أشجارُ غار الكرز على طول الطَريق، الهواءُ يلفح شُعيرات رأسي، و أشعةُ الشَمس تتسربُ إلى بشرة جِلدي، أقود سَيارتي اللمبرغيني ديابالو، إنه إصدار جديد لهذه السنة، لكِنه صيد سائغ، أدندنُ بغمغماتي المُعتادة، صيفُ إيطاليا لطالما كان يُعيد لي الكثير من الذكريات، التي تُنعش قلبي المنهوش، كالنسيم الذي يغدغني بشعورٍ سماوي، أخشى أن لا أعود أشعر بهذا من جَديد، أخشى أن أتمناه ولا يعود، أخشى لذة اللحظات التي تُنسيني أي وحش أكون، أن أنسى ما صنعوه مني، و إرتسم في كف يدي كالقَدر، القدر الذي أوهبنا إياه الخالق
رجوتي و غايتي أن أجد هويتي، و إن لم أملك واحدة، فهل لي أن أصنع لي هوية مني؟ يُرعبني ظل اللاإنتماء، أن أكون حاملًا لهوية لا تُشبهني، فماذا يُشبهني؟ و ما كُنت سأكون لو أن قَدر الخالق لم يقُدني إلى هنا، بأي لون كُنت سأتلون، و أي شكل كُنت سأتخذ، و هل كان ليكون في قلبي أغلالٌ مُتشابكة، و مُدن لا تنام في ضجيج تيّهي؟
أزرار القميص اللعين خانقة، و ها قد عادت نوبة الهلع من جَديد، أنفاسي مُضطربة، كل شيء يتحول لضبابي، أوقف السيارة على جانب الطريق السريع، لن أتمكن من القيادة بهذا الحال
خرجت لأستنشق بَعض الهواء، كانت هُنالك بضعُ منازل مُتفارقة، لطالما أدهشني كيف لأشخاص أن يعيشوا في مناطق نائية كهذه، يُذكرني الأمر بطفولتي كثيرًا، حينما كُنت أقود دراجتي الخشبية في ريف كوريا، و كانت والدتي تنشرُ الثياب على حبل الغسيل، و تنظر لي بإبتسامة غناء، و كثيرًا ما تُنشج بتهويدة السماء، تغمرُني بأحضنها المُكلكلة بعطر الياسمين
"خُذ هذه"
نظرت لي بعينها اللوزيتيننظرتُ لها مُستفسرًا عن السبب
"تبدو لي حزينًا للغاية، عيناك ذابلتان، و لذا أردت أن أقدم لك هذه الوردة"
إبتسمت لي الصغيرةبادلتُها الإبتسام و أخذتُ الوردة
"هل تقرأين الأعين؟"أطبقت إصبعيها الصغيرتين على بعضهما
"قليلًا فقط""أنتِ ماهرة بالفعل"
مسحت على شعرها"لكن ماذا تفعلين هُنا؟"
"أنا أبيع الورد مع أمي"
أشارت بالسيدة الواقفة بعيدًا
"لكِن..لكِن هذه والدتي!!"
بدأت ألهث من جديد و بشكل سريع تركُت الفتاة و ركضت ناحية أمي"أماه..أماااه.. أم.."
حالما اقتربتُ منها ماسحًا دموعي، حاولتُ لمس وجهها
لكِنها..إختفت.. تبددت كالسَراب
أنت تقرأ
morpho menelaus | KV
عاطفيةصانعُ الحياة ذلِك الأزرق، يخيطُ إلهامي و يُصلح الشرخ وسط قلبي، يُحدثُ الصخب فيني أنا الجامد -يوليو ١٩٩٠ ، روما