عودة الإبن الغائب 3

975 55 16
                                    

كان من المفروض أن تنتظر الأسرة عام بعد وفاة الحاج منصور ليتم الزفاف بين صافية وماهر و لكن الحاجة صافية طلبت طلب غريب جدا وإجتمعت بهم فى بيت الحاج عثمان بعد 6 شهر وقالت: أنا شايفة إن كفاية تأخير كده ونجوز صافية..

عثمان : وتمام السنة ياعمتى؟

دى كلها حاجات إحنا اللى إخترعناه ولو قعدنا حتى 100 سنة مش هاننسى اللى مات.

هنية: الناس تجول إيه؟

شيلى الناس من دماغك ياهنية ترتاحى, الميت ميتنا والفرح فرحنا وإحنا أحرار.

عثمان : بس تبجى عيبة نعمل فرح قبل تمام السنة.

أنا أرملة الميت وبأقولك أنا موافقة , حدد ميعاد الفرح وملكش دعوة بالناس.

اللى تشوفيه ياعمتى...

إقتربت صافية من عمتها وسألتها: عايزة تجوزينى دلوقتى ليه ياعمتى؟

يابنتى محدش ضامن عمره وأنا عايزة أشوفك عروسة وأفرح بيكى ويمكن ربنا يدينى العمر وأشيل ولادك.

متقوليش كده ياعمتى ربنا يخليكى لى...

نفذ الحاج عثمان أوامر عمته الحاجة صفية وأبلغ الحاج على بإتمام الزفاف وتم تحديد اليوم ودعوة الناس وأقام الحاج عثمان زفاف كبير ,طبعا إنتقدهم الكثيرين ولكنه أخبرهم بأنها رغبة الحاجة صافية

ووقفت هى ترحب بالمدعوين لتثبت لهم موافقتها على الاحتفال , وتم زواج صافية من ماهر وإنتقلت للعيش فى بيت أهل زوجه أخذ ماهر أسبوع واحد فقط إستراحة من عمله فى الأرض ليكون بجوار عروسته ,إهتم بصافية وظل بجوارها ولكنه عاد لعمله وتركها, شعرت بالغربة والوحدة فى البيت وعاشت مع أهل زوجها كإبنة لهم ,أحبها حماها جدا وحماتها وكان ماهر زوج طيب , يعاملها بكل حب وإحترام وإعتادت على حياتها فى بيت العائلة ,تستيقظ صباحا وتعد الفطار ويأكلو معا ويذهب الحاج على وماهر لأعمالهم وتقوم صافية بالإشراف على تنظيف البيت وطهى طعام الغداء , كانت تشعر فى بعض الأحيان بالملل لأنها تعتبر حبيسة البيت وهى لم تعتد على هذا ولكنها كانت تزور أهلها وإخوتها بإستمرار ومرة واحدة أخذها ماهر للقاهرة لتزور عمتها, لم تكن سعيدة كما تمنت وشعرت دائما بأنها ينقصها شئ ولكنها لم تخبر أحد بإحساسها وتظاهرت بالسعادة أمام الجميع فمن غير المعقول أن تكون عروس جديدة وحزينة وأيضا لم يكن لديها سبب لتكون تعيسة فهى فى بيت عائلة تحبها ومعها زوج حنون وطيب.

بعد شهران من زواجها جاء الخبر السعيد صافية حامل ... وفرح الحاج على لأنه سيرزق بأول حفيد, كانت صافية سعيدة من قلبها ولأول مرة منذ أن تزوجت لأنها ستصبح أم وربما هذا هو مكسبها الحقيقى من هذا الزواج, وجاءت الحاجة صافية لتبقى عند إبن أخيها حتى ميعاد ولادة صافية, أرادت أن تكون موجودة و تحمل حفيدها بين يديها , مرت شهور حمل صافية طبيعية بلا أى مشاكل وإهتمت بها عائلة زوجها جدا ولكن الحاجة صافية طلبت أن تبقى فى بيت أهلها فى آخر شهر ليستطيعو العناية بها ووافق ماهر ولم يعترض, وضعت صافية مولودها الأول وشعرت بالسعادة وهى تضمه لصدرها وتركت إختيار الإسم لماهر فقال: نسميه محمود ..

سأكتفي بك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن