بداية المأساة

61 5 4
                                    


المدينة التي ولد فيها بطلنا تُدعى أرض الساكورا وذلك لكثر أشجار زهرة الساكورا فيها والمناظر الخلابة والجميلة التي تحيط بالمدينة. والتي عاد إليها بطلنا الذي أصبح شاباً يافعاً بعد أن غادرها وهو صغير في سن الثامنة من أجل ان يتدرب ويطور من قدراته الجسدية ويحسن مهاراته القتالية وأيضاً لأنه تم قتل عائلته أمام عينيهِ ولم يستطع حتى أن يبكي او يصرخ او يفعل أي شيء في وقتها وقد الحقه ذلك بمشاعر هائلة من الحزن والغضب أصبح يلوم نفسه لأنه لم يكن قوياً في وقتها ليحمي من يحبهم واكتفى بالصمت وهو مختبئ لأن والده طلب منه ذلك ليحميه، منذ تلك اللحظة قد قطع وعداً لنفسه الا وهو الإنتقام ممن كان وراء ذلك، بالنسبة لمقتل اهل الفتى الصغير لأنهم تم كشفهم بأنهم وراء عدة مشاكل حصلت والتي أصبحت تهدد مصالح بعض شخصيات الحكومة الفاسدة، نعم لقد كانت عائلة هذا الفتى من المقاومين لعدوان وبطش هذه الحكومة الخبيثة بالخفاء.

""لا يمكنني أن انظر للماضي إلا لأجل اخذ العبرة منه، وإنما انا أتطلع للمستقبل الذي يكون خالٍ من اخطاء الماضي""

بعد ان عاد الغراب لمدينته كان اول مكان قصد إليه هو منزله وحين دخل البيت كانت ما تزال جثة والده و والدته ملقيتان على الأرض وقد تحولتا إلى هياكل عظمية، يعتصر قلبه الألم واراد دفنهما فحفر قبريهما ودفن والده أولاً ثم أراد حمل والدته فسقطت يدها وانفتح كفها وكانت هناك قلادة فضية ذات تصميم غريب التقطها الغراب و احتفظ بها كتذكاراً وبعد ان انتهى من دفنهما بدء بالتفكير إلى اين عليه ان يتوجه تالياً ثم قرر الذهاب إلى المدينة السفلى.

"أرض الليل الأبدي" هذا ما تسمى به هذه المنطقة تحت الأرض والتي لا يصلها ضوء الشمس ولا ضوء القمر لأنها اشبه بمدينة كاملة مبنية تحت سطح الأرض ومن يحكمها ويديرها هو أحد أفراد الحكومة الأربعة الذين يحكمون هذه البلاد، يصل بطلنا الملقب بالغراب الى هذه المدينة حيث يقوم بالتجوال في شوارعها وازقتها لمعرفتها اكثر.

وبينما كان ماراً بجوار كشك صغير محل للوجبات الخفيفة أصبحت معدته تصفر بعد أن شم رائحة الطعام، نعم انا جائع لم اتناول شيئاً منذ عودتي الى هنا، المشكلة أنني لم اتناول شيء حتى الآن لأنني لا أملك نقوداً لدفع ثمن الطعام وآخر قطعة خبز اكلتها كانت قبل انطلاقي في رحلة العودة بينما هو كذلك سمع صوت صراخ لفتاة صغيرة عن مسافة بعيدة عنه واذا به يتحرك مسرعاً متتبعاً لمصدر الصوت دخل في بناية مهجورة.

سمع صوت رجل يطلب العفو والصفح فأخذ يقترب اكثر ثم مد رأسه من خلف الجدار ليرى ماذا يحدث وجد هناك ثلاثه أشخاص مسلحين ملتفين حول رجل كبير بالسن وقد اخذو الطفلة التي معه كان العجوز يقول انها حفيدتي الوحيده ارجوكم اتركوها لم أعد املك شيء كي اهبه لكم كل ما لدي هو هذه الطفلة وعربة الطعام التي اتجول بها خذو العربة واتركونا وشأننا فأخذو بالضحك وقالوا لا عليك نحن لسنا بهذه القسوة كي نأخذ منك عربة رزقك اليس كذلك يا رجال ههههه؛ لا تقلق سنهتم بهذه الطفلة من الآن وانت مت لوحدك هنا.

ثم اخذو بالضحك فخرج لهم الفتى الغراب قائلاً: هل انتم بهذا الضعف لتجتمعون انتم الثلاثة على عجوز وطفلة صغيرة صرخ أحدهم هي وما شأنك انت هيا ابتعد من هنا هيا بسرعة، يستمر الغراب بالتقدم نحوهم دون خوف.. من انت يا هذا ولماذا تخفي وجهك وقال الثاني لايهم من يكون لا بد انه سأم من الحياة ويريد ان يموت أيضاً، لم يرد الغراب عليهم كان هادئاً ونظر الى الفتاة الصغيرة التي بدى الرعب ظاهراً عليها وهي خائفة كثيراً فتذكر الموقف الذي مر به في صغره فقال الغراب منادياً الطفلة لا تخافي هذا مجرد حلم مزعج فقط اغمضي عينيكِ وافتحيها عندما اقول لكِ ذلك، قالت الفتاة حـ.. حاضر وفي اللحظة التي اغمضت فيها الفتاة عينيها، أصبحت الدماء تملأ المكان على الجدار والأرض ولم تسمع أي صوت سوى سقوط الأجساد على الأرض والتي منقوش عليها اسم الغراب فأخذ بطلنا الطفلة والرجل العجوز وخرج من البناية المهجورة ثم قال لها ما هو اسمكِ قالت اسمي ساكو.

الغراب: حقاً ياله من اسم رائع تستطيعين الآن فتح عينيكِ يا ساكو.

فتحت عينيها وأخذت تعانق جدها العجوز وهي مبتسمة ثم شكر الجد بطلنا الغراب.

الجد: لا أعرف كيف اعبر عن امتناني وشكري لك أيها السيد الشاب لكن لماذا انت تخفي وجهك؟

الغراب: انها طبيعتي ارجو الا يزعجك هذا يا عم.


الجد: لا.. لا عليك فقط تساءلت.

فأخذت معدة الغراب بالصفير مرة أخرى.

الجد: لا بد انك جائع تعال معي لتناول القليل من الطعام.

الغراب: لكني لا احمل نقوداً.

الجد: ماذا وكأنني سدعك تدفع لي النقود هههه؛ لا تقلق كل شيء على حسابي ايها الفتى الشاب.

الغراب: لا شكراً أيها العم الطيب لا أريد أن أكون ضيفاً ثقيلاً عليك.

الجد: لا لا أبداً لن أرضى ان ترفض دعوتي ما هذا الكلام قد انقذتنا للتو هذا اقل ما يمكنني فعله لك لا تكن عنيداً.

ثم جاءت الفتاة الصغيرة ساكو وامسكت بجونيان وأخذت تسحب يده.

ساكو: تعال معنا من فضلك أيها السيد مع ابتسامة بريئة وجميلة.

الغراب: اعتقد ان لا خيار لدي سأقبل دعوتكما.

الجد: هذا رائع سأعد لك اشهى الأطباق التي افخر بها ويمكنك تناول ما تريد منها.

فذهب الغراب معهما وجلسوا يتناولون الطعام ويتبادلون الكلام حتى سد جوعه بعدما شبع ثم شكر جونيان الجد وحفيدته على لطفهما وكرمهما معه وغادر ليكمل طريقه.

الرجل الغراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن