" التفاصيل ،هناك الكثير من التفاصيل الدقيقه التي قد نرى من خلالها كل المجاهيل"
- الليلة العجيبه -
في ليلة من تلك الليالي الظلماء البارده من بداية شهر
من الأشهر الاخيرة من العام ،ماضون انا وأبو العزم
في احد المسارات الجبليه السالكة الى إقليم ما خلف
الجبال العظيمة البارده ، الإقليم التي لازالت رواياته
تتردد في اذانينا منذ ان اخبرنا جدي عنه ،الإقليم الذي
لا يعلم عنه اغلبية البشر ،الإقليم الذي يرى فيه ما لا يرى..
كان المسار ضيقا بالكاد يكفينا انا وأبو العزم ان نمشي به محاذين لبعضنا ،ومن فترة لفتره كانت تمر بنا بعض المركبات الصغيره التي لا تشكل أي مشكلة لنا ان مشينا خلف بعضنا البعض ،مر الوقت دون ان نشعر
فازداد الظلام حلكة ، و جذب انتباهي منظر عجيب لرجل امامنا يمشي بلباسه الفضفاض و رباطة رأسه الطويله المنهدلة على ظهره بكل تلك الألوان العجيبه
فاستمريت بالنظر اليه متأملا الخياطة الغريبه وتناسق الألوان وكثافة الثياب في مناطق دون الأخرى حتى
همست لأخي ان يرى ،عندها وقع الرجل وبانت
ملامحه التي كانت توحي بأنه في أوائل سن الشباب
ووجهه الدهني قاتم البشره والدماء تخرج من فمه
،هرع أبو العزم اليه ومشيت ببطئ أرى ما الذي حدث
و اقتربت اكثر فإذا بأخي يصرخ في وجهي بعدم
الاقتراب عندما أشار الى زرقة يده عندها تبينت الامر
،لم تكن الألوان الوان الثياب بل كانت صبغة لثمار سامه تنبت في البريه وبحكمخبرتنا الطويله في الترحال علمنا ان لا فرصة لديه في النجاه..
قررنا الجلوس على جانب الطريق ننتظر بزوغ الفجر حتى نرى ما سنفعل بجثة هذا الرجل، ونرتب احاديث
رؤوسنا بعد هذا المسير الطويل والطويل جدا فإذا بأنوار صفراء شديدة الضوء تقترب منا فأدركنا
فعلنا فبدأ اخي بالتلويح ولكن كانت المركبه تقترب
بشكل اسرع فأسرع فابتعد عن الطريق محاذيا ظهره
سفح الجبل المقابل ، وانا التصقت أيضا بالسفح الاخر
حتى بان سوء حظي و رأيت ماسورة صلبه منبثقه
من جانب هذه المركبه فلم يكن بيدي من حيله فقد
ارتبطت افكاري بالجثة على الطريق ،..
ساعدتني خفة وزني ،فقفزت مثبتا قدمي فوق الماسوره
لأنتقل الى الطرف الاخر منها ، و فجأه تتوقف المركبه
لثوان ثم تكمل مسيرها بنفس السرعه...
أنت تقرأ
محطة الكون الرابعه و 3/4
Fantasyحزم واخيه ابو العزم في رحله الى اقليم ما بعد الجبال العظيمه.