الفصل الثاني

10 0 0
                                    


الفصل الثاني

شهد العسل .. نطقها بصوت منخفض بهدوء كما كان يفعل في الماضي وكما كانت هي تحب أن تسمع ولكن دون إجابة .. كانت إجابتها الوحيدة هي أنفاسها الواضحة عبر الهاتف .. ابتسم بشوق وهو يتخيلها الآن كما كانت من قبل جميلة .. جريئة .. وقوية ومؤكد أن صفاتها تلك ما زالت تحملها ولا سيما مع تلك السنون التي غابها عنها .. كان سيعد جدا حين أخبرته لمياء أنها لم تتزوج ولم يكن لها أي علاقة عاطفية بعده .. حسنا هو أناني من هذا الجانب .. فجابنه الرجولي يجعل سعيد بعدم زواجها أو خوضها أي تجربة أخرها وهذا من حقها طبعا .. فهو الذي هرب .. هو الذي تركها وهو الذي خان حبها وحبه المميز ..

عادت ذاكرته بضع ساعات من الآن حين قرر الالتقاء مع أصدقاء الجامعة وكان أولهم فريد الذي تزوج لمياء منذ سنوات ورزقو بطفل صغير .. فريد الذي تكفل بجمع أصدقائه القدامى من تجمع المسرح .. هو ما كان يجمعهم وهو ما جمعه معها .. كان يتوقع أنه سيراها مع زوجها حين دخوله لبيت فريد ولكنه تفاجأ بعدم وجودها رغم أن الجميع حضر وكان سعيد بهذا لا ينكر ولكن عدم وجودها أحزنه .. كان يقبل تواجدها مع زوجها ولكن أن ترفض الحضور كليا هذا جعل حزنه مضاعفا ..

قضى الليلة بينهم بضحكات ومزاح وذكريات لأيام العروض المسرحية وصخبها ليتجرأ أخيرا وهو يسأل : بالمناسبة لماذا لم تأتي شهد ؟

راقب الذهول على وجوههم .. كان الجميع متفاجا من سؤاله حتى أنه لمح بعض النظرات الحزينة في عيونهم ليعيد ويسأل : هل هناك أمر ما .. أم أن زوجها منعها عنكم ؟

قاطعت لمياء سؤاله بسؤال : ومن اخبرك أن شهد تزوجت ؟

التفت لها بصدمة وعدم فهم مرددا : توقعت .. لا أعتقد أنها ستبقى لهذا الوقت من غير زواج .. هي لم تفعل ؟

رفعت لمياء رأسها لها تنفي الجواب ليبتسم قلبه بشكل لم يسبق أن حدث له منذ سنوات لكنه تابع الاسئلة : وإن لم تتزوج لماذا لم تأتي لا أعتقد أن شهد حقودة لهذه الدرجة ولا سيما بعد كل تلك السنوات

أجابه فريد : ببساطة لأنني لم أخبرها

ارتفع الغضب داخله .. كيف لفريد أن يقوم بعمل مثل هذا .. لو أنه عاد مع زوجة لكان قبل تصرفه . ولكنه يعرف تمام المعرفة أن السنوات مرت وهو ما زال أعزب وهي لم تتزوج فلماذا لم يفعل ..

وكأن فريد فهم ما يدور بعقله فتابع : قيصر عليك أن تعرف أن شهد منذ سنوات كثيرة لا تجتمع معنا لذلك لم أخبرها بشيء

ارتفعت الصدمة داخله ليسأل : لماذا ؟

هذه المرة كان دور لمياء التي قالت : قيصر أن شهد التي تعرفها ليست ما هي عليه الآن .. لقد أصبحت مختلفة جدا

ملكتني فاكتملت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن