التصق وجهي بالأرضية المغطاة بالوَحل والماء، حتى أنني شعرتُ بالطين يدخل في فمي.
تنفستُ بقوة وأنا أدعمُ نفسي باستخدام ساعداي لأقف بينما أبصق الوحل مع الدماء من فمي، خلعتُ قميصي الذي بلا أكمام أمسح به وجهي من طرفه النظيف، وأرميه خارج حدود هذا المربع المليء بالوحل.
خصمي الذي كان هو الآخر مغطى بالوحل نتيجة لاصطدامنا المتكرر ببعضنا وسقوطنا المستمر على الأرض، كان يبدو مثيراً للسخرية، وأنا حتماً لا أستهين بخصمي.
ركضتُ نحوه وركض باتجاهي يحاول أن يهاجمني قبل أن أراوغه وأتزحلق من بين قدميه المفتوحين، وقد شعرت بجلد يدي اليسرى ينكشط أثناء ذلك.
التفتُ بسرعة وأنا أقف أضربه على مؤخرة رأسه بكوع يدي اليمنى، ليسقط واقتربُ منه أثبته بركبتي، لكن أفلت مني بعد أن رفع قدمه اليسرى وأطاح بي للخلف.
وقفتُ أراه يحاول الوقوف هو الآخر، كان سميناً وممتلئاً لكن بعضلات، ليس بكرش كبير وأفخاذ ممتلئة أمثال الساموراي ذوي الباوندات الضخمة.
كان طويلاً، ويفوقني بالتأكيد وزناً وحجماً.
اقترب يهاجم لأقف في مكاني دون أن أفعل شيئاً وهو نظر لي واهتزت عينيه وكأنه مستغرب من وقوفي ساكناً بلا حراك، والقسوة التي حاول وضعها على وجهه الغبي لم تفلح كثيراً في تغيير الضعف الذي لمسته في حركاته التي بدت غير متزنة مع مرور المزيد من الوقت، لكنه استمر بالركض.
مضى بالفعل ما يقارب النصف ساعة، كان يهاجمُ هو أكثر وأنا أصد هجماته، لم يكتشف اسلوبي البسيط لكونه غبياً، كنتُ أريد إنهاكه بشدة حتى أقضي عليه في النهاية بضربة واحدة.
لكن يبدو أنه من النوع النموذجي. «هاجم بقوة وسرعة وستفوز.» شعار غبي لأناس أغبى بالطبع، لم يدركوا أن هذا الطِرز انتهى من زمن طويل، الأساليب الآن متطورة وذكية أكثر.
لكن كما ذكرت، أغبياء بشدة.
" أراهن أن سيمون هو الفائز." صاح أحدهم وهو يرفع ورقة عشرة دولارات ليضحك من حوله وهم يرفعون رهاناتهم.
وبالطبع سيمون لم يكن أنا.
" أنا اراهن بعشرين دولاراً أن المنافس الضعيف ذلك سيسقط طريح الفراش لأسبوع بسبب الكدمات التي سيسببها سيمون له." وهاهو رهان آخر ينطلق، شخرتُ بسخرية لأفكارهم الغبية.
أنت تقرأ
حُمم ذهبية.
Actionالكلام من حولي، الرهانات التي تطايرت في الهواء والمال الذي جعل أصحابه يتقاتلون عليه كلها لم تكن تهمني، الجميع جاء اليوم هنا لأجل المتعة، الترويح عن النفس، التسلية ومشاهدة الآخرين يتبارزون، وربما جاءوا لأجل رؤية أحدهم يهزم وتتساقط دمائه على الأرض، لك...