كان عمري ثمان سنوات حينما أخذتُ أدرك أين أنا، أستوعب الأشياء و الأشخاص الذين حولي، قد يكون تأخري في أدراك ذلك بسبب بيئتي التي أعيشها، لكني الأن متيقنة تمامًا أين اعيش.والداي أعتنيا بي جيدًا ،أنا طفلتهما الوحيدة و المُدللة، جميع أصدقائهما يحبونني، الجميع كان يهتم بي، والديّ فنانين مشهورين، لهما العديد من الأفلام و الأغاني المشتركة.
كنت دائمًا ألتقط الصور معهما عندما كنت صغيرة ،أحصل على الكثير من الهدايا و الألعاب، أخذ ينتابني القليل من التكبر إلا أن والديّ كانا حريصين على جعلي فتاة مهذبة و متواضعة.
أدخلاني في مدرسة، وأخذتُ اتعلم القراءة و الكتابة شيئًا فشيئاً، حتى بتُ أدرك ما أنا عليه، كان والديّ يُعطيانني الحب و الأهتمام والسعادة لم أكن أحتاج شخصًا بديلاً عن أحداهما.
شيئًا فشيئاً أخذ الخجل يدركني من الظهور أمام الكاميرا معهما، كان ذلك شعورًا سيئًا، أتحجج في أي شيء من أجل عدم ألتقاط صور أو مقطع فيديو معهما.
كنتُ أشعر بقلقهما نحوي إلا أنهما لا يرفضان لي طلبًا، كنت أرى جميع أصدقائي في المناسبات مع أبوين لطيفين، وهكذا أصبح لدي أدراك لما حولي.
أتذكر حينما سئلتني صديقتي بكل عفوية "أين هي أمك؟" وأنا أجبتها ببراءة مع أشارة في يدي نحو والدي "جاين"، لتضحك عليّ بسخرية لأقوم بالجري نحو والدتي "جاين" و أحتضنه بسبب سخريتها مني.
بعدها و حينما أتى وقت النوم كنتُ اتسائل لماذا أنا أمتلك والِدين أثنين؟ لماذا لا أمتلك أمٌ و أبٌ كعائلة صديقتي؟وضعتُ أصبعي في شفتيّ مفكرة.
مرت الأيام وأنا أزعج والديّ بأسئلتي ، أين هي والدتي؟ يجيبني جاين بقلق و غضب طفيف بأنه هو والدتي ، لأسئل مرة أخرى، إلا يجب أن تكون فتاة؟ .. لا أنكر بأنني عانيت من الحقيقة ، حقيقة عائلتي التي لم أدركها إلا عندما بحثت على الأنترنت، رجُلين يحبان بعضهما البعض بشدة، و لشدة هذا الحب تبنياني.
لكن هذا بدى لي مؤذيًا، أنا الآن وسط عائلة غير طبيعية و بعض المجتمعات لا يعترفون بها، و أيضًا عائلتي الحقيقية لا أعلم أين هي.
أصبحتُ أنكرُ وجودي بينهما ،شعرا بالحزن لتغيري وكيف أنني أصرخ طوال الوقت و أبكي بسبب هذه الحقيقة، لا أعلم كيف أعتنيا بي عندما كنت طفلة رضيعة لأنني الآن إصبحتُ اتضايق من وجودي بجانبهما.
حينما فهما طريقة تفكيري أصبحا قاسيين و يشرحا لي عن طبيعة الأمر ولا داعي للتعقيد، تدخل أصدقائهما و هذا جعلني أصرُ للبحث عن عائلتي الحقيقية سرًا.
تطلب ذلك شهرًا ونصف إلى أن كُشف أمري و منعاني من الخروج ، أخذتُ أصرخ و أصرخ بغضب ليأتي و يفتح الباب جاين الذي يدعي بأنه والدتي ، أخذ يُحدثني عن طفولتي وكيف أهتما بي وأنهما لم يقصران معي فلما الآن أنكر حتى وجودهما من حياتي.
لا أنكر بأني تأثرت بكلامه و شعرتُ بالخزي من تصرفاتي هذه ، كنتُ في عمر المراهقة لذلك كانا بجانبي يحتويانني بكل الطرق ولكن ذلك الشيء الذي بداخلي ينكر البقاء.
لأقوم بعمل حفلة صغيرة بيننا وكانت هذه مفاجئة لهما و حرصتُ على عدم أخبار أحد بهذه المفاجئة و حذرتهما أيضًا من أخبار أحد أصدقائهما، تحججتُ بكوني أريد تجربة الحفلة العائلية و البسيطة معهما وهذا أسعدهما.
لكنها كانت في الحقيقة حفلة وداع، كنتُ اتألم طوال الوقت وأنا هكذا في أحضانهما منذ الولادة والآن أقرر بتركهما.
هذه المرة أنا من قمت بأيصالهما الى غرفتهما و تقبيل جبهتهما، بعدها بثلاث ساعات حملتُ حقيبتي و جواز سفري لأتجه نحو بلدي الحقيقي، لكن قبل كل شيء تركت لهما ورقة كتبت بها :
"أنا اسفة لذهابي من دون علمكما ، وأسفة أيضًا لأنني لم أعد ومنذ تلك اللحظة التي تحاورنا بها بأبنتكما ، فلا يوجد عائلة تمتلك طفلاً وهي مكونة من رَجُلين بدلاً من أنثى و ذكر، لم أكن أنوي ذلك و حتى أنني لن أبحث عن عائلتي الحقيقية لأنهم تركوني بالفعل، لذا سأعيش و سأعتمد على نفسي و أكمل دراستي وبعدها سأتزوج من رجُلاً و أنجب منهُ أطفالاً، أعتذر على أنانيتي وشكرًا لمجهودكما طوال تلك السنوات.
طفلتكما السابقة ليلي".
_مساحة لرأيك_
شكرًا على القراءة🌸.
أنت تقرأ
Lilly family "مكتملة"
Short Storyوداعًا عائلتي _أنها ليست رسالة أنتحارية_ . أرجوك حافظ على الملكية وعدم الأقتباس.