لقد إنقلبت حياتة رأساً على عقب بعد تلك المكالمة الهاتفية التى تلقاها فى صباح اليوم .. فبعد محاولات كثيرة للبحث عن صاحب الدراجة الهوائية ذلك الشاب الذى ترك لة المظروف الذى بة صور مفبركة تخص "لتين" إستطاع أحد رجالة العثور علية وهاهو فى طريقة لأحد المخازن التابعة لة.
بعد وصول "شعيب" وترحيب رجالة بة دلف داخل المخزن بملامح واجمة قاسية وعينين مرعبتين لمن يراهما .. حدّق بـفتى الدرّاجة البخارية المُقيد بأحد المقاعد الرثّة بملامح مرتعبة وعينين جاحظتين.
إقترب "شعيب" منة بخطوات فولاذية وجلس بثقة على مقعد مخصص لة رامقاً الأخير بنظرات جعلت العرق يتصبب منة وينسحب لون الحياة من وجهة.
هتف الشاب بعد مرور عدة دقائق قائلًا بإرتجاف/ أنتَ .. أنتَ مين؟؟ وجايبنى هنا لية؟؟
هدر "شعيب" بصوت مرعب يذيب العظام من قسوتة/ أنا نهايتك.
إنتفض الشاب برعب فصاح "شعيب" بقسوة/ مين إللى باعتك يالا؟؟ ونصيحة مني بلاش لف ودوران وإلا صدّقنى هندمك على الساعة إللى جيت فيها الدنيا.
أخفض الشاب رأسة بإرتجاف وأبتلع ريقة بصعوبة قائلاً/ معرفش حاجة، أنا أصلاً معرفش أنتَ مين ياباشا.
إستقام "شعيب" بسرعة ليسقط مقعدة بعنف مسبباً صوتاً مزعجاً قبل أن يقترب منة يجذبة من فروة رأسة بعنف قائلاً بحدّة وسط صرخات الشاب المتألمة/ لف ودوران أنا مش عايز جاوبنى أحسنلك أنت مش خارج من هنا إلا لمّا أعرف كل حاجة أنت فاهم؟؟
= خلاص ياباشا هقول .. هقول.
أبتسم بإنتصار قائلاً/ سامعك.
= من كام سنة فى واحدة ست معرفهاش طلبت منى أعمل كام صورة لحضرتك ياباشا ومعاك واحدة فى أوضاع لامؤاخدة يعنى.
وصمت بخوف فهدر "شعيب" بحدة أفزعتة/ إخلص.
أكمل بإرتجاف/ عرضت عليا فلوس كتير عشان الموضوع يفضل فى الخفى وفعلاً عملتلها الصور زى ما طلبت بالظبط ومن بعدها وهى فص ملح وداب .. لكن من كام شهر ظهرت من تانى وطلبت منى نفس الطلب ولنفس الست ولكن لراجل غير سعادتك وأنا نفذت المطلوب ووديت الصور للمكان إللى هي طلبتة منى.
= أة ياولاد الكلــب.
صرخ "شعيب" بهياج وإنهال على الشاب بالضرب كان غاضب وبشدة وتلك الصور يراها أمام عينية فيزيد غضبة أضعافاً مضاعفة وتزداد ضرباتة قوة وعنف.
بعد مرور عدة دقائق إبتعد عن الشاب وهو يلهث بإنفعال قبل أن يهدر بفحيح مرعب/ مين الست دى؟؟ إنطق هى مين؟؟
همس الأخير بتعب وصوت بالكاد يسمع/ معرفش .. معرفش.
أقترب "شعيب" منة بتهديد فصاح الأخير برعب/ والله ما أعرف هي مين بس أنا مصورها على تليفونى تقدر تشوفها.
= فين تليفونك؟؟
= هم خدوة منى.
هدر بصوت عالى/ "حســن"
دلف "حسن" للمخزن قائلاً/ أوامرك ياباشا؟؟
= تليفون الـ××× دة فين؟؟
أخرج "حسن" الهاتف من جيب بنطالة قائلاً/ إتفضل ياباشا.
أشار لة بالإنصراف فإندفع خارج المخزن أما هو فهتف بتساؤل/ كلمة السر إية؟؟
أجابة الشاب بصعوبة بكلمة السر والألبوم الخاص بصورة تلك السيدة فـفتح "شعيب" الهاتف يبحث عن صورة تلك الحقيرة بلهفة فقد أقترب من معرفتها ورّد كرامة زوجتة وكرامتة ولكن ما إن رأى تلك الصورة حتى تشوّشت الرؤية أمامة فلم تكُ تلك الصورة سوى لـ "نورا" إبنة "عمة توفيق" ما الذى يحدث بحق الله؟!!
هتف "شعيب" بقسوة وهو يضع الهاتف أمام عين الشاب/ أنت متأكد إن هى دى الست إللى طلبت منك الصور؟؟
أومئ الشاب قائلًا/ أيوة هى ياباشا أنا صورتها من غير ما تاخد بالها عشان أبقى مأمّن نفسى.
تجهمت ملامح الأخير بشكل مخيف وإسودت نظراتة بصورة مرعبة ودمار "نورا" قد أصبح هدفة لن يتخلى عنة سوى بخروج روحة أو روحها.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
أستيقظت صباح اليوم لتجد نفسها وحيدة في الفراش، بحثت عن "شعيب" ولم تجدة فأسرعت تحضّر وجبة الإفطار للصغيرتين وعقلها مشغول ب "شعيب" لا تعلم أين ذهب ولما لم يخبرها بذهابة؟؟
أفاقت من شرودها على صوت "عائشة" التى قالت بإستياء/ ماما.
= نعم ياحبيبتى؟؟
= البتاعة البنى إللى فى إيدى دى وحشة والبنات إللى معايا فى المدرسة بيتريقوا عليا بسببها أنا بكرهها.
أقتربت منها "لتين" قبل أن تنخفض لمستواها وهي ترمق أعلى ذراعها ذو الشامة المميزة قائلة بحنان/ أولاً أنتِ حلوة بكل حاجة فيكى ربنا مش بيخلق حد مش حلو فإحنا نقول الحمد لله على النعم التى لا تعد ولا تحصى إللى ربنا كرمنا بيها .. ثانياً بقى البنات دول المفروض كلامهم ميفرقش معاكى ولا يأثر فيكى لازم تبقى واثقة فى نفسك وحابة نفسك بأى شكل وأى وضع أنتِ حلوة زى ما أنتِ.
= يعنى أنا حلوة ياماما؟؟
إحتضنتها بدفئ قائلة/ أنتِ أحلى بنت أنا شوفتها دة كفاية عيونك الحلوين دول إللى شبة السماء ولا شعرك الطويل إللى زى روبانزل ولا بقى الشامة الجميلة إللى على دراعك أنا بحبها أوى وبحس إنها شبة الفراشة شوفى كدة؟؟
رمقت "عائشة" ذراعها بتدقيق قبل أن تتسع إبتسامتها قائلة بحماس/ أيوة فعلاً شبة الفراشة أنا أول مرة أشوفها كدة!!
= دة عشان ركزتى مع كلام البنات السلبى وتجاهلتى جمال الشامة الموجودة .. إتعلمى إنك دايماً تشوفى الحلو إللى فيكي ومتخليش أى حد يأثر فيكى أهم حاجة أنتِ شايفة نفسك إزاى وبعدين هو رأيك أنتِ ورأيى أنا وبابا أهم ولا رأى البنات؟؟
= رأيكم أنتم طبعاً.
= خلاص تجاهليهم بس أى حد يحاول يقلل منك وقفية عند حدة أنتِ جميلة أوى يا "عائشة" جميلة وقلبك أجمل.
إحتضنتها "عائشة" بسعادة قائلة/ أنا بحبك أوى ياماما.
ترقرقت الدموع بعينيها وأجابتها بحب/ وأنا بحبك أوى ياقلب ماما.
إنتبهت "لتين" لدلوف "شعيب" من باب الشقة فأسرعت بإتجاهة قائلة بإضطراب من ملامحة المرعبة/ "شعيب".
إلتفت إليها قائلاً بجمود/ مهما حصل ومهما سمعتى متخرجيش برة باب الشقة لا أنتِ ولا البنات سامعة؟؟
أومأت موافقة دون تفكير فأسرع خارج الشقة بخطوات سريعة شبة راكضة .. وصل لوجهتة أخيراً فأخذ يطرق الباب بقوّة حتى كاد أن ينكسر قبل أن يفتح الباب على مصراعية ويطل "مازن" صارخًا بفزع/ "شعيب"!! فى إية؟؟ بتخبط على الباب كدة لية؟؟
هدر "شعيب" بصوت جهورى/ أختك الـ××× تطلعلى حالا وإلا هدخل أجيبها من شعرها عايزها قدامى حالًا يا "نـــــورا"
صرخ بإسمها بصوت هزّ أرجاء البيت وأرعب مَنْ فى الداخل.
أما "نورا" فإنتفضت برعب وبَهتت ملامحها وهى تسمع صراخ "شعيب" بإسمها .. ما الذى حدث ليناديها بهذا الصوت الجهورى؟؟ خرجت من غرفتها بخطوات بطيئة مرتجفة .. ما إن رآها "شعيب" حتى تخطّى "مازن" وإنقضّ عليها يقبض على خصلاتها بعنف جعلها تصرخ بألم ولكنة لم يهتم بل هدر بقسوة/ وحياة أمى لهندمك على عمايلك السودة يا ×××
همست برعب/ "شعيب" أنا معملتش حاجة .. أنا.
لطمها على وجهها بقسوة فسقطت على الأرض الرخامية تتأوة بوجع حقيقى.
أقترب "مازن" بغضب من "شعيب" يدفعة بعنف بعيداً عنها/ إبعد عنها أنت إتجننت؟؟
أزاحة "شعيب" بحدّة/ متدخلش يا "مازن" أنا حسابى مع الكلــبـة دى.
حاول "شعيب" الإقتراب منها ولكن أعترض طريقة "مازن" وقد وصل إلى أقصى مراحل غضبة/ بقولك إبعد عنها متخلنيش أمدّ إيدى عليك.
تنفس "شعيب" بعمق وفاجئ "مازن" بلكمة عنيفة فى منتصف وجهة فصرخ الأخير بألم وهو يتحسس أنفة الذى بدأ ينزف .. إستغل "شعيب" إبتعاد "مازن" وإنقضّ على "نورا" يضربها بعنف وقسوة بغلّ وإنتقام وهو يتخيل معاناة "لتين" مع "عماد" بسبب تلك الصور .. يكفى عدد الندبات المتفرقة على أكمل جسد "لتين" ليعلم كم المعاناة التي رأتها لحجم الألم والإهانة، لكسرة النفس وقتل الروح مراراً و تكراراً خلال أربع سنوات.
صرخ بعنف وهو يسدد لها عدة صفعات قاسية متتالية/ عملتلك إية عشان تعملى فيها كل دة؟؟ عملتلك إيه يازبالة؟؟ هقتلك يا "نورا" والله العظيم لقتلك.
تفاجئ بمن يخنقة من الخلف ولم يكُ سوى "سالم" الذى هتف بأمر/ "شعيب" إبعد.
رفض الأخير بشراسة وحاول صفعها من جديد ولكن ذراع "سالم" ضغط بقوة أكبر على عنقة فإستسلم لوالدة وإبتعد عنها بإشمئزاز واضح.
صاح "توفيق" بصدمة/ إية إللى أنت عملتة دة؟؟ أنت أتجننت؟؟
أجابة "شعيب" بحقد تعجّب لة الجميع/ دة نقطة فى بحر من إللى هى تستاهلة وفى بحر إللى هعملة فيها.
هجم علية "مازن" يلكمة بمعدته صارخاً/ لا دة أنت زودتها أووى.
شهقت "حنان و "تقى" بخوف وأقترب كل من "توفيق" و "سالم" يحاولان فض الإشتباك بينهم ولكنهم كانوا يتصارعان كالدببة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
فى شقة "شعيب"...
كانت "لتين" تسمع الصرخات المنبعثة من الخارج وقلبها يرتجف بخوف من صراخ "شعيب" علمت كم هو غاضب، غاضب بحق فهمست بتضرع/ ياساتر الطف بيا يارب.
وأكملت بحيرة/ أعمل إية؟؟ أطلع أشوف إية إللى بيحصل ولا أسمع كلامة ومخرجش؟؟ إستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
في شقة "توفيق"...
أخذت "وفاء" تصرخ وتولول وهى تحتضن جسد "نورا" المشوّة بضربات عنيفة، كانت تسب "شعيب" وتدعو علية من كل قلبها وهى ترى فلذة كبدها مضرّجة بدمائها لم يكُ المشهد هيّن عليها على الإطلاق فبعد حادثة "عماد" تضاعف رعبها على أولادها أكثر من ذى قبل والأن يأتى "شعيب" ويعتدى على "نورا" و "مازن"؟؟ ألم يكتفى بما سببة ل"عماد"؟؟ ألم يكتفى بحرقة قلبها على بكرها فيأتى ليدمر باقى أبنائها؟؟
إنتفضت من جوار "نورا" وأقتربت من "شعيب" تضرب صدرة بقوّة كى يبتعد عن "مازن" وهتفت بنواح/ أبعد عن عيالى تك كسر إيدك أنت إية جبروت؟؟ مش عامل حساب لحد ولا لأبوك ولا عمك ولا حتى لحرمة البيت؟؟ بقولك إبعد عن إبنى.
ترك "شعيب" "مازن" ورمقها بفروغ صبر قائلاً/ والله بدل ماحضرتك يامرات عمى جاية تدينى محاضرة فى الأخلاق كان أولى تربى عيالك بما يرضى الله.
رفعت "وفاء" كفها وكادت أن تصفعة ولكن قبضت على رسغها "حنان" التى هتفت بشراسة/ كسر إيدك أنتِ هتضربى إبنى؟؟
هتفت "وفاء" بالمقابل/ وهو إبنك مش طايح فى ولادى ولا أكنّ ليهم أهل؟؟ ولا هو حلو لية ووحش لينا؟؟
وكالعادة ظهور "الجد مهران" يخرس الألسنة ويفضّ النزاعات.
هتف "مهران" بصلابة/ ياخيبة أملي فيكوا لا كناين عاقلين ولا أحفاد عاملين إحترام للكبير.
"شعيب" بهدوء مصطنع/ ياجدى أنا...
قاطعة الجد بغضب/ بلا جدى بلا زفت، أنت عملت حساب لجدك ولا حتى لعمك وحرمة بيتة؟؟ بتتهجم عليهم ولا البلطجى؟؟ ملكش كبير ترجعلة؟؟
هتف "شعيب" بفروغ صبر/ ياجدى الله يخليك ياجدى أنت مش عارف الزبالة دى عملت إية.
صاح "توفيق" بحدة/ لحد هنا وكفاية أوى يا إبن أخويا وأطلع برة بيتى من غير مطرود.
رمقة "شعيب" دون تعبير قبل أن ينظر لجدة قائلاً/ عن إذنك ياجدى هروح شقتى ووقت ماتحب تعرف أى حاجة مكالمة تليفون وهكون عندك.
ثم إنسحب بخيلاء وتبعتة "حنان" وهى ترمق "وفاء" بغيظ و "تقى" ونظراتها معلّقة بزوج المستقبل.
بعد خروج "شعيب" هتف الجد بصلابة/ عملتى إية يا "بنت توفيق" وصلة لكدة؟؟
هتف "توفيق" بإنفعال/ بقى ياحاج دة سؤال؟؟ أنت مش شايف حالتها عاملة إزاى؟؟؟ مهما عملت مين إدالة الحق يعمل فيها كدة؟؟
أجابة "مهران" بحدة/ أنا وجهتلك كلام؟؟
هزّ "توفيق" رأسة بالنفى فهدر "مهران" بغضب/ ولا هتطردنى أنا كمان من بيتك يا "توفيق"؟؟
= ياحاج أنا...
= خلاصة الكلام أنت و "مازن" تبقوا فى شقتى وأنت يا "سالم" بلّغ إبنك وإنزلولر تحت.
أومئ "سالم" موافقاً فإنسحب الجد بخطوات غاضبة يتمتم بكلمات لم تكُ واضحة لهم.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
لم يتوجة "شعيب" لشقتة بل صعد للأعلى بإتجاة شقة "عماد" كان يصعد كل درجتان معاً وهو يلهث بإنفعال .. عروقة بارزة وكأنها على وشك الإنفجار أما عضلات صدرة فقد تضخمّت فبدى أكثر قوة وشراسة.
وصل أخيراً للطابق المقصود وتفاجئ بباب الشقة المفتوح على مصراعية وكأنّة يرحب بة وبخطوات غاضبة كصاحبها دلف "شعيب" للشقة ومنها لغرفة "عماد" أما الأخير فلم يتفاجئ بوجود "شعيب" بل رمقة بهدوء وهتف بهدوء أشد/ عايز تسأل عن إية؟؟
أبتسم "شعيب" بقسوة قائلًا/ عرفت إن الـ××× أختك هى سبب الصور المفبركة.
أومئ "عماد" موافقاً/ عرفت من قبل الحادثة إللى حصلت لى.
= دة إذا كانت حادثة فعلاً مش "نورا" هى إللى وقعتك.
رمقة الأخير بصدمة فهتف "شعيب" بسخرية لاذعة/ ما تتصدمش أوى كدة أنا عارف إنها هى إللى وقعتك من على السلم زى ما أنا برضو عارف إنها هى إللى بلغت عنى دة غير طبعاً عملتها الزبالة وعقلها القذر إللى خلاها تعمل صور زى دى لمراتى .. السؤال هنا بقى لية هى عملت كل دة؟؟ لية الحقد والسواد دة؟؟ أنت أكيد الوحيد إللى عارف هى بتعمل كدة لية ماهو أنتوا من عينة واحدة عينة ×××
= عشان عوزاك.
هكذا بكل بساطة قالها "عماد" بساطة كادت أن تصيب "شعيب" برغبة فى قتلهما معاً ولكنة تماسك وهدر بإنفعال/ يعني إية عايزانى؟؟ أفهم إية من الكلمة دى؟؟
= إفهم أنها مستعدة تضحى بأى حد وتعمل أى حاجة عشان توصلك دى ضحت بأخوها عشان خافت بس لا أكشفها ليك تخيّل ممكن تعمل إية فى "لتين" أو حتى...
قاطعة "شعيب" وهو يقبض على تلابيبة هادرا بغيرة حارقة/ إسمها متقولوش ولا حتى بينك وبين نفسك سامع.
هز "عماد" رأسة دون إعتراض ليس خوفاً إنما رغبة بالخلاص والتكفير ولو عن جزء بسيط من ذنوبة.
= خاف على أهل بيتك يا "شعيب" خاف ومتخليش غرورك يصورلك إنك مسيطر على كل حاجة، خاف علشان "نورا"نإنسانة...
صمت لثواني ثم أكمل/ أسف هى مش إنسانة هى واحدة مُختلة مستعدة تعمل أى حاجة عشان توصل للى هى عايزاة.
ورغم عنة شعر بالخوف، لم يكُ خوفاً على نفسة بل على أسرتة وعائلته الصغيرة ولكنّة لم يظهر أى شيئ على ملامحة وسألة بوجوم/ أختك عملت إية تانى عشان توصلى؟؟
نظرة الألم الممزوجة بالذعر بعين "عماد" أصابت "شعيب" بالقلق ترى ما فعلت تلك الحقيرة؟؟
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
بعد إنسحاب الجميع عدا "وفاء" من شقة والديها أسرعت "نورا" بالإحتماء داخل غرفتها وتجاهلت تماما نداء والدتها المتكرر وأسرعت بإخراج حقيقة متوسطة الحجم تضع بها كل ماهو هام وغالى كمجوهراتها وجميع الحُلى الخاصة بها وبطاقتها الشخصية وجواز السفر وجميع البطاقات البنكية وإنتظرت اللحظة المناسبة للهروب .. نعم الهروب هو النجاة الوحيدة لها فبقائها يعنى توقيع رسمى لنهايتها ستهرب ولن تعود فالله وحدة من يعلم ما الذى إكتشفة "شعيب" حتى يثور وكاد أن يقتلها.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
تجمّع الجميع فى شقة "مهران" عدا النساء والأطفال...
هتف الجد بصرامة/ إتعدّيت بالضرب على بنت عمك لية يا "شعيب"؟؟
أجابة بصلابة/ عشان تستاهل ياجدى، عشان واحدة زبالة خسارة فيها إسمك وإسم عمى.
كاد "مازن" أن ينفعل ولكن نظرات والدة جعلتة يتراجع مكبوتاً...
الجد/ من غير مقدمات "نورا" عملت إية؟؟
تنفس "شعيب" بعمق عدة مرات قبل أن يجيب الجد من بين أسنانة/ فبركت صور لمراتى ل "لتين" مش مرة واحدة دول مرتين، مرة لما كانت .. فى جوازتها الأولى والمرة التانية وهى على ذمتى دة غير إنها زقت "عماد" وقعتة من على السلم وشلّتة وبلّغت عنى الحكومة عشان تشيلّنى الليلة.
صرخ "توفيق" بإنفعال/ كدب بنتى مستحيل تعمل كدة.
أجابة "شعيب" بإنفعال أكبر/ لا عملت وعملت أقذر من كدة كمان عندك إبنك "عماد" إسألة .. إسألة عن بلاويها يمكن يقولك إللى رفض يقولهولى وأنا مش بتهمها من غير دليل أنا عندى بدل الدليل إتنين وتلاتة.
أسرع بعرض لقطات تم تصويرها يوم حادث "عماد" وأمام نظرات الجميع المترقبة ظهرت "نورا" وهى تتشاجر مع "عماد" شجار عنيف أدى للإشتباك بالأيدى ثم دفع "نورا" ل "عماد" فسقط بقوّة من أعلى الدرج .. ولم يكتف بهذا بل عرض عليهم إعتراف فتى الدراجة الهوائية بأنها من طلبت منة عمل صور بأوضاع مخلّة بالآداب للمدعوة "لتين حسان نور الدين".
إنتهى"شعيب" من عرض الأدلّة التى تدين "نورا" فـرن صمت مقيت على .. الجميع كان الجميع فى حالة ذهول أقرب للإستنكار.
أخفض "توفيق" رأسة بخجل .. خجل أب فشل فى تربية إبنتة، فشل ضربة فى صميم قلبه فأدماة، تمنى أن تنشّق الأرض وتبتلعة .. أبداً لم يتخيّل أن يوضع في موقف كهذا!! لماذا يعيش لحظة كهذه وهو فى هذا العمر؟؟ بالبداية إنحنت رأسة بسبب "عماد" والآن ستدفن رأسة فى التراب بسبب "نورا" أى حياة تلك التى يحياها؟؟ أى إبتلاء هذا؟؟
= يارب.
همسها بصوت لم يغادر شفتاة قبل أن يضع يدة على موضع قلبة يضغط علية فى محاولة بائسة لتخفيف الألم .. ولكن كان الألم أقوى وأعنف على قلبة الضعيف فغامت الدنيا وثقلت جفونة وسقط فاقداً الوعى.
أقترب "مازن" بفزع من أبية يهتف بعذاب/ بابا ياحاج؟؟ ماية بسرعة.
بعد محاولات بسيطة عاد "توفيق" من غيمتة السوداء وتطلع حولة بتية قبل أن يرمق "شعيب" بعينين إلتمعت بهما الدموع قائلًا بتحشرج/ أنا آسف يا إبنى أنا إللى معرفتش أربى.
لثم "شعيب" يداة بإحترام قائلًا/ أنا و "مازن" تربيتك ياعمى بس هتعمل إية النفس أمارة بالسوء.
أومئ "توفيق" قائلاً/ لله الأمر من قبل ومن بعد .. اللى تشوفة إعملة من النهاردة لا هى بنتى ولا أعرفها لا هى بنتى ولا أعرفها.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♡♡
إنتبهت "وفاء" لبكاء "مالك" المستمر فأسرعت بإتجاهة غرفته وإبتعدت عن غرفة "نورا" التى إستغلّت إبتعاد والدتها وخرجت من غرفتها تحمل حقيبتها وإندفعت خارج الشقة بل خارج البرج بأكملة رحلت وتاركة فلذة كبدها .. رحلت وتركت خطاياها ولكن هل تتركها ذنوبها؟؟ هل تستطيع الهرب منها؟؟ لا فـو الله كما تدين تدان.
أنت تقرأ
شعيب (نبضات بين الوجدان)
Lãng mạnكانت تهابة دونا عن الجميع فهو الأكبر والأكثر قساوة بين أقربائها ولكن من كان يدرى أنة سيكون طوق النجاة الذى سينتشلها من بؤرة هلاكها.