ليلةٌ صيفية زرقاء ، لا أحد فقط أنا و القمر نُحدق كلينا بلآخر في تيه ، أشعِلُ سيجارة تلو الأخرى ، فمنذُ أن هربتُ من قبرص الى روما لا شيء على ما يُرام ، يبدو لي أن ثمن الحُرية ليس بزهيد، لكن لا شيء سيردعني بعد الآن ..ليس بعد أن كسرتُ أصفاد العبودية ، رُغم أن الخوف ينهش دواخلي و يتغذى بفكري لن أسمح لأي كائن كان بأن يمُس راحتي، سأتحول لمسخ قاس ان كان الأمر يعني جرحي الغائر
دهستُ السيجارة الأخيرة و شعرتُ بأني سأجن ، أدمنتُ رفقتها لشفاهي فما سواها يملئ فراغ الوحدة ويدواي مزاجيتي السحيقة
جفلت حينما حطت يدٌ على كتفي
أتُريد واحدة؟
همس في إيطالية لا تشوبها شائبة
نظرتُ له لعدة ثوان اتفحصه ، هو لا يبدو إيطاليًا البتة ، لكنهُ يتقنها بشدة
غرازي أيه الرفيق
سحبتُ سيجارة دون تردد
لا تبدو لي من هُنا
ولا أنت
أحقًا؟ ظننتُ إيطاليتي مُتقنة
لا أقصد إيطاليتك بل أعني مظهرك
نفثتُ دخان سيجارتي
آه ذلك.. أنا نصف إيطالي و نصفُ كوري، ماذا عَنك؟
أنا كوري بالكامل
كيف تُجيد الإيطالية؟
أتردد الى هُنا بين الفينة و الأخرى، ولما أنت فضولي بهذا الشكل؟
ليس فضولًا البتة، هذا مُقابل السيجارة
أراك تستغل المواقف جيدًا
بإمكانك أن تقول ذلك، بالمُناسبة أنا تايهيونغ و أفضل أن تدعوني ڤان
سُررت بمعرفتك ڤان ، أنا جونغكوك أو جونغ فقط ، لكن لا أظن بأنك ستراني مرة أخرى
و لما ذلك؟ أستغادر إيطاليا؟
ليس إيطاليا لكنني سأغادر روما في غضون إسبوع
اذا بإمكانك أن تحضُر عرضي في دار الاوبرا بعد يومي-
و قبل ان يُكمل حديثه سحبتهُ ناحية الزُقاق الخلفي و أسندت جسده ناحية الحائط ، وضعت كف يدي مُلثمًا فمه
نظر لي بعيون منفتحة على وسعها و أراد ان يفك قبضة يدي المُشددة
لكنني شددت عليه و أشرت له بسبابتي أن يصمت ففعل
أنت تقرأ
morpho menelaus | KV
Romanceصانعُ الحياة ذلِك الأزرق، يخيطُ إلهامي و يُصلح الشرخ وسط قلبي، يُحدثُ الصخب فيني أنا الجامد -يوليو ١٩٩٠ ، روما