" المُقدمة "

343 15 68
                                    

تَراتيل الصَباح أتَت تَباشيرها بِتَلأَلُؤ وَضاح على بِلاط الارضية الرُخامية ، تُنافس إشراقة خُصلاته الذهبية المُختلجة .

جزءه العلوي انحنى للامام ليعكف ضهره قليلاً " سيدي " لتستمر احدى كفيه بهز بدن الاخر برفق ، مستمراً بمنادته بخفوت عارم !.

تقوست شفتيه للاعلى لتتوضح ابتسامته على تعوجات وجهه والعقده بين حاجبي الغُرابِ ..

عض شفته السفلى مع انتفاخه بسيطه لوجنتيه " هل علي حقاً  الاستيقاظ مبكراً ! من اجل ما تسمى بالمدرسة "

والاصغر هو ارتد للخلف معتدلاً بانتصابه " ان كنت لا ترغب ان تكون  فتى ابله يتبختر بعقل فارغ فعليك الذهاب باستمرار "

" ومادخلها ؟ .. الكثير مِمن ترك المدرسة واصبح غنياً ، اما انا ولدتُ غنياً فلا حاجه لهذا " كلماته خرجت بامتعاض واضح واعتراض مبجل ، كلا ساعديه التفتا للخلف رافعاً جزءه العلوي بملل .

" ومن دون عقل " كلمات الاشقر تلك جعلت الاكبر يلتفت اليه بانزعاج عارم ، انفجر ضاحكاً لتحديقاته والتي اقسم على انها ستقتله في مكانه لو كانت رصاصة ما " اعتذر "

ربت على الغطاء القائم على ذراعه مبعداً الغبار الوهمي
" الوقت مبكر حقاً " نبس الاكبر سناً بينما يرتشف الشاي الاسود كما العاده في سريره !.

والاخر تراجع للخلف بعدما استقر الغطاء على كتفي الاول
" لم تكمل واجبات الامس ، لذا عليك تحضيرها قبل الذهاب للمدرسة "
تحركتا مقلتيه تحدقان بساعه الحائط " نصف ساعة تكفي على ماعتقد "

همهمة خافته اكتفى بها ببساطة مكملاً أنية الشراب والثاني وقف مكتفياً بالصمت كما المعتاد كل صباح .

لحظات عدة فقط ليترك سريره بعدما اصدرت جلجات اصطدام مؤخرة الكوب بالطاوله بجواره ، حدقتيه حدقتا بضهر سيده حتى اختفى تماماً خلف باب الحمام .

ليبدا هو الاخر بترتيب اللحاف ، وكوي ملابس المدرسيه المعتاده
رفع علياه تلقائياً عند صدور صرير الباب " فكرت ملياً اثناء الاستحمام ان علي ايجاد شبيهاً لي يذهب نيابتاً عني يا ليام "

" اعتذر لهذا جايدن ولتخيب ضنك ولكن لن تجد من سيذهب نيابتاً عنك للحصص المملة كما تسميها ، وعليك الاسراع حقاً "

" جايدن هاه ! واخيراً " تقدم من الاشقر بابتسامه عابثه حتى استقر جسده امام الاقصر والاصغر سناً ..وفرق الطول بينما كان يجعله دوماً ينخرط ضاحكاً على حجم الاخر.

ولكن لم تكتمل حفلته الداخليه تلك !.. بل تراجع جسده للخلف بتاوه خافت " ايه الوغد " احاط معدته بالم واضح فلم يتوقع حركته تلك .

والاخر اكتفى بابتسامه هادئه جعلت جايدن يشك بمدى ابتهاج الذي امامه دوماً كل صباح .

" ولكن سيدي عليك عدم تجاوز اخلاقيات السيد وخادمه كما تعلم ! ان لم ترغب بلكمه اخرى تكلفك اسبوعاً بالنوم على سريرك الغالي "

 No Escape حيث تعيش القصص. اكتشف الآن