ثَلاث سنوَات ،
ثَلاث سنوَات مضت منذُ وجود بيكهيُون في مَنزلي،
ثلاثُ سنوَات قضيتهَا مضطربًا بينَ مشَاعري لذلكَ الهَجين ،
مَا بينَ رَاغب في الاعترَاف وتملّكه لي كَحبيبٍ،
ومَا بينَ خَائف من الرَفض وتَدمير كل شَيء،
بيكهيُون تغَير كَثيرًا ،
بَات بشريًّا أكثَر كأي شَخص في سنّه،
حتَى أنَه يذهَب لدوراتٍ تدريبيه بَديلة للدرَاسة الجامعيَة ،
وأيضًا يعمَل مَعي بالمقهَى بعد إصرَاره الشديد لتخفيف الحمل عَني ولأهتم بالدكتورَاه خاصتي أكثَر ،
لولاه مَا كنتُ لأكونَ قادرًا على إنهَائها بسلاسَة كتلك،
لكن مَع اقترَاب مَوعد منَاقشتي للرسَالة تَملكني التَوتر والخَوف كَأنني ذاهب لحَرب ،
لستُ على إستعدَاد أبدًا لأن أعيدَ كل مَا فعلته في تلكَ السنوَات الثَلاث،
بالكَاد كنتُ أستَطيع النَوم كلمَا إقتَرب مَوعد المنَاقشَة ،
لكن بيكهيُون كَان هنَا بجوَاري يهون عليَّ ويشجعني طوَال الوَقت ،
رؤيَة كيفَ نضج في تلكَ السنوَات تَجعل قلبي يذوب في حبه أكثَر وأكثَر.كنتُ وَاقفًا امَام المِرآة أتفَقد مَظهري للمرَة الألفِ ،
قَميص أبيَض وبنطَال أسوَد رسميين،
رَفعت شَعري للأعلَى وزخاتٌ من العطر أحَاطتني،
طرقات خَفيفَة على البَاب ثمَ أطلّ بيكهيُون ببهَائه ،
يَتردي قَميصًا سكَري اللونِ وبنطَالاً أبيَض وشَعره مَرفوع للأعلَى يَغطي أذنَيه ،
رَائحَة الفانيليَا غَزت أنفي مَا إن دخَل تريح أعصَابي المتوَترة،
بخطوَات خفيفه الوَقع تقدم يَقف أمَامي بإبتسَامته الوَاسعة ،_ تَبدوا مبهرًا ~
لَم أستَطع الرَد من ضيَاعي في غَابتَيه المزدهرَة،
سحب ربطَة عنقٍ سودَاء ذات خطوط خَفيفه حمرَاء تتمَاشى من الرُوب وبرقّة أنَامله ربطهَا حَول عنقِي وأنَا مَا عَتقتُ خضرَاويتيه ولو لثَانية ،_ الآنَ أنتَ جَاهز ، أينَ وَضعت الروب؟
رَفع رَأسه لي بنَظرَاتٍ وَديعة وأنَا مَازلت دائخًا من رَائحَة الفَانيليَا الناعمَة خَاصته ومن ذلكَ القرب المُحبب لي،
_ هيُونغ؟ أنت بخَير ؟
لوحَ بكَفه أمَام عينَاي يعيدني للوَاقع وتنهيدَة طويلَة غادرت ثغرِي،
_ مَا الخَطب هيونغ ؟ أنتَ بخَير؟
_ بخَير بخَير ، الرُوب على السرير هلا أحضرتَه؟
رَبتت على شَعره برفقٍ لذَا تَركني وذهبَ لإحضَار الرُوب يسَاعدني في إرتدَاءه،
_ أنظُر اليكَ ، سيعطونكَ إمتيَاز من قَبل أن تتحَدث حتَى!
قَهقه بخفُوتٍ رَافعًا قَبضته بتشجيعٍ إبتسَامَة واسعَة تظهرُ أسنانَه ،