أنا وأنت والهوى

الحدوتة الرابعة.♡

"حلو الحلو بِكُل خِصاله إلا دلاله ميعجبنيش"

كانت تجلس في شُرفه منزلها تنظر إلى النجوم وهي تسمع بعض الأغاني القديمة التي تعشقها هي وهو، تُفكر به دائمًا، لماذا تأخر هكذا؟ لم تتعمق أكثر في ذكرياتها حتى أضاء هاتفها مُعلنًا عن اتصال ممن تُحب.
قالت بنبرة بأن فيها قلقها:
_أنت كنت فين يا عيسى قلقتني عليك؟

ابتسم بهدوء وهو يقول:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ستي.

ضحكت بخفوت على زوجها الذي يحرص دائمًا على تقوية علاقتها بالله وكم تُحب ذلك.
قالت ببسمة بسيطة:
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثم تحولت نبرتها للغضب وهي تقول:
_ كنت فين بقى يا أستاذ؟

ضحك عليها من كُل قلبه وهو يقول:
_كنت في اجتماع يا ستي والتليفون كان مقفول، وحاليا أنا في العربية وجاي اهو.

اطمئنت قليلًا وقالت بِحُب:
_ترجع بالسلامة يا حبيبي مستنياك، في رعايه الله.

أنهت المُحادثة معه ثم عادت إلى تشغيل صوت المذيع على محطة إذاعة القرآن وبدأت في الاستماع وهي تنظر إلى السماء، تتأمل النجوم وما تصنعه من ضوء يُنير لها طريقها في أغلب أيامها.

دخل عيسى إلى المنزل وهو يبحث عنها ويهتف باسمها لكَنهُ لم يجدها! قلق عليها كثيرًا وما لبث أن وجدها غافية في الشُرفة على إحدى المقاعد بجوار المذيع الذي كان يصدُر منه صوت خافت "للشيخ المنشاوي" وهو يقرأ آيات القرآن الكريم، أطفاء "عيسى" المذيع وهو يدنو منها بجوار المقعد ينظر اليها بحب تحت ضوء القمر ابتسم بحب وهو يرى تغير تعبيرات وجهه، حملها بلطف ونقلها إلىٰ الفِراش ثم تسطح بجانبها وذهب في ثُبات عميق.

"يكفينا احيانًا نظرة ممن نُحب تجعلنا نحيا وكأننا ما حيينا من قبل." ♡
_________________

استيقظت "عديلة" اولًا، رأته بجانبها ينام بهدوء تأملته قليلًا ثم قامت بهدوء حتى تُعد وجبة الإفطار فقد تبقى وقتُ قليلًا على العمل.

قالت ببسمة وهي تُهاتف صديقتها:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يا منال؟ عامله إيه طمنيني عنك؟

فأجابت صديقتها بضيق:
_وعليكم السلام يا حبيبتي، كويسة.

قالت عديلة بغرابة:
_مالك يا بت حد زعلك؟

قالت منال بحزن:
_محمد نسيني خالص يا "عديلة" المفروض أنه كان يجيب ليا هدية امبارح عشان الفلانتين بس مجبش ليا حاجة ولما قلتله قالي نسيت وبلاش شغل المخطوبين دول.

عقدت عديلة حاجبها باستغراب:
_هو امبارح كان الفلانتين أصلا؟

قالت منال بفرحة ظهرت في صوتها جعلت الأخرى تحزن :
_يعني جوزك مجبش ليكِ حاجة.

قالت بضيق:
_لا مجبش حاجه، وكدا كدا أنا مش عايزة حاجة.

قالت منال:
_لا يا بت لازم تشدي عليه وتخليه يجيبلك عشان محدش يبقى أحسن منك، كل البنات بيجلهم هدايا اشمعنى أنتِ يعني؟