" في الحالتين ميت "

83 14 101
                                    

أتوغل في الظلام، في ظلام أفكاري حتي كدت أفقد أنفاسي... لكن هناك ضوء صغير في قلبي هل يكفي لأعود لسابق عصري

___________________________

دائمًا ما يُراودني سؤال هل أنا المخطئ أم أن الظروف و الحياه هم المخطئين، أعتقد أنهم المخطئين أو أنا من أُجبر نفسي على الإقتناع بذلك لكي أبرر لذاتي ما أرتكبُه من أخطاء جثيمة تكاد تودي بي إلى التهلكة.

يقف ذلك الشاب الطويل ذو البنية القوية المُدعى بـ " أيوب " في شرفة منزله وهو ممسك بالهاتف يتحدث مع أحدهم و كان هذا محتوى المكالمة

تحدث أيوب بجمود :
- بقولك ايه يا سامح فوق لنفسك واعرف انتَ بتكلم مين، شحنة الأسلحة تكون عندي بكرة وصدقني لو حصل غير كدة هتشوف مني وش انتَ عمرك ما شوفته.

رد عليه ذلك السامح بخوف حاول اخفائه قائلاً :
- بس إحنا متفقناش على كدة يا معلم، السعر قليل أوي وكدة انتَ بتخسرنا وبتيجي على حقنا جامد و....

قاطعه أيوب ببرود قائلاً قبل أن يغلق الهاتف في وجهه ذلك الأبله في نظره :
- أنا قولت الي عندي وكلامي مش هعيده تاني سلام يا يا سموحة.

أنهى المكالمة دون إنتظار رد الآخر وظل واقفًا ينفث دُخان سيجارته بشرود ولم يلاحظ تلك التي استمعت لمُكالمته كاملة تقف تحبس شهقاتها حتى لا يكتشف هو وجودها وذهبت مسرعة عندما وجدته يتحرك من مكانه.

تحرك أيوب كي يدخل الشقة من جديد فوجد والدته تهتف بإسمه فذهب لها مُسرعًا.

تحدث أيوب بحنان وهو يجلس بجانبها :
- نعم يا أمي محتاجة حاجة ؟

نظرت له والدته نظرات يُغلفها الجمود ولكن خلفَ ذلك الجمود قلب أم ملكوم على إبنها وعلى ما آلت إليه أوضاعه تنهدت ثم قالت بنبرة جامدة :
- هسألك سؤال يا أيوب و ترد عليا من غير لوع ولف ودوران ماشي ؟

شعر أيوب ببعض الإرتباك وقال بتعجب :
- اسألي يا أمي في ايه قلقتيني!

سألت " أسمهان " والدة ايوب :
- الفلوس الي ظهرت فجأة وكل الهلومة دي ونقلنا من بيتنا وأكل بالشئ الفُلاني وكل العيشة الي عايشينها دي منين يا أيوب منين يا إبن بطني.

اضطربت ملامح أيوب واصفر وجهه وقال مرتبكًا :
- مـ...، ما أنا قولتلك يا أمي اني بشتغل في شركة استيراد وتصدير وإن مرتبها كويس والحمد لله.

ردت أسمهان بغضب :
- و هو مرتب حتة موظف في شركة استيراد وتصدير هيكفي كل ده مخبي عليا ايه يا إبن أسمهان جيه اليوم اللي تكدب على أمك فيه يا أيوب هو ده الي ربيتك عليه يا ابني.

كاد أن يتحدث أيوب مسرعًا يُحاول أن يختلق كذبة يقولها لوالدته ولكن قطع كل ذلك صوت صفعة مدوية نزلت على وجه أيوب وكانت والدته من فعلت ذلك ولأول مرة تفعلها و قالت صارخة في وجهه وهو في حالة من الصدمة :
- أقولك أنا؟!.. بتشتغل في السلاح يا أيوب بتدخل بيت أبوك فلوس حرام بتأكل أمك و إخواتك من فلوس حرام يا ابن بطني يا أخي يقطع البطن الي خلفتك و جابت عيل قذر زيك.

كُل الطُرق تؤدي إلى الموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن