~حَتَى الإِنْسَانُ يُمْكِنُهُ اللَعْقْ~

46 0 0
                                    

...

"اتعلمين انكي الأجمل في العالم بأسره" ازاحت انامله بلطف خصلات شعرها عن وجهها سامحةً له بتأمل جمال عينيها الرماديتين اللتين اسرتا كيانه و اغرقتاه في حبها،من يستكيع مقاومة تأمل ذلك الون الرباني، انه يعتبرها كل شيء عائلته و حياتها و دُنْياه... الأقرب لقلبه.

"حسنا اذهب الآن الجميع بإنتظارك" اشارت بسبابتها  للسيارة السوداء المتوقِفة على جانب لطريق لم يدرك ان الظلام قد حل بالفعل،الجو الهادئ خارج المدينة و وجوده بقربها جعله ينسا الوقت بالفعل، تنهد و طبع قبلة رقيقة على شفتيها، احس بشعور غريب داخله، خوف، قلق، ارتباك.... لم يستطع تفسيره لكنه دعا ان يكون كل شيء بخير، اضاف قبلة خاطفة سرقها من خدها بخفة.

"اراكي غدا اذا..." لوحت له في حين اعطاها ظهره ليمشي الى لسيارة حيث انتظره اصدقاؤه بفارغ الصبر.

يا رجل اخيرا."علق احد الموجودين السيارة لينظر الآخر له بإنزعاج.

عضت شفتها بعد اغلاقها الباب، إتكأت عليه تستمع لنبضات قلبها... نثانيال بالفعل يجعلها مبعثرة من كلماته فقط و مظهره الذي يديب قلبها في كل نظرة من عينيه الخضراء و ابتسامته المشرقة التي تبث الدفء بها و شعره الأشقر الذي لطالما ذكرها بالسلاسل الذهبية.

جلست على الأريكة وسط غرقة المعيشة التي كانت مقلوبة رأسًا على عقب، لعبهما طوال الوقت معا كان له آثار سلبية على المنزل... ان تلمكان في فوضى.

سمعة صوت خطوات صغيرة قادمة من المطبخ"تعالي ايفا"خاطبت الكلبة الصغيرة بيضاء الفرو التي قفزت الى حضنها"انتي تحبين والدكي ايضا صحيح"نبحتالجروة و كأنها تفهم كلامها، عانقتها لورا بحب و ربتت عليها.

"عليكي حمايتي الليلة صغيرتي" كلمت ايفا مجددا و اخدت يداها تجمع الوسائد الملقات على الأرض بفوضوية.

انها اول ليلة لها بمفردها في منزلهم الجديد، لقد كان حلم والديْها امتلاك فيلا خارج المدينة، وقد تحقق اخيرا.

نظرت من النافذة الى منظر التلال خارج المنزل اللون الأخضر غطى المكان بأكمله رغم انها لا تراه الآن بسبب ظلام الليل الذي حل على المكان جاعلا منه اسود بالكامل.

صوت الأمطار و الرعد كان مريحا للأعصاب، منظر خيوط المطر التي اخدت طريقها من السماء نحو الأرض لترويها، ارتشفت لورا القليل من الكوب بيدها في حين فُتِنَتْ عيناها بالصورة الخيالية التي صنعها الجو الممطر في الخارج... ماهو افضل من كوب شاي ساخن في جو كهاذا؟..

...

صوت المسيقى الهادئ ملأ المكان، دندنت مع اغنيتها، ربتت بيدها اليمنى على ايفا الجالسة بحضنها و باليمنى تنقر بخفة على ازرار لوحة المفاتيح لحاسوبها المحمول... موعد تسليم الفصل الجديد من روايتها غدا و هي لم تكمله بعد.. عليها انهاؤه قبل نومها، كان لديها احساس غريب يراودها، عدم ارتياح ربما او ضغط غريب على صدرها و كأن احدًا يراقبها في تلك اللحظة.

~Even humans can lick ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن