روابط

193 16 23
                                    

_________________________________________

ساقتني قدماي إلى داخل الغرفة و دفعت أطراف أناملي الباب مغلقة إياه بصوت مزعج. صمت قاتل أحاط بالمكان ماجعلني أشعر بالارتباك فرحت أغير وضع قدميّ و أقف على ساق ثم على الأخرى كل ثانية.

"ك..كنتُ بالخارج؟" أجبت مشيرة بإبهامي إلى الباب خلفي حين لاحظت ارتعاش يديّ. ابتلعت ريقي حائرة لماذا أنا متوترة.

عينا دراكن حدقتا بعينيّ فأغلق الكتاب بتعبير مرسوم على وجهه لم أستطع فهمه.

" أنا آسف على ماحصل في ذلك اليوم.." قال بصوت منخفض.

هاه؟ لماذا هو يعتذر فجأة؟

"ماذا؟" سألته و أنا أنظر إليه بِحيرة.

حكّ الجانب الخلفي من رقبته و شرع :" تعرفين.. البارحة.

في وضعي الآن لا يمكنني سؤاله ماذا حدث البارحة، فعوضا عن ذلك أجبته " لابأس."

بالإضافة ألى أن هذه الإجابة لم تكن غريبة عني لأنني هكذا أجيب دوما في كل مرة يؤذيني بها. لكن هل كان كل شيء، بخير؟

بهدوء اقتربت من مكتب الدراسة الموضوع بجانب السرير و جلست على المقعد الخاص بها. لم أفعل ذلك لأنني أملك هدفا معينا و لكن لأن الوقوف أمام الباب محرج جدا حتى أنني لم أستطع التنفس.

وقف دراكن من على السرير و اقترب منّي حين بدأت يديّ المرتعشتين تقلب دفتري متظاهرة بأنني أبحث عن شيء. ماذا يحدث لي ؟

" ماذا تفعلين؟" سأل واقفا بجانب المكتب.

"واجب مدرسي" كذبة واضحة خرجت دون تفكير و أنا أفتح الدفتر.

" هاه؟ لماذا الآن؟" سألني و قد سلبني الدفتر و راح يقلّب صفحاته بحثا عن مؤشر أو دليل على أنني أكذب.

مع أنني لاألومه لأنني لست شخصا يقوم بواجباته المدرسية.

مسحت راحتيّ يدي المتعرقتان بسروالي و مددت يدي إليه مؤشرة بإعادة الدفتر إلي.

"ماذا تقصد؟"

يدي بقيت على حالها بينما عيناي معلقتان بالمكتب.

"هاه؟ ألم تقولي بأنك تريدين الذهاب إلى المهرجان اليوم؟" أجاب معيدا الدفتر إلي." و لماذا سأنتظر في غرفتك إن لم يكن هذا هو السبب؟"

وضعت الدفتر على المكتب و أغلقت عيني فراح عقلي يتسابق مسرعا إلى الأحداث الواقعة.

مهرجان.

ضريح موساشي.

مانجيرو و إيما..

الذكريات بدأت بالعودة.

عيناي انفتحتا بسرعة و استطعت أخيرا النظر في عينيّ دراكن و ابتسمت شفتاي ابتسامة لم تصل عينيّ.

خَلاص | باجي كيسكيWhere stories live. Discover now