أعرف جيدًا معنى أن تقف عاجزًا في المُنتصف، لا الطريق أصبح طريقك لِتُكمله ولا أنت تمتلك الطاقة لِتعود.
" سامحني اينوسكي لقد كنت غبية"
لم يستطع رأيتها بشكل واضح فقد الدموع هي التي تنغمر من عيناها كانت تبكي مثل امرأة حزينة منكسرة صوتها المبحوح تلك المرأة كانت تردد الاعتذارات كانت دائماً بداخل رأسه كلماتها لم تخرج لقد حزت خاطره فاتسأل بنفسه وطالما مارأهى وهو يحاول ان يغفو
" ياترى من تكون" بقي ساكنن بمكانه وهو منسدح على العشب الاخضر اسفله حفيف اوراق الشجر بفعل الرياح كان فصل الربيع احتاج اينوسكي الى غفوة قصيرة اخذت به نائماً بعدها بالحظات
لم يكن الامر غريبً عليه اطلاقاً تردد صوت تلك المرأة بمسمعه كالحن على الة الكمان حفظ دموعها عن ظهر قلب لكن لم يفهم سبب وجودها برأسه
استقام بجلسته وسحب قدميه بثقل الى خارج الغابة لم يكن مسموح لاينوسكي الابتعاد عن المكان اكثر من ذالك ليس خوفاً من الضياع لان هذا الفتى لديه عقل نشط وحاسة تفوق الخيال لكن أوامر رأئيس الطائفة مطلقة
اخذت قدميه تسير بداخل المكان وهو يمشي بلا هدف لم تكن لحياته هدف منذ البداية
وقف عند احد الابواب الكبيرة لا احد من الاتباع يسمح له بالدخول اليها او الاقتراب منها الجميع يعلم انها مخصصا لزعيم الطائفة لكن القديس اعطا الحق لاينوسكي للدخول لها متى اراد
كل ماكان يجول بداخل عقل اينوسكي عند وقوفه امام ذالك الباب، "هل لولادته معنا؟
هو لم يطلب ان ياتي الى العالم اذا بقي مسجون بمكان واحد اذا لا يستطيع ان يتعرف الى ماهو خارجاً بطريقة الصحيحة
طرق الباب عدت مرات لم يسمع اي صوت من خلف الباب لكنه تنهد اسفل انفه وامسك المقبض ودفعه للأمام بقوة طفيفة منه فتحه على مصرعيه
رائحة الدماء قد ثقبت انفه ذالك الوان الاحمر الذي لطخ الجدران والارضية والغرفة باكملها
تلك الجثث المتكدسة فوق بعضها جميعها نساء قد ظنو انهم قد رحمهم الرب بمقابلت رئيس الطائفة هاهن الان جثث ميتة تنتظر دورها ليتم فصل لحمها عن عظمها، وذالك الرجل الذي ادعى انه قديس يريد انتزاع احزانهم والاخذ بيدهم لطريق الجنة الخالدة هو الرجل ذاته الذي يستمتع بطعمهم الحلو داخل فمه
توقف الرجل قليلاً عن الامر الشنيع الذي يقوم به ولاحظ دخول ضوء خافت الى غرفته المعتمة
" اجعلتك تنتظر طويلاً" ادار رأسه للخلف ببتسامته العذبة المعهودة تلك الابتسامة يقسم اينوسكي انها لم تفارق وجهه منذ اربعة عشر عاماً ليس لديه تعبير اخر سوا ابتسامته المرحة الجذابة
" لا لم افعل" اغلق الباب خلفه وتقدم الى داخل الغرفة
كان نوع من تعابير الدهشة على وجه دوما عند رأيت اينوسكي واقف امامه وهو لا يرتدي قناعاً على وجهه
كان هذا امر غريب لم يستطيع دوما ان يجد للأمر تفسير
" اين قناع الخنزير الخاص بك" نفض ملابسه ووقف امام اينوسكي كان يبدو صغير البنية امام بنية جسد دوما الضخمة
" لقد اضعته داخل الغابة " كذب اينوسكي بحيال هذا الامر هو اكثر من يعلم ان الامر لن ينطلي على القديس الذي امامه لكنه قد يجاريه بكذبه او يحاول تلميح له انه يعلم لكن لم يكن دوما ليكذب كذب اينوسكي قط بل اخذه باندهاش كأنه لا يعلم ان الفتى تعمد ابعاده عن راسه
وضع دوما يديه خلف ظهر اينوسكي واخذه بعناق بين احضانه اغمض عيناه هو لا يشعر بجسد اينوسكي الدافئ البشر يفعلون ذالك عندما يعانقون بعضهم يغمضون ايعنهم هذا ماقلته تلك المرأة
اينوسكي شعر بالمثل هو ايضاً لم يشعر سوا بالبرد يلسع جلده لكن بالحقيقة هو لا يشعر الى بذالك طوال حياته
لم يحتضنه احد غير دوما لم يتجرأ شخص على فعل ذالك كان اينوسكي دائماً استثناءِ عن الجميع كأنه داء معدي للبشر واراد دوما ان يتم عدوه منه
" عزيزي انت تعلم الامر مؤلم بالنسبة لي ان رأى احد ما وجهك الجميل هذا غيري " تحدث بصوت حزين ويأس وهو لا يمد لتلك المشاعر بصلة نظر اليه من جديد ووضع ابتسامته الطيفة مجدداً على وجهه رفع يده ووضعها على وجه الاخر و مسح بأبهامه وهو يتحسس جلد خده الساخن لحظ دوما ان هناك بوجه اليافع كدمة حمراء اقرب لجرح لم يفتح بعد لتبقى علامة بالون الاحمر فقط على وجهه الابيض الامر لم يعجب دوما حقاً بل
هذا اكثر امر لا يحبذه القمر العلوي الثاني ، ان لا يرى وجه اينوسكي مثالي كما خلق
حك بابهامه على ذالك الخدش وكان اينوسكي هادء بطريقته المعتادة
" اتعلم ان الاشخاص قد يحسدونك على وجهك وها انت تحاول ان تشوهه " شدد بنهاية كلامه تعابيره ذاتها لا تتغير هو عاش على هذه الابتسامة وتعايش معها
اينوسكي يعلم انه ليس شيء مهم بنسبة لادوما
ايضاً على علم انه فقط مجرد وجه جميل وشكل مثالي ولم يكن بنسبة للاخر سوا كذالك
كل تلك الاطراءات والاحضان كل تلك الكلمات العذبة والقصص التي رواها دوما لم يكن دوما كالشخص الذي يلتجأ اليه الفتى رغم محاولته لتقبله فقط هو يعلم ان الشيطان الذي امامه مجرد تماماً من المشاعر فا كل تلك الكلمات المعسولةالتي حصل عليها من الاخر لم تكن شيء حقيقي سوا كلام فارغ ولم يجد له اي معنى لانه ببساطة مجرد كلام بعيد جداً عن المشاعر الانسانية
لكنه اعتاد على الامر ومقتنع تماماً بذالك فقط لانه لم يجد لنفسه اجوبة عن وجوده بهذا المكان عن من هم عائلته البيلوجية عليه التعايش للابد مع دوما الى ان يتقدم بالسن وتبهت ملامحه ليتخلى عن جماله ويصبح يوماً واحداً من جثث دوما ويتم التهامه ووضعه بداخله للأبد
لم تكن حياته سوا فراغ دوامة يوميا لا يفعل بها بشيء
سوا البقاء مع القديس لتأمل وجهه والتدريب لانه التدريب يريح جسده نعم لقد كان يشتت ذهنه لذا احب ان يقضي وقته كله ليجعل جسده يتحمل اكبر قدر من الالم والمعانى لم يكن خائف من الاصابات فا دوما هنا ليزيل اثار كدماته يومياً بعيد عن الجميع فقط بينه وبين نفسه هذا ما جعل اينوسكي شخصية لفتى انطوائي على نفسه حتى انه لم يصدر اي صوت ولم يسمع احد كلامه او سمع انه ينطق بحرف من قبل
لم يرى احد من الطائفة وجهه ابداً والذين رأوه هم فقط الاشخاص الذين قد رأوى كوتوها
ومصيرهم مثل مصيرها قد انقضى عمرهم بداخل دوما
لذا احقاً كما قال القديس اهذا الطفل هو ملاك؟
"انا لست كذالك" نطق اينوسكي اسفل قناعه بغضب
ماذا يقصدون بالملاك هو ليس كذالك الى يستطيع احد فهم انه مثلهم
انسان طبيعي يخطئ بأمور ينجح بأشياء اخرى يحزن يغضب يشتم يتألم هو مثلهم انسان كالبقيى
رأى اينوسكي ان الذين حوله اغبياء لدرجة لا تصدق
فقط مجرد كلام قد قاله القديس لهم قد صدقوه دون اعتراض وامنو به
وضع رأسه على احد الصخور بداخل الغابة هناك تلك البقعة التي بجانب الجرف المكان الذي ياتيه ضوء القمر لينيره اكثر من بقي الأماكن بالغابة
بذالك المكان يشعر اينوسكي بالراحة اكثر يصفي ذهنه يتأمل النجوم المتجمعة بجانب ذالك القمر جذبه هذا المكان اكثر من بقيت الاماكن بالغابة شعر كأنه مخصص فقط له وكأن هذا المكان هو ارضه هو وحده فقط يعامل نفسه به كأنسان يستطيع رمي قناعه السخيف جانباً متأكد ان لا احد يراه كان ذالك الجزء الاجمل بنسبة لاينوسكي حيث يضرب النسيم الخفيف البارد وجهه بالطف هذا مايحبه بالامر ومايتعبره النعيم
يهرب من كل شيء لا يفهمه ويجمع شتات نفسه بهذا المكان
هذا السبب الوحيد الذي ابقاه بصوابه ولم يجن لحد الان"
هل كان اينوسكي حقاً يفتقر للحرية ام الهرب من هذا المكان المجنون او التغير فقط بطريقة الحياة التي رأها مزريا هو يريد شيء ما ان يتغير لكن لا يعلم بالضبط ماهو لكنه يأمل ان يحصل مبتغاه بأقرب وقت
" ذالك الطفل" كان يقف بعيداً بين الاشجار ينظر الى الفتى الجالس على ذالك الجرف بتأمل
تسأل دوما بنفسه هل حقاً احاسيس البشر فائضة بالفعل
حتى يشعر هذا الطفل بالراحة بنفس المكان الذي قد لفظت والدته كلماتها الاخيرة هل اذا علم ذالك اكان سيستمر بالمجيئ الى هذه البقعة
بقي يشاهده من بعد وهو يخفي هالة وجوده بالمنطقة
بل هو لطالما وقف هنا وشاهده وهو يحاول الاسترخاء
منذ طفولته تلك وهو يحب هذا المكان ظنن ان لا احد يراه هنا فاهذا مكانه الخاص
لكن بذالك الوقت حيث اصبح الاثنان يحبان الجلوس بنفس المكان لسبب واحد جهله اينوسكي
طرقت بعقل دوما فكرة غريبة لا يعلم لما قد تأتيه لكنه احب تجربت الامر على الفتى
كيف سيكون شعوره اسيتغير تصرفه وتفكيره هل سيصبح منفتح على نفسه
او هل سيراه يوماً يقف ضده وجهاً لوجه
اينوسكي لديه امكانيات عالية كاشخص قوي ومقاتل
لما لا يستغل دوما ذالك لاجل المتعة
حتى وان شوه الامر وجهه الجميل.، يعلم انه سيشفيه مرارا وتكرارا
لذا كانت تعجب دوما فكرة رأيت اينوسكي بساحة المعركة ضد الشياطين ان حصل هذا سيصبح الامر اكثر من ممتع وجميل هذا الشعور الذي يعجب دوما
" امتحان قاتل الشياطين ليس بعيداً كثيرة اليس كذالك؟".