حادِث

436 18 27
                                    

22 March
Saturday
2 : 15 PM

يهِمُّ صاحِبُ الشعرِ الأسوَد مُغادَرة منزلِه
الوَاقِعِ وسَط المَدِينة لِزيارةِ والِديهِ
القاطِنينَ في القريَة المُجاوِرَة
فقد إِنتَقل مؤخّرًا إلى المدِينَة
بِسبَبِ عملِه الذي حريَ بِه
السكنَ قُربًا مِنه

لذَلِك يزورُ والِديه في كُلّ عُطلَة
لِنِهايَةِ الأسبُوع فهوَ اِبنُهُمَا الوحِيد

يعشقُ والِداهِ ويعشقانِه
أجل إنّهُ "مدلل البيت"

يرتَدِي قمِيصًا يمِيلُ لونهُ إلى الخَمرِي
وبِنطالًا أسوَد بِتصميمٍ مُبتذَل

حمَل حقِيبَته التي قد وضَع بِقلبِها
حاجاتِه الشخصيّة مِن ملَابِسٍ
ومستلزماتٍ خاصّة

سيقضِي يومَانِ بِرفقَةِ والِديه
في منزِلِهم البَسيط
هكذَا إعتَاد أن يفعل نِهايَةَ كُلِّ أُسبُوع
قبلَ أن يعُودَ لِلعمَل وحيَاتِه الروتِينِيّة مِن جديد

خَرج مِن شُقَتِه وقد تأكّد
مِن عدم نِسيَانِه لِأيِّ شَيءٍ

ركِبَ سيّارَتهُ أخِيرًا
وانطَلقَ نحوَ وِجهَتِه

وفي طرِيقِه إلى هُنَاك ..
رنَّ هاتِفُه ..

نظَرَ إلَى الهاتِف لِيَجِد أنّها مخطُوبَته

*غرِيب! ليسَ مِن عادَتِها
الإتّصالُ في مثلِ هذا الوَقت*

لم يُجِب على إتّصالِها خوفًا
مِن الحُصولِ على مُخالفَة
وهذَا لا ينقُصهُ أبدًا ..

أكمَل طرِيقه وعِندَما وصَل للمُنحنى
ظهَرَت أمامهُ فجأة شاحِنةً طائِشَة

داسَ على المكابِحِ بِسُرعة
مُستدِيرًا نحوَ اليَسار تجنُّبًا لتِلك الشاحِنة
غيرَ آبِهٍ لِما قَد يحدُث للسيّارة بعدَ ذلِك
فقَد أصبحَ بِنصفِ وعيهِ تقرِيبًا

تمّ نقلُه بالإسعافِ في حينِ كانَ
فاقِدًا للوعيِ تمامًا

هل ستبقين؟ | LHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن