قبل بزوغ الفجر بدقائق وعند احد الشواطئ النائية والبعيدة
عن ضجيج المدينة جلس الرجل مع ابنه الوحيد الذي لم يتجاوز
العاشرة من عمره يعدان العدة للخروج في رحلة صيد بقارب
صغير استأجراه لهذا الغرض. كان الرجل يريد الترويح عن ابنه
الذي اصبح منطويًا على نفسه مؤخرا بسب وفاة امه قبل اشهر
قليلة مضت.لم يكن الفتى متحمسا للرحلة لكن والده حاول رفع
معنوياته وأثاره حماسه قائلا:( لقد كنت مثلك أول مرة حاول فيها أبي أخذي لرحلة صيدي لأولى..
لم أكن متحمسًا على الاطلاق لكن بمجرد ان اهتز خيط الصنارة
في يدي تعلق قلبي بالصيد مثلما علقت سمكتي الاولى في الخطاف
ذلك اليوم وأنا واثق ان الشيء نفسه سيحدث معاك)لم يبد الفتى حماسا حتى بعد كلمات ابيه المشجعه له لكنه استمر
بمساعدة والده في تحميل القارب بها يحتاجانه لتلك الرحلة كانت
المنطقة التي اختارها الرجل منعزلة جدا وهادئه قلها يشاهد فيها
احد سواء للصيد أو التنزه لكن تعلقه عاطفيًا بالمكان كان الدافع
الاول وراء اختياره للصيد هناك مع ابنه بالاضافة إلى وفرة الاسماك
بسبب قلة الزوار لتلك المنطقة.بعد ساعه من الابحار بالقارب.توقف الرجل وطلب من ابنه البدء برمي الصنانير التي اعداها
سابقا. رمى الفتى ثلاث صنانير في الماء بعد ما علق والده الطعم
فيها. امسك كل منها بخيط وربطا ثالث في مقدمه القارب
بدأ الرجل يتحدث مع ابنه وكان الحديث ذا شجون تحدث فيها
ولاول مره عن مشاعره منذ وفاة امه وكيف انه كان يفتقدها
بشدة. لم يصطد الاثنان شيئا ذلك اليوم لكنهما كسبا حديثا جميلا
افتقداه منذ أشهر
بدات شمس بالمغيب فهم الرجل بالعودة لكن ابنه أخبره بانه
يرغب بالبقاء مدة اطول عله يصطاد سمكته الاولى.أبتسم الرجل
ولم يرفض طلبه رغم معرفته بأن البقاء في البحر ليلا خطر في حال
تعرض لأي عارض مفاجئ لكنه وافق بشرط ان يعودا فور نزول
قرص الشمس واختفائه من الافق. هز الابن رأسه ومبتسما بالموافقة
ورمي خيطه في الماء بعدما جدد الطعم بعدما جدد الطعم على الخطافمضى الوقت المحدد ولم يصطد الفتى شيئا فاخبره والده انهما يجب ان يرحلا ووعده بالعودة غدا للمحاولة مرة اخرى فقد استاجر القارب لمده اربعة ايام وما زال أمامها وقت كاف للصيد . ابتسم الفتى وبدا يسحب
خيطه ليتمكن أبوه من التحرك والعودة نحو.