part six

69 12 10
                                    

بعض الاحيان أن تتجاهل الامور التي غادرتك خير من ثقل التفكير بها، فما يحدث سيحدث ولن يعود الزمن بك لتغييرها


كانت شابة يافعة تبدو في أواخر العشرينيات ذات شعر بُنيًّ طويل وعينين بلون العشب الاخضر وبشرتها بيضاء تكاد أن تُرى عروق شرايينها لشدة بياضها وفستانها الاحمر الذي ترتديه زادها بياضًا

ما أن رآها آندرو أختفى الرجل القوي المخيف ذو الملامح المرعبة وظهرت ملامح البراءة والخوف فقال متفاجئًا: " مالذي جاء بكِ عزيزتي؟ "

 وضعت سبابتها المرتجفة  على شفاهها الوردية رادة عليه بحنق وحزن: " صه، لا أريد أن أراك بعد الآن "

نهض بسرعة محاولًا إمساك يدها قائلا: "روز اسمعيني أرجوكِ" 

نزلت دموعها من عينيها التي أحمرت حرقة تماثل بذلك غيض قلبها مبعدةً يده: " كيف خدعتني طوال هذه السنين؟ "

وهنا وقعت عينها على أوليڤيا تعجبت كونها جالسة أمامه وعلى نفس الطاولة حدقت بها بازدراء وغضب مردفة وهي تؤشر ناحيتها: " أهذه هي ابنتك؟! "

نفى هو برأسه بقلة حيلة : "لا.. لا.. أرجوك أن تتفهمي…" 

اسكته صراخها بأعلى صوتها: " أتفهم ماذا آندرو؟!، أخبرني "

لم تستطع كبح هطول امطار دموعها  فغطت وجهها ووقعت ارضًا على ركبتيها باكية، وجميع من كان حاضرًا شعر بالحزن عليها بما فيهم أوليڤيا التي نهضت لتجلس الى جوارها: " أرجوك توقفي "

وآندرو تراهُ مكبلًا واقفًا تائهًا عاجزًا عن حل عقدة حياته التي تشابكت خيوطها الغليضة

مسحت وجهها روز  من الدموع واسندت نفسها واقفة ناظرة لآندرو بنظرة حادة :" لقد فعلت الكثير كي تتقبلك اُمي، لقد تحملت أن أُهان لأجلك، وانت مالذي فعلته لأجلي؟!"

هناك حديث يأبى الخروج من جوف آندرو،عض باطن شفته السفلى يَكاد أن يملأ فمه دمًا،تسارعت دقات قلبه وهو يرى روز منتظرة إجابة منه

علمت حينها أنه لا يمكن أن يجيبها فأمسكت بطرف فستانها هامة للخروج قائلة:"فالتخرج من حياتي"

أسرع بخطواته ناحيتها ممسكا بذراعها لكنها نفضتها من دون ان تنظر اليه حتى

سارت جهة الباب الخارجي والتفت اليه نظرة أخيرة غاصة بحرقتها

بينما هو كان متسمرًا وهو ينظر اليها بحزن حتى ودعت عيناه عربتها الراحلة

وقف طويلًا بمكانه يتوعد بداخله وصورة روز وظل إمرأة إخرى تتردد امامه

  إنتبه على نفسه وخط خطواته عائدًا الى طاولة الطعام وأشر إلى اوليڤيا أن تجلس هي الاخرى بانزعاج وفعلت بطاعة تامة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أوليفيا-إبنة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن