في ذلك الزقاق الذي إعتاد ذاك الصغير العيش فيه منذ أن وعى .. فوق تلك الكراتين التي تعتبر سريره .. يقبع جسم غريب ظنّه بداية قطّة لكن مع إقترابه تفاجأ بجسد طفل يحجبه لحافه الصغير الذي يحيط به و بجانبه حقيبته الخاصة
طفل في شهره الثالث ربّما نائم .. حقيبته التي تحوي ثلاث علب من الحليب و زجاجة الرضاعة و بعض الملابس و كثير من الحفاظات .. من وضعه هنا حرص على الحفاظ على صحته !
في شارع و فكّر به لما رماه إذا .. سوكجين و رغم كونه في العاشرة و الذي لا يذكر نفسه منذ متى هو هناك تضايق من إحتلال تلك الكتلة لسريره الثمين .. كان سيبعده أو ربّما سيرميه في الحاوية لكنه وجد رسالة
و كيف يستطيع مشرّد مثله القراءة .. لا أحد يعلم حتّى هو .. أخذ الورقة بسبب فضوله و قرأها
"سوكجين إعتني به أرجوك .. يدعى جونغكوك"
تجاهل الطلب و ركّز مع إسمه .. من هذا الذي يعرفه و يطلب منه الإعتناء بشخص لا يعرفه .. فكّر ربّما علم بإسمه عن طريق الصدفة فهو معروف في هذا الحي
لم يهتم أكثر و ألقى تلك الورقة و أبعد ذاك الغريب واضعا إيّاه فوق كرتون بعيد عن سريره و قرّر أن يغطّ في نومه رغم أنّها لا تزال السابعة مساءا
في منتصف نومه الثمين أزعجه صراخ و بكاء ذاك الطفل الذي يتلوّى محاولا فكّ نفسه من عقدة اللحاف ..
نهض بإنزعاج و ملامحه جامدة و إقترب للآخر الذي خفّ صراخه عندما رفعه جين
_ماذا .. ما الذي يبكيك .. عليك أن تغلق فمّك لأنّي أريد أن أنام
ثم أعاده مكانه ليبكي من جديد و لغضبه وضع يده على فمّه يحجب صوته .. للحظات حتّى أدرك أنّه يخنقه .. تأفّف بغضب و أخرج حليب الآخر ليعطيه إيّاه فهو مدرك سبب بكاءه
جين و رغم صغره إلّا أنّه واع .. أكبر بعشر سنوات من عمره بسبب حياته التي علّمته الكثير
_أنا أيضا جائع .. هذا ظلم
قالها لذاك الذي يمتصّ حليبه بنهم في حضنه .. محاولات سوكجين اليوم بالعمل باءت بالفشل .. حاول التسوّل و لم يهتمّ أحد .. حاول السرقة و أمسكوه .. حظّه كان عاثرا و هو فكّر أن ذاك الصغير هو السبب .. أحضر معه سوء الحظ
بعد أن غفى جونغكوك .. حدّق جين بعلبة الحليب أعدّ لنفسه زجاجة علّه تسكت عصافيره و نجح بذلك لينام هو الآخر
حمل ذاك الرضيع الذي يحدّق به و يحاول محادثته و ملامسته بيده التي تحاول الوصول إلى وجه الأكبر .. ثم توجّه لمركز الشرطة
_ما المصيبة التي إرتكبتها سوكجيناه
قالها أحد الضبّاط الذي يعرفه فهو دائما ما يلقى القبض عليه .. و لكثرة أخذهم لملجئ و هروبه المتكرّر يئسوا و تركوه في حاله
_أحدهم وضع هذا الطفل في منزلي لذا خذوه للملجئ
أجل ذلك الزقاق هو منزله و لا يسمح لأحد بالإقتراب منه
أنت تقرأ
Home || قلب يتسع للجميع
Randomهل يمكنك البقاء بجانبي حتى في ذبول روحي و بهتان شعوري حتى عندما أصبح شخصا باردا لا مبالي عندما تظن أني لا أحبك و لا أريدك و أنا فقط متعب من الداخل هل يمكنك
