لقد سقطت من نظر أكثر شخص تحبه وتوده على الإطلاق، علاوة على كونها قد أهانته أمام زوجها (معلمها)، لقد فعلت كل ذلك لأنها تخاف عليه ليس لشيء آخر، ولكنه بالتأكيد لم يفهم الأمر.
كل ما فهمه جونقوون أنها أحبت أحدا غيره، ومن شدة حبها له تزوجته دون علم الجميع، بل ومنحته نفسها وكل شيء بها، هذا الأمر جعل قلبه يعتصر عصر؛ أيقن أنه لم يعد له مكان بهذه البلاد فقرر العودة مجددا للخارج، وأنه يضع كل آلامه وأحزانه بأعماله التي تركها خلفه من أجل الفوز بحبيبته.
وعندما عادت مينا ترقبت وصوله للمنزل في أي لحظة لتعتذر له عن أفعالها، ولكنه لم يعد بهذه الليلة، لقد ذهب وظل طوال الليل ينظر للبحر في ظلام بهيم؛ كان يشعر ببرودة كل شيء حوله بالحياة، وكأن الحياة كاملة أصبحت بعدها بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
غفت عيناه على الرمال المبللة بالمياه، وعندما استيقظ وجد الشمس في بداية شروقها، وها هي أشعتها ذهبية اللون في بداية شروعها بامتزاجها بمياه البحر؛ أول شيء فعله حجز تذكرة سفر وكانت تذكرة رحيل بلا عودة، وعندما عاد للمنزل لم يأبه لي مينا ولا والدتها، على الرغم من كونه مشفقا على والدتها كثيرا من أثر صدمتها في ابنتها الوحيدة إن علمت ما فعلته، فقد آثر أن يستمع لرأيها وألا يخبر والدتها، واختار الرحيل وآثر سعادتها على سعادته، حتى وإن كانت سعادتها هذه مبنية على تعاسته على امتداد طول عمره.
كانت مينا تنتظره حتى حان موعد ذهابها للمدرسة، وقبل أن تذهب طلبت من والدتها أن توصل إليه برسالة اعتذار على سوء ما فعلت معه، وعندما سألتها والدتها: "ولماذا تعتذرين منه؟!، هل فعلتِ شيئا معه لا أعلمه؟!"
أجابتها مينا قائلة: "لقد أخطأت كثيرا بحقه يا أمي، أخطأت لدرجة أنني أوجعت قلبه، سأذهب الآن للمدرسة وعندما آتي سأذهب وأعتذر منه، وإن لم يقبلني سأفعل كل شيء في الحياة ليرضى عني ويعود معي مثلما كان بالسابق
أمي إنني لا أستطيع أن أخسره، فهو بالنسبة لي الأمان بهذه الحياة.
أمي لا تنسي أن تبلغيه رسالتي، سأغادر الآن، لولا أن لدي اختبار ضروري وعليه أعمال السنة لكنت تغيبت اليوم".
ذهبت مينا للمدرسة، وبعدها بقليل من الوقت كان جونقوون قد عاد لمنزله، اقترح على والدته السفر معه خارجا وتعذر بمشاكل بأعماله خارجا، ولكنها صعب عليها مفارقة صديقة عمرها، وضبت له ملابسه، وأخذ حقائبه وانطلق للمطار، وبالفعل شرعت رحلته الجوية في الإقلاع معلنة رحيله عن أرض الوطن رافعا الراية البيضاء للمعلم الذي استغل فتاة قلبه وحب طفولته وحياته بأكملها.
ذهبت مينا لمدرستها ولكنها لم تعود في هذا اليوم، لقد تأخرت كثيرا عن المعتاد، اتصلت عليها والدتها ولكن هاتفها مغلقا، اعتقدت في البداية أنها ذهبت لصديقتها الوحيدة (الطالبة التي أوقعت بها من البداية)، ولكن خيم الظلام على المكان بأكمله و مينا لم تعود أيضا، كل شكوك والدتها ووالدة جونقوون تأكدت.
كانت والدتها بالفعل قد اتصلت بزميلاتها بالمدرسة، وبصديقتها الوحيدة والتي هاتفها مغلقا أيضا، أما عن بقية زميلاتها فكلهن شهدن بأنها لم تأتي المدرسة من الأساس، تعجبت والدتها كثيرا وسألتهم عن الاختبار الهام، فأكدن لها المعلومة بأنه كان بالفعل لديهن اختبار هام، وأنهن استنكرن على ابنتها غيابها وتخلفها عنه.
جن جنون الأم، وكيف وابنتها أصرت على اللحاق بالمدرسة لأهمية اليوم التي تكمن في الاختبار، وبالنهاية لا تذهب، في هذه اللحظة أيقنت أن مكروه ما قد أصاب ابنتها، اتصلت برجال الشرطة ريثما يأتي جونقوون من الخارج والذي كاد يفقد صوابه عندما علم باختفائها، وأول شيء فعله حجز رحلة طيران خاصة على حسابه الخاص ليعود للبلاد بأسرع وقت ممكن.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
أنت تقرأ
سلم قلبك ويداك
Romanceأحببت فتاة غير كل الفتيات، تختلف عنهن كثيرا. أحيانا كثيرة أتعمد النظر إليهن حتى أختبر نفسي إن كان من الممكن أن ترى غيرها، وبالنهاية لا يصيبني من الأمر سوى جهد نفسي التي لطالما أخبرتني أن أرتاح وأريح، فليس في الدنيا فتاة تروق لها إلا هي. والشاب تمثلت...