أتذكر اول مرة التقينا بها ، كنت أجلس عند النافذة أمسك بأقلامي الملونة وأكتب الكثير فوق أوراق دفتري الذي اوشك على النفاذرَجُل طويل عريض الاكتاف دخل بصحبة طفل ، كنت أعلم يقيناً أن عيناه لن تقع علي ، من سوف يعطي طفل الزاوية اهتماماً؟ فتى لا ينخرط مع باقي الأطفال ويحتضن ألوانه وخربشاته التي لا طائل منها
لم أكترث حينها ، أعدت بصري الى الورق حتى سمعت صوت طفل غير مألوف يقف أمامي ، رفعت بصري إليه حيث كان يبتسم بوسع ناحيتي
لقد كان حسن المظهر ومهذب ، ملابسه أنيقة وذات طابع راقي ، أستطيع القول أنه من طبقة عالية جداً
ومن بين جميع الأطفال الذين كانوا في تلك الغرفة ، لازلت اجهل سبب وقوفه أمامي وطلبه السخيف ذلك عندما قال
" مارأيك أن نصبح إخوة؟ "
كنت أبلغ حينها العاشرة عندما هو كان يبلغ ثمانية أعوام فقط ، على مايبدو أنه مقدر لي أن اكون الاخ الأكبر ، الشخص الذي يستطيع الاعتماد عليه والمضي ، لكنني لم أكن له كذلك يوماً
لا أستطيع أن اكون لطيفاً معه ، لا يمكنني أن افعل ذلك ، ليس بعد أن اختارني من بين جميع الأطفال
ليس بعد أن ابتسم لي
فمنذ ذلك الحين حتى الان مازلت لا استطيع اخذ الأمر بجدية والتفكير بأني حصلت على أخ يصغرني بعامين يدعى جونقان
كنت كثير الشجار معه وقليل الكلام ، ولكنه لم يهتم ، هو بقي يحشر نفسه في كل شيء افعله ، حاولت دفعه بعيداً ولكنه يستمر بالعودة
هو دائماً مايحاول صنع اتصال جسدي بيننا ، يحاول ملاطفتي لتقصر المسافات التي اصبحت تطول شيء فشيء ، يحاول وضع يديه حول عنقي ، يمسك بذراعي ، يضرب كتفي على حين غرة.. لكن لا شيء يفلح ، بل انها تزيد المسافة بُعداً
.
أخبرته عندما كنّا في الميتم أنني لستُ الاختيار الجيد ، انني شخص سيء لا يُحب الاجتماع مع أي شخص لكنه أصر على والده أنه يريدني
لذلك اصبع الامر اصعب
والفجوة بيننا تتسع وتبتلع كل شيءبما فيهم أنا
كنت الوحيد الذي أغرق ، الوحيد الذي يتألم ، الوحيد الذي بلل وسادته ليلاً دون عِلم أحد
فكلما مضت الأيام ، كلما اتسع اسمه في داخلي، كلما كبر حتى شَق علي التنفس وبدأت اموت فيه
أنت تقرأ
IT'S YOU [ HN ]
Short Storyكُنتُ الوَحيد الذي أغرَقْ ، الوَحيد الذي يَتَألَم، الوَحيد الذي بَلَل وِسادَتَه لَيلاً دونَ عِلمْ أحَد ‼️SAD ENDING