غابة أليَرَعات ألمُضيئة.

3 1 0
                                    

داخل أعماق ألجَبَل، مَنضَر خَلاب مَعَ تواجد ضَباب ألصَباح وزَقزَقَة ألطيور وأزيز ألحَشَرات وأيضَاً…
وأيضَاً، شاب يَنضر بهدوء من هَذا ألجَبَل.
.
.
هيناتي : ها نَحنُ ذا.
ألام: تَأكَدي من ألانصات إلى تَعليمات جَدكِ.
هيناتي: أجَل.
ألام: هَل مَعَكِ منديلُكِ، وأيضَاً تَذكِرَتَكِ؟، وماذا عَن زَوجنٍ لَطيف من ألاحذية؟، تَمَهَلي، لا تُخبريني أنَ كُل هَذه هيَ أمتعَتكِ؟!.

هيناتي: لا تَقلَقي لَقَد وَضَبتُ ألزَوج ألاسود.

ألام: أحرصي عَلى ألا تَنسَي أمتعَتكِ على مَتن ألقطار ألسَريع، حَسَنَاً، لا تَستَغرقِ وَقتَاً طَويلاً في مَنطَقة مُعَيَنة، ثُمَ تُضيعي مَحَطَتكِ.

هيناتي: ! أجَل أعلَمُ ذلك!، يا أللهي لَقَد كُنتُ أذهَب إلى هُناك كُل عامٍ، لِذا سأكون عَلى ما يُرام.
ألام: هَيا أرتَدي قُبَعَتُكِ وإلاَّ سَتُصيبُكِ ضَربَة شَمس.
هيناتي(بأبتسامة) : قُلتُ لا بأس سأكون عَلى ما يُرام،، أنا ذاهبة.
.
.
ذَهَبَت هيناتي إلى المَحَطَة سَيرَاً، وتَنتَضر ألحافلة لِتَقِلها إلى مَحَطَة ألقطار.
.
هيناتي(مَعَ نَفسها) : أوَل مَرَةٍ ألتَقَيتهُ فيها، كانت حينَما كُنتُ في ألسادِسة من عُمري، في يَومٍ صَيفي لَطيف، تُهتُ في غابة إله ألجَبَل، ألتي يُقال بأن أليوكاي يَعيشون فيها ( أليوكاي هي أسطورة ألاشباح)، بَعدَ رَكضي في ألانحاء وبَحثي عَن مَخرَج، أصبَحتُ مُتعَبَةً وغَير قادِرة عَلى ألحَراك، بَعدَما بَدأتُ بالبُكاء بِدافع ألخَوف والوحدة، لَقَد ظَهَرَ أمام ناظري.

ألشاب: هيي أيَتُها ألقَصيرة!

هيناتي: تَوَقَفَت عَن ألبُكاء لِتَنظر بِلَهفة من أين صَدَرَ هَذا ألصَوت، تَنظر يَمينَاً ويَسار لِتَجد شابَاً يَنظر لَها من بَعيد وَراء شَجَرة و يَضع قِناعَاً يُخفي فيه شِكلهُ.
ألشاب(يَسألُها من بَعيد) : لِماذا تَبكين؟.
هيناتي(بلَهفة وحَماسَ تَركض نَحو ألشاب وتَصرخ وهَي فَرِحة) : أنَه بَشَرييييي، لَقَد نَجَووووتتتتتت!.

الشاب(بِحَذَر يَبتَعد عَنها لكَي لا تَلمسه)،،، سَقَطَت هيناتي عَلى ألارض بَعدَما أبتَعَد عَنها ألشاب وهي كانت تَركض نَحوه لأحتضانه،،، ضَلَت هيناتي مُلقاة على الارض ثُمَ نَضَرَت إلى ألشاب بنَضرَة أستياء.

ألشاب: أنا— أسف، أنتِ طِفلَةٌ بَشَرية صَحيح؟، إذا لَمَسَني ألبَشَر، فَسَأختَفي.

هيناتي(بذلك صغرها دون أن تَفهَم، تَتَسائَل): إذا لَمَسكَ بَشَر..؟ ، أتَعني بأنَكَ لَستَ بَشَري؟.

ألشاب: أنا.. شَيءٌ يَعيش في ألغابة.

هيناتي(بِحَماس) :إذَن.. أنتَ أحَد أليوكاي؟؟ ، لكن..  ماذا تَعني بأنَكَ "سَتَختَفي"؟.
.
ثُمَ وَقَفَت هيناتي دونَ أن تَنتَظر ألشاب أن يَشرَح لَها ماذا عَنى بِما قاله، وذَهَبَت إلَيه حَتى تُمسك فيه لِتَعلَم بِنَفسِها، بَدَأت تَركض تحاول أن تُمسك فيه وهو يَتَجَنَبها وهيناتي فَرِحة تَضن بأنهما يَلعَبان لُعبَة أمسكني أن أستَطَعت،،، ثُمَ فَجأة ضَربَة خَفيفة عَلى رأسها، مِن قِبَل ألشاب بِواسِطَة عَصى صَغيرة لِتَتَوَقَف.
هيناتي(مُلقاة عَلى ألارض، مُمسكة رأسها) : ااا اوووووووو، أنتَ— حَقَاً لَستَ بِبَشَري، ألَيسَ كَذَلك؟ ، لَيسَ هُنالِكَ بَشَري قَد يَضرب طِفلة بِهَذه ألطَريقة(وهي تَبكي).

ألشاب: ألاختفاء، تَعني ألازالة، هَذه هيَ ألتَعويذة ألتي ألقاها عَلَيَّ إله ألجَبَل، إذا لُمِستْ مِن قِبَل بَشَري، فَسَتَكون تِلكَ هيَ نِهايَتي.
.
تَنظر هيناتي إلى الشاب وهي مُستَمِعة إليه بِشدة.
هيناتي: أنا— أسِفة.
ألشاب: خُذي يا قَصيرة، أمسكي بالجانب ألاخر من ألعَصى، أنتِ تائهة صَحيح؟، سأقودكِ إلى خارج ألغابة.
.
طَلَب ألشاب بأن تُمسك هيناتي من ألطَرَف ألاخر من ألعَصى وهوَ يُمسك بالطَرَف ألاخر لِكَي يُخرِجُها من غابَة ألجَبَل.
.
هيناتي(بفَرحة وهي تَصرخ مُتَجهة راكِضة نَحو الشاب لأحتضانه مُتَناسية أمر أختِفائه إذا لَمَسَه بَشَري) : شُكرَاااااااااااااااً،،، صراااخ من قِبَل الشاب ثُمَ ضَربة أُخرى عَلى رأسها لِتَجَنُبها.

ألشاب(بِتَفاجئ) :ألم أقَل لَكِ للتَو؟!!.
هيناتي(وهي مُلقاة عَلى ألارض بضَرافة مُمسكة رأسها) : أنا أسفة كُنتُ فَقَط.
.
سارا مَعَاً مُمسكان بأطراف ألعَصى.
.
هيناتي(وهي تَضحَك): أنَه كَما لَو أننا خارِجان في مَوعد غَرامي.
ألشاب: يالَهُ من مَوعدٍ غَرامي من غَير أيي رومانسية.
.
نَظَرَ ألشاب إلى ألطفلة وسألها.

ألشاب: أنتِ… أنتِ لَستِ خائفة؟.
هيناتي: من ماذا؟.
ألشاب: لا تَهتَمي.
.
أوصَل ألشاب هيناتي نَحو بَوابة ألجَبَل وقال لها.
ألشاب: إذا أكمَلتِ ألمَشي من هُنا بشكل مُستَقيم فَسَتُصادفين طَريق جَبَلي،
وَداعَاً.
هيناتي: أسَتَكون هُنا عَلى ألدَوام؟، إذا عُدتُ آلى هُنا مَرَةً أُخرى فَهَل سَأتَمَكَن من لِقائكَ مَرَةً أُخرى؟.
ألشاب: هَذه هيَ ألغابة ألتي يَعيشُ فيها كُلا من أليوكاي وإله ألجَبَل، أدخليها، عندها سَتَتوهين، وتَضَلي طَريقُكِ للأبَد، لا يَجدَر بكِ أن تأتي إلى هُنا،،، هَذا ما يَقوله ألقرَويون لَكِ، صَحيح؟.
هيناتي(بأبتسامة لَطيفة) : أنا أُدعى هيناتي، وأنتَ بِماذا تُدعى؟.
.
صَمت بَينَهُما دون نَطق أيي كَلِمة منهما، وهيناتي تنتضره ان يقول اسمه.

هيناتي: على اي حال، سأعود غَدَاً إلى هُنا، مَعَ هَدية للتَعبير عَن أمتناني لَكَ(وهَي تَلتَفت للخَلف للذَهاب ثُمَ تَسمَع ألشاب يَقول)

ألشاب: أُدعى ب هوتارو
هيناتي(نَضَرَت هيناتي نَحو ألشاب لكن لم تَجده).
.
.
(يَتبَع)

غابة اليرعات المضيئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن