ملكتني فاكتملت

المقدمة

المقدمة

 مرحبا يا ايام الصبا .. مرحبا يا مدينتي التي اشتقت لها .. التي خبئت بين زواياها حكاية حبي الذي لم يكتمل ... مرحبا أيها العشاق .. يا من رسم الهوى طريقه أليكم سواء بحزن أو فرح .. مرحبا أيتها الشوارع التي شهدت فراق الأحبة ولقاء العشاق .. مرحبا ايتها الجدران التي ضمت  دموعنا وأهاتنا .. مرحبا لكل عاشق ولهان  .. وذلك الذي لم يذق طعم العشق بعد مسائك سعيد أيها الصامد القوي .. مرحبا أيتها الورود التي عبرنا بها عن حبنا والتي كانت طريقتنا للأعتذار وأحيان للكذب وغالبا للشوق والحرمان .. مساء الخير لكل القلوب حزينة كانت أم سعيدة .. مشتاقة أم ملتاعة .. مسائكم مني أنا صاحب الشوق الأعظم .. صاحب الحكاية الأكثر وجع .. هنا حيث عدت بعد خمسة عشر عام من الفراق والغياب .. هنا حيث تركت قلبي وحبيبتي وبلدي لأغادر دون تبرير دون أعتذار ... نعم أنا المذنب .. أنا الخائن .. أنا القاسي وها أنا أتجرع من الكأس التي اخترتها بنفسي .. مسائكم سعيد خالي من الهموم .. يحمل التسامح كما فعلت مدينتي التي استقبلتني بسعادة وشوق رغم بعادي عنها ..

ولتكن بداية جديدة معكم ومعي اخترت لكم هذه الأغنية .. فأنغام عبد الوهاب هي خير ما يعبر عن حالتي ..

ابعد السماعة عن أذنيه ليضغط أحد الأزرار الكثيرة التي أمامه والأغنية تصدح في المكان وعبر الراديو ليغمض عينيه وقلبه يسسافر مع الكلمات ( كل دا كان ليه )

تنهد بتعب وكلمات الأغنية تغزو روحه وعقله .. هل اختارها لأنها تعبر عن حاله أم لأنها جميلة .. لم يتغير أبدا رغم سنين غربته الطويلة وتعرضه لشتى أنواع الناس والعمل ما زال مولعا بالراديو والأغاني القديمة .. موسيقا الاغنية تعبر عما بداخله .. تجسد ما حدث في ماضيه وحاضره .. رحلته الطويلة من طالب بالدراسات العليا لمغترب ابتعد عن مدينته والمسرح الذي كان كل كيانه وعن حبيبته التي تركها دون سبب أو تبرير أو حتى وداع .. هنا تركها بين شوارع هذه المدينة .. هنا حيث لا يعرف ماذا حدث لها .. كيف واجهت غيابه .. هل بكت ؟

هل حزنت ؟ هل كرهته؟ أو ربما نسيته واستمرت حياتها بشكل طبيعي .. ولكن تلك الفتاة التي سرقت أولى دقات قلبه لا يمكنها ألا أن تبدي ردة فعل عنيفة على غيابه .. والآن ها هو هنا طوى صفحات غربته وعاد من جديد ..بداية جديدة .. وحياة جديدة ولكن هل ستتقاطع طرقه معها من جديد ؟؟