الشُعلة الأولي : بين أشجَار الغابة.

265 16 104
                                    

نبدأ بِروايتنا .

_____

في جَو مَدينتنا القروي حيث تسطو عليه تغريد الكَروان إذ به يتناقل من فرعٍ إلي آخر تتَمايل معه أوراق ذلك الفرع

يفعل ما يحلو له مُطِعماً أطفاله ، لعله يُعرض نفسه لأخطار شتي من أجل لُقمة العيش مثلهم مثل البشر

حتي كلانا يتمتع بِنفس الغريزه التي تُحركنا

القَتل.

' فليَقترب أحد لِمَن ينتمي لِي و سوف أبيده من وجه الأرض!'

عاشت قريتنا بِهذه الطريقه مِثل الطيور التي تأخذ حق أبنائها اذ اذاها أي آدمي ولو بِشد ريشة واحده منها ، لربما كان ذلك سَبب سُمعتنا كوننا أقوياء لا نهاب الأعداء خارج أرضنا.

نملُكهم معنا هنا لا نَحتاج قدوم خارجي.

هنا ، بِهذا القصر العالِ أقصي شمال المدينة
لا أحد يتواجد بِكثرة خوفاً أن يتم إصطياده

أو بِمعني أصح ، قتله.

لن يُجاز أحداً بِروحه أمام اُناساً يُمكنهم إقتلاع رؤوس المارة بِغمضة عين ثُم إبتلاع ما يَخرج مِن دماء يروُوا بها ظمأهم ثم نجد نحن الجُثث في الصباح الباكر بأبشع الطرق

أو ان نجد طفلاً في منتصف الثالثه مِن عُمره قتيلاً في الغابة التي بيننا وبينهم
الخطر الفادح يُحيطنا من شتى البقاع ، كان علينا أخذ الحذر من الوقوع كبش فِداء لهؤلاء القوم

في تلك اللحظه مَر بِها خمسمائة عاماً علي فُقدان الكثير ممن بيننا

و عام فقدت بِه أختي الصغري.

لازلت أتذكر هذا جيداً..كيف وجدتُها غريقة بالدماء الجافة علي ملابسها تُحاول التنفس بِشكلٍ صحيح بين حشائش أحد الأراضي

لم تتجاوز السابعه من العمر ، سُلِبت دمائها لآخر ذرة وتُركت قتيله إهتز لمنظرها بدني بالقشعريرة

وجلست بِمنزلنا شهوراً أرفض الخروج إنشاً
صدمة و ضعف ، لم أستطع حِماية دَمي ولا أمتلك شجاعة الوقوف أمام من أذاها لِكثرتهم
ما قدرت علي فِعله هو إشباع وسادتي بماء عيناي

وتحطم زجاج الراحة من أمامي ، كالتائه في أراضي الغُرباء أو الضيف الغِير مُرحب بِه بين عشيرته ، الحُزن كان به شعوراً بالذنب وعدم الإستحقاق لديّ.

بالليلة التي إنطفئت بها أضواء القرية مُعلنه عن الهزيمة التي حلّت بنا من الطرق الخِصم و حل الأرق و الإجهاد علي جميع الأهالي نفسياً قبل ال جسدياً

كاريستو || Y.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن