ده مش خالد اللي انا عارفاه ارجع يبني عن اللي بتعملو بطل اللي انت بتعمله يا خالد  ده مش خالد اللي انا عارفاه مستحيل يبقا ده خالد اللي انا عارفاه لا لا لا لا ده مش خالد انا ابني احسن من كده مية مرة فين وعودك لجدتك و الوعود اللي انت قولت هتنفذها ولا انت طلعت من الناس اللي بتقول و مش بتعمل حاجة)
الكلمات دي وقعت عليا زي الحجارة و حسيت ان في حاجة غلط بس مش قادر اتغير مش قادر اعمل اي حاجة بضعف قدام الحاجات اللي بشربها دي و كالعادة اروح اشرب و ارجع اكون ناسي اللي حصل و بعد ما سمعت كلام امي ده زعقت معاها و قولت (ملكيش دعوة بيا سبيني اعيش حياتي محدش ليه دعوة بيا انا عارف مصلحتي فين محدش يكلمني ابعدوا عني كلكم)
ردت عليا و قالت (انا هبعد عنك اهو و مش هكلمك و هبقا غضبانة عليك بس انا مش عايزة امشي من الدنيا و انت لسة علي حالتك دي) و امي بعدها دخلت اوضتها و هي حاطة ايديها علي قلبها و زي في حاجة كاتمة عليها كده بس انا عملت نفسي مش شايف
و طلعت الأوضة رميت نفسي علي السرير و نمت بقا و حلمت حلم غريب جدتي جاتلي في مكان و انا قاعد لوحدي و لقيتها حاطة ايديها علي كتفي و بتقولي (مالك يا خالد متغير ليه
وعودك فين مش انت اللي كنت بتقولي مش هبقي مستسلم و اليأس مش هيتمكن مني و مش هدخل في اي سكة حرام و وحشة و هفضل احارب و اعافر و اوصل للي انا عايزه علشان
افرحك بس انت بتصرفاتك دي مش بتفرحني انت بتحزني يا خالد ارجع يا خالد عن اللي بتعمله)
و صحيت كده و انا جوايا شعور غريب جوايا مش عارف انا بعمل ايه اول مرة الاقي صحابي يرنو عليا علشان ننزل نشرب الزفت اللي هما بيشربوه ده و كنت بقولهم لاء و رحت لأمي بوست ايديها و صالحتها و وعدتها اني هتغير و هبقي احسن و هجتهد في آخر سنتين في الكلية علشان ابقي حاجة كبيرة كده
و هنا جالي الشعور من جوايا اني انزل الجامع و اتوضيت لأول مرة من فترة و نزلت صليت و حسيت براحة كده و قابلني شيخ كده و قالي انت مين يا ابني قلتلوا انا خالد ابن البشمهندس ابراهيم اللي ساكن في أول الشارع و قلتلوا عايز احكيلك حكايتي و حكتلو كل حاجة حصلت ليا من اول ما عرفت داليا لحد ما حلمت حلم جدتي
لقيته بيقولي (ربنا غفور و بيغفر الذنوب و إن كل اللي بيحصل ده بيبقا ابتلاء من ربنا علشان ترجع للطريق الصح تاني طب تعرف ان ربنا ساعات صوتنا بيوحشه ايوة زي ما بقولك كده ساعات ربنا يفضل يحطك في ابتلائات علشان تدعي ربنا و تفضل تدعي و تدعي علشان لو البلاء اتشال من عليك ممكن متدعيش تاني ف دايما البلاء زي ما هو وحش فهو طريقة برضو لرجوعك لربنا طب تعرف ان مصيبة بسببها تدعي ربنا احسن من مية مرة من نعمة متخليكش تدعي ربنا مش كل حاجة وحشة بتحصل للواحد بيبقا ده نهاية الطريق لاء ساعات الوحش ده بيبقا مرحلة تغيير للأحسن و بداية للصح  و دايما افتكر انك مهما كنت وحش باب التوبة بتاعت ربنا مفتوح و مستنيك في اي وقت)
بعد كلماته دي حسيت اني رجعت للدنيا من جديد و اتولدت من جديد حسيت اني رجعت خالد اللي انا عارفه اللى كل بيحبه خالد اللي بيعمل كل حاجة ترضي ربنا و بعد فترة بقا من الإبتعاد عن صحبة السوء و الرجوع لطريق ربنا الحمدلله جدتي زراتني في المنام و لقيتها بتقولي(انا فخورة باللي انت بتعمله و كنت متأكدة ان وعودك هتححقها و توفي بيها كمل يا خالد الطريق لسة طويل و محتاج معافرة حلمك يستاهل تعمل كل اللي تقدر عليه انت قدها كلن عايزين نفرح)
و امي بقا كانت مبسوطة بالتغير اللي حصل ده و حسيت اني بدأت حياة جديدة فعلا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هدايا من الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن