المجرّد

105 6 7
                                    

                         

                               الاهداء
 

                  لصديقة الرّوح قبل الجسد:
                    سيدرا الياسين الخليل ♡







             
                          

     
                               المقدّمة
_________________________________________




" عرفت بالدولة الاعظم في العالم وقيل عن الحياة فيها أنها أفضل ما تكون، كل شيء مسخّر لخدمة المواطن، الامان يسود شوارعها وأبنيتها، واختصر وصفها بكلمة النعيم أو الجنة على سطح الأرض.. لكن كان للبعض رأي مختلف.. لم تكن بالنسبة لهم سوا الجحيم والكابوس الأشد سواداً "  كانت هذه أولى السطور التي كتبها والدي في مذكرته الموضوعة في حقيبتي ذلك اليوم..

                           
سلوى شيّاح


                           أوراق بالية
________________________________________

الثلاثاء 2/ 4 / 2030مـ
عدت مع نبيل في يوم استلامنا لمشاريع التخرّج وبدأ حديثنا عن المشروع الذي نرغب بالعمل عليه فسألني أولاً عن مشروعي فأجبته: لن يعجبك الأمر ولكني أنوي بـ..
قال بلهفة: تنوي بماذا؟  ما المشروع الذي ستعمل عليه يا يزن؟
ـ بصراحةٍ.. أنا أرغب باكتشاف سرّ عظمة دولة.. وقبل أن أكمل كلامي صرخ بي فجأة: لا تخبرني أنك تنوي الذهاب إلى هناك أيها الأحمق! يزن لا تتصرّف كالحمقى وتتحدّث بهذه الطريقة، لمَ قد يكون عليك اختيار مشروع مجنون كهذا؟! أجبني!
تنهدّت قليلاً وقلت له:
مشروعي سيكون الأوّل من نوعه! تخيّل أنّي سأقدم للجنة سر عظمة اراميا لن أتخرج وحسب متأكد أنه ستكون هناك مكافأة دولية لي!
ـ توقّف عن أحلام اليقظة هذه وعد إلى صوابك يا صديقي!
-لكني في كامل قواي العقلية صدقني..
-قلت لك اصمت وتوقف عن هذا.. لا تجعلني أغضب أكثر من ذلك!!
فقلت له مداعباً: أتودّ المجيء معي في رحلتي؟ فانفعل بغضب وأجابني: لست مجنوناً لدرجة أني سأرافقك أو أسمح لك بالذهاب!
ـ هيا يا نبيل سنقضي هناك ذكريات لا تنسى أنا متأكد ولن تطول رحلتنا أكثر من شهر أو اثنين أعدك بهذا
فإذا به يصفعني ويقول لي بغضب: لا تجبرني على تكرير كلامي لن أذهب ولن أدعك تذهب أفهمت؟
لا تقلق يا نبيل أقسم أني لن أتأخّر عنك وسأكون بخير أعدك بذلك..
فصمت لبرهةٍ وقال: سأعد لك حتى الشهرين يا يزن وإن لم تعد سآتي أنا لإحضارك أقسم بهذا!
فأجبته بنبرة ساخرة:
أنا أنتظرك إذاً فكرر كلامه مقسماً عدة مرات أنه سيأتي إلى اراميا في حال تأخري عنه أكثر من شهرين.. وافترقنا عند موقف الحافلات ليفارقني نبيل مكررا كلامه للمرة الألف عائداً إلى منزله وسط المدينة وعدت أنا إلى السكن الجامعيّ حيث أعيش بعيداً عن أهلي بسبب فرعي الدراسيّ...
عدت إلى شقّتي في مبنى السكن الجامعيّ ألقيت التحيّة على الشباب هناك وتواصلت مع أمي لأخبرها عن نيّتي في الخروج بسبب مشروع التخرّج لكنّي لم أخبرها الى أين انوي الذهاب أو ما هو موضوع مشروعي ولم تستفسر أمي عن الامر فهذا ليس من عاداتها أخبرتها أني سأغادر على أن أعود في مدة أقصاها شهرين، وافقتني وتمنت لي السلامة وحذرتني كما تفعل عادةً..
                                                      *****                                                          

اراميا ( المجرّد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن